الترا تونس - فريق التحرير
أعربت منظمات وجمعيات تونسية، في بلاغ مشترك الإثنين 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، عن رفضها القاطع للزيارة المبرمجة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى تونس يوم الثلاثاء، واصفة إياه بأنه "أحد رموز التصلب والانغلاق والعداء لحرية التعبير"، معتبرة أن هذه الزيارة تسيء لصورة تونس "التي ضحى من أجل استقلالها وتحررها من الاستبداد آلاف الشهداء".
وأشارت هذه المنظمات لاستغرابها من هذه الدعوة وما تضمره من دلالات تشير إلى استهتار كامل بمبادئ حقوق الإنسان واستخفاف مشين بالمسار الديمقراطي الذي تعيشه تونس منذ لجوء رئيسها الأسبق زين العابدين بن علي إلى المملكة العربية السعودية وخلعه في 2011، وذلك وفق ما أورده البلاغ.
جمعيات تونسية: زيارة ابن سلمان المسيئة إلى سمعة تونس هي محاولة من الماسكين بزمام الحكم في السعودية لتلميع صورتهم واحتواء تبعات جريمة قتل جمال خاشقجي
وأكدت أن جولة الأمير السعودي تهدف إلى فك عزلته على خلفية ضلوعه في اغتيال الصحفي جمال خاشقجي، واصفة هذه الجريمة بأنها حلقة في مسلسل سعودي طويل يعج بالاعتداءات الفظيعة على حقوق الانسان وممارسات القمع المتكاثرة، وخاصة محاصرة الرأي المخالف والتشريع لذلك عبر قوانين جائرة وضاربة عرض الحائط بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان، ومن ثم تنفيذها عبر جهاز قضائي لا يضمن أبسط مقومات المحاكمة العادلة.
وشدّدت المنظمات والجمعيات أن هذه الزيارة "المسيئة الى سمعة تونس" هي محاولة من الماسكين بزمام الحكم في المملكة السعودية لتلميع صورتهم واحتواء تبعات جريمة قتل جمال خاشقجي، لا سيما بعد الكشف عن ملابساتها "التي بلغت في وحشيتها سقفًا غير مسبوق".
كما أشارت إلى تزامن هذه الزيارة مع استمرار الحملة العسكرية، التي تقودها المملكة السعودية في اليمن "غير عابئة بتردي الأوضاع الإنسانية في هذا البلد وانتشار المجاعة بين أطفاله، وذلك في ظل استهتار كامل بتقرير لجنة خبراء الأمم المتحدة حول انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن برئاسة كمال الجندوبي، وموقف استكبار وغطرسة من لا يخشى حسابًا ولا عقابًا ولا يقيم وزنًا للتوصيات الأممية"، وفق نص البلاغ.
منظمات تونسية تحذر من خطورة التعاون والتقارب مع السعودية التي تصفها بأنها دولة منغلقة ماضية في نهج الاستبداد والعداء المعلن لدعاة الاجتهاد في الدين والاصلاح السياسي
وعبرت هذه المنظمات والجمعيات، في ذات الإطار، عن انشغالها بمشاركة قوات تونسية مؤخرًا في مناورات عسكرية جوية بتونس مع قوات عسكرية سعودية هي الأولى من نوعها منذ الاستقلال، مطالبة بـ"التراجع عن مساندة الجبهة التي تتزعمها المملكة السعودية وبالتوقف عن الاصطفاف غير المشروط والمخجل مع مواقف هذا البلد المعادي للحريات والمتورط في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان خارج حدوده والمهدد لأية مسيرة على طريق الديمقراطية بالمنطقة العربية".
كما حذرت المنظمات من خطورة مثل هذا التعاون والتقارب مع "دولة منغلقة تشير العديد من التقارير الحقوقية إلى مُضيها في نهج الاستبداد والعداء المعلن لدعاة الاجتهاد في الدين والاصلاح السياسي".
ومن بين المنظمات والجمعيات الموقعة على البلاغ، الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان، والمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، ومركز تونس لحرية الصحافة، والجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات والجمعية التونسية للدفاع عن الحريات الفردية.
اقرأ/ي أيضًا:
بالوثائق: نقابة الصحفيين تقاضي بن سلمان وتحظى بدعم الاتحاد الدولي للصحفيين
التيار الديمقراطي: زيارة ابن سلمان لا تشرف تونس الثورة وقيم الديمقراطية