حملت حقيبتها المدرسية لأول مرة متجهة إلى مدرسة "أبو القاسم الشابي" في طبربة أو كما يسميها متساكنوها "مكتب السوق" أين أكملت دراستها الابتدائية لتلتحق بالمدرسة الإعدادية "عليسة" بالمدينة نفسها ومنها نجحت في مناظرة التاسعة أساسي بامتياز وواصلت مشوارها بمعهد بورقيبة النموذجي بتونس العاصمة.
إنها الشابة التونسية أروى الغربي التي تحصلت مؤخرًا على الدكتوراه في الحاسوبية وهندسة الطيران في اختصاص إدارة التكنولوجيات بجامعة جورجيا في الولايات المتحدة الأمريكية.
الشابة التونسية أروى الغربي تحصلت مؤخرًا على الدكتوراه في الحاسوبية وهندسة الطيران في اختصاص إدارة التكنولوجيات بجامعة جورجيا في الولايات المتحدة الأمريكية
"أنا ابنة المدرسة العمومية حلمت دائمًا ان أصبح مهندسة طيران وانطلقت في تحقيق الحلم بعد النجاح في امتحان البكالوريا والالتحاق بالمعهد التحضيري للدراسات الهندسية بنابل ومنه توجهت إلى المدرسة العليا للطيران والتكنولوجيا بالشرقية وفيها حصلت على شهادة مهندسة في الطيران"، تقول أروى الغربي لـ"الترا تونس".
وتضيف: "عملت لمدة سنتين في مشروع بألمانيا ثم تقدمت بمطلب للحصول على منحة "فول برايت" واستطعت أن أحصل عليها من أجل مواصلة دراستي في الجامعة الأمريكية للحصول على الماجستير وبعده تقدمت لدراسة الدكتوراه وتم قبولي وعملت على رسالتي إلى أن نجحت ونلتها مؤخرًا".
"منذ طفولتي حلمت أن أصنع طائرة، كان يراودني دائمًا سؤال "كيف تُصنع الطائرات؟" فقد كان ذهول الطفلة بهذه الناقلة الخارقة يسكنني إلى أن تخصصت في هذا المجال لكن عندما تقدمت للماجستير بحثت عن آفاق التشغيل والاختصاصات المطلوبة في السوق العالمية"، تؤكد الغربي.
أروى الغربي لـ"الترا تونس": منذ طفولتي كان يراودني دائمًا سؤال "كيف تُصنع الطائرات؟"، ولما كبرت تخصصت في هذا المجال واخترت الحاسوبية وإدارة التكنولوجيا لأنه اختصاص مطلوب في كل الصناعات
ولأن العمل في هذا المجال في الخارج حساس وليس أمرًا سهلًا، بحسب محدثتنا، فإنها اختارت الحاسوبية وإدارة التكنولوجيا لأنه اختصاص مطلوب في كل الصناعات.
وتؤكد أروى الغربي أن دراسة هذا الاختصاص لم تكن سهلة خاصة وأنها باللغة الإنجليزية ووجدت نفسها مطالبة بالعمل أكثر مع عدة جنسيات أخرى حتى تنجح وتثبت كفاءتها، وفقها.
من المنتظر أن تنطلق الشابة التونسية بداية من شهر جوان في العمل بشركة بوينغ، وهي شركة أمريكية متعددة الجنسيات لصناعة الطائرات وهي من أكبر الشركات العملاقة في العالم
لكن في المقابل، تشدد أروى على أن "الاندماج لم يكن صعبًا لأن الولايات المتحدة الأمريكية بلد المهاجرين وجامعة جورجيا تضم بين مدارجها كل الجنسيات، لكن هذا لا ينفي وجود عدد ضئيل ممن لديهم صورة مشوهة عن العرب والمسلمين"، على حد قولها، مستدركة: "لكنني حاولت دائمًا إصلاحها وتقديم الصورة الحقيقية ولهذا نجحت في أن أكوّن صداقات عديدة، وصار منهم من يمدون لي يد المساعدة".
مهندسة الطيران الدكتورة أروى الغربي التي لمع نجمها في سماء الولايات المتحدة الأمريكية سعت، من أجل الاندماج، إلى الانخراط في الجمعيات التي تنشط داخل الحرم الجامعي. تقول لـ"الترا تونس": الجامعة في الولايات المتحدة الأمريكية لا تقدم لك المعلومات فقط بل هناك عمل جمعياتي نشط داخلها وتسمح بالتعلم وإثراء التجربة عبر الخبرات.
أروى الغربي لـ"الترا تونس": مستعدة لإفادة بلدي تونس بعلمي وأنا أتابع الأوضاع هناك باستمرار وأبحث عن فرص جيدة للعمل في مجالي، وإذا ما توفرت العروض المناسبة فسأكون جاهزة للعودة
وشاركت الشابة التونسية في "مجلس الطلبة" وهو مؤسسة داخل الجامعة تمثل هيئتها كل الطلبة ويعملون على تقديم المساعدة لهم وشاركت في هذا المجلس لمدة 3 سنوات وكلفت بمسؤوليات داخله.
أما عن مشاريعها المستقبلية، فتكشف الدكتورة أروى الغربي لـ"الترا تونس" أنها ستنطلق بداية من شهر جوان/يونيو 2022 في العمل بشركة بوينغ، وهي شركة أمريكية متعددة الجنسيات لصناعة الطائرات وهي من أكبر الشركات العملاقة في العالم.
وتشدد على أنها مستعدة لأن تفيد بلادها تونس بعلمها وأنها تتابع الأوضاع في وطنها دائمًا وتبحث عن فرص جيدة للعمل في مجالها، وإذا ما توفرت العروض المناسبة فستكون جاهزة للعودة خاصة وأن أهلها وإخوتها وأصدقاءها جميعهم في تونس.
الشابة التونسية المتحصلة على الدكتوراه في الحاسوبية وهندسة الطيران في اختصاص إدارة التكنولوجيات بجامعة جورجيا في الولايات المتحدة الأمريكية ممتنة لأهلها الذين دعموها ولوالديها اللذيْن حضرا في حفل تخرجها وقد كان والدها يلبس الجبة التونسية التقليدية في قلب الجامعة الأمريكية.