15-يوليو-2023
روعة التليلي

مقابلة لـ"الترا تونس" مع البطلة التونسية في رمي القرص روعة التليلي 

 

من العاصمة الفرنسية باريس يأتيك صوت البطلة التونسية روعة التليلي في منافسات بطولة العالم  لألعاب القوى لذوي الهمم  يحمل الانتصار العالمي في نبراتها وفي كلماتها تشعر أنك تتقاسم معها تلك اللحظات التاريخية الفارقة.

"سعيدة جدًا جدًا.. وأسعد لحظة في حياتي عندما أحمل العلم التونسي أمام كل العالم وأجوب به الملاعب حاملة الذهب على صدري باسم تونس" تقول روعة التليلي لـ"الترا تونس".

وتضيف: "منذ وصولي إلى باريس تم استقبالي بكل حفاوة من قبل اللجنة الفرنسية المنظمة، وكذلك اللجنة البارالمبية العالمية لأنها ركزت على مشواري الرياضي وعلى استمراريتي. وقد لقيت كل الاهتمام الإعلامي فمن بين أكثر من ألف رياضي مشارك تم اختيار 4 للاحتفاء بهم وكنت أنا التونسية والعربية الوحيدة، وهو ما جعلني أدخل المسابقات بروح مشحونة بالفرح والإصرار".

روعة التليلي لـ"الترا تونس": أسعد لحظة في حياتي عندما أحمل العلم التونسي أمام كل العالم وأجوب به الملاعب حاملة الذهب على صدري باسم تونس

وتتابع روعة التليلي قائلة: "أحمد الله على أنني كنت عند حسن ظن الجميع ورفعت اسم تونس عاليًا بفوزي بالميدالية الذهبية الثانية في اختصاص رمي القرص خلال منافسات اليوم السابع من بطولة العالم لألعاب القوى لذوي الهمم التي تحتضنها العاصمة الفرنسية باريس وهي العاشرة في مسيرتي".

وتؤكد الشابة التونسية، أصيلة ولاية قفصة بالجنوب الغربي التونسي، أن من أصعب التحديات بالنسبة إليها المحافظة على التتويج واستمرار المسيرة، فقد يصل اللاعب إلى قمة التتويج لكن الرهان الحقيقي هو أن يحافظ على تلك المكانة، وأنا بفضل الله استطعت أن أحرز الميدالية العاشرة في مسيرتي".

 

 

مسيرة لم تكن سهلة أبدًا لفتاة نشأت في ظروف صعبة وصمدت وواجهت كل العراقيل بما فيها نظرة المجتمع وناضلت من أجل أن تحقق حلمها وأن تصبح بطلة عالمية، لكنها حاربت أيضًا من أجل أصحاب الهمم الذين لم يجدوا الدعم اللازم والتشجيع الكافي ولم يتم اعتبارهم كغيرهم من الرياضيين في تونس.

روعة التليلي:  "أحمد الله على أنني كنت عند حسن ظن الجميع ورفعت اسم تونس عاليًا بفوزي بالميدالية الذهبية الثانية في اختصاص رمي القرص خلال منافسات اليوم السابع من بطولة العالم لألعاب القوى لذوي الهمم في باريس"

"لم أكن الأولى التي دافعت عن ذوي الهمم من الرياضيين، فقد سبقني كثيرون منهم سمية بسعيدي ومروى براهمي وخديجة جاب الله وغيرهن،  لكن يبدو أن قصتي التي رويتها في الإعلام جلبت الانتباه لتصبح قصة ملهمة، فأنا من رحم الاحتياج على كل الأصعدة، قاومت ونجحت وانتصرت ورفعت اسم تونس عاليًا"، تقول البطلة التونسية.

وتتابع: "من  عاش حلاوة التتويج وروعة الانتصار وعلم بلاده على كتفيه لا يمكن أن يتراجع أو يضعف أو يستسلم، ومن يرى فرحة الشعب التونسي سواء بحضورهم وتشجيعهم في باريس أو في تونس فلا يمكن أن يرضى إلا بالانتصار من أجل تلك العيون والقلوب المشجعة والداعمة".

 

صورة

 

وتستدرك محدثة "الترا تونس" قائلة: "رغم أن الأوضاع تحسنت لكن العراقيل ما تزال في طريقنا ومنها أنني وقبل سفري واجهت صعوبة في تحضير الوثائق إلى جانب اعتمادي على مالي الخاص لأقوم بالتدريبات اللازمة"، مردفة: "أعتقد أن المسألة تتعلق أساسًا بضرورة العمل المشترك والتنسيق المحكم بين الرابطة ووزارة الرياضة".

روعة التليلي: لاعبو تونس من أصحاب الهمم يواجهون عديد العراقيل فمثلًا قبل سفري للمشاركة في بطولة العالم لألعاب القوى بباريس واجهت صعوبة في تحضير الوثائق كما أنني أعتمد على مالي الخاص للقيام بالتدريبات اللازمة

وتكشف التليلي أن اللاعب وليد كتيلة كان يسعى من أجل ميدالية ذهبية في منافسات بطولة العالم لألعاب القوى لذوي الهمم، لكنه تحصل على البرونزية بسبب هذه الصعوبات فهو لا يمتلك الكرسي المناسب ليخوض غمار السباق كغيره من المتبارين، وفق محدثة "الترا تونس".

روعة التليلي التي لمع نجمها في عالم الألعاب تقول إن ما تتمناه حتى تواصل الحصول على الميداليات الذهبية هو إيلاء هذه الرياضة الاهتمام والمكانة اللازمة فليس من المعقول أن يبقى التأخير متواصلًا في المنح المخصصة للتدريبات إلى جانب التعطيلات في كل سفرة للخارج. كما تتمنى أن تحظى هذه الرياضة بدعم المستشهرين لأن المال قوام الأعمال، وفق تقديرها.

 

صورة

 

"أنا مَدينة للإعلام الذي أوصل صوتي وشاركني فرحتي وقربني للشعب التونسي، كما أنني مَدينة لوالدي، تغمده الله برحمته، لأنه عمل على تربيتي متصالحة مع ذاتي ومتقبلة لقصر قامتي في مواجهة  كل العيون التي ترمقني. وأنا مَدينة أيضًا لوالدتي التي ناضلت ولا تزال تناضل من أجلي إلى جانب أخواتي الأربعة اللاتي  يعتبرنني سندهن وعضدهن".

روعة التليلي: ما أتمناه حتى أواصل الحصول على الميداليات الذهبية هو إيلاء تونس هذه الرياضة الاهتمام والمكانة اللازمة فليس من المعقول أن يبقى التأخير متواصلًا في المنح المخصصة للتدريبات

وتثمن محدثة "الترا تونس" دور مدربها محمد علي بن زينة الذي لقبته بـ"ذراعها اليمنى"، مصرحة: "كل رمية أقذفها هي حصيلة تدريبه".

وتختم البطلة التونسية حديثها بتوجيه "خالص شكرها للشعب التونسي الذي شجعها وفرح لفرحها"، معقّبة: "أنا أعمل جاهدة من أجل رفع راية تونس بلدي الذي أعشقه عاليًا".