16-أبريل-2022
حنان مبروك الفيلالي

الشابة التونسية حنان مبروك الفيلالي تتحصل على جائزة لوريال اليونسكو للمرأة في العلوم

 

تحصلت الشابة التونسية حنان مبروك الفيلالي (29 سنة)، وهي أصيلة ولاية مدنين، على جائزة لوريال اليونسكو للمرأة في العلوم لأفضل بحث علمي مؤخرًا، وهي أصغر وأول متوجة عربية بهذه المسابقة.

تميزت حنان في دراستها وتحصلت على البكالوريا لتلتحق ببنزرت وتدرس علوم الحياة والأرض في الجامعة ثم تقرر دراسة الماجستير المهني، وأمام تميزها اقترح عليها مؤطرها أن تواصل بحوثها من خلال ماجستير بحث وتنطلق للإعداد للدكتوراه في اختصاص علوم البيئة.

"انتقلت من بنزرت إلى العاصمة والتحقت بالمعهد الوطني للهندسة الريفية والمياه والغابات وبدأت بحثي الذي تحصلت به على الجائزة"، تقول حنان الفيلالي لـ"الترا تونس".

تحصلت الشابة التونسية حنان مبروك الفيلالي على جائزة لوريال اليونسكو للمرأة في العلوم لأفضل بحث علمي، وهي أصغر وأول متوجة عربية بهذه المسابقة

وتضيف: "منذ طفولتي أحببت العلوم الطبيعية والبيئة واخترت أن أعمل على تثمين المياه الرمادية من أجل استعمالها في الفلاحة على اعتبار أن 80 بالمائة من الثروة المائية يستهلكها القطاع الفلاحي".

حنان الفيلالي
ترتكز أبحاث الفيلالي على "تثمين المياه الرمادية من أجل إعادة استعمالها في الفلاحة"

وتستطرد قائلة: "أمام الجفاف والتغيرات المناخية الكبيرة التي تشهدها تونس وكل الكرة الأرضية، فإن مخزون المياه مهدد ولا بد أن نعمل من أجل البحث عن موارد جديدة، وأنا أعمل من خلال أبحاثي على أن أثبت أن المياه الرمادية وهي التي نستعملها في المنزل كغسل الملابس والأواني وغيرها والتي لا تحتوي فضلات عضوية إنسانية من الممكن معالجتها وإعادة استعمالها".  

الفيلالي لـ"الترا تونس": أعمل على تثمين المياه الرمادية من أجل استعمالها في الفلاحة على اعتبار أن 80% من الثروة المائية يستهلكها القطاع الفلاحي

وتبين الدكتورة حنان الفيلالي أن "المياه الرمادية من السهل إعادة استعمالها، عبر معالجتها واستغلالها، خاصة وأن الفرد الواحد يستعمل يوميًا حوالي 120 لترًا من المياه الرمادية"، وفقها.

"اطلعت على المسابقة من خلال شبكة التواصل الاجتماعي إنستغرام وقررت المشاركة رغم أنني لم أكن متأكدة من أنه سيتم قبولي على اعتبار أنني بصدد الإعداد للدكتوراه وأن الفائزين بهذه الجائزة كانوا دائمًا دكاترة أتموا بحوثهم وتحصلوا على الدرجة العلمية"، تقول حنان.

وتستدرك قائلة: "لكن سعدت جدًا عندما تمت مهاتفتي وإعلامي بأنني فزت بالجائزة، وهو ما أعتبره فوزًا لكل تونس ولكل شبابها وباحثيها في كل المختبرات".

حنان الفيلالي، سافرت بدعم من الدولة لألمانيا في إطار بحثها وتحصلت على منحة من رومانيا واطلعت على مراكز بحث هناك، لكنها تحلم بأن تواصل عملها في تونس، حسب تصريحها.

الفيلالي لـ"الترا تونس": أمام التغيرات المناخية، فإن مخزون المياه مهدد ولا بد أن نعمل من أجل البحث عن موارد جديدة، وأنا أعمل من خلال أبحاثي على  إثبات التي نستعملها في المنزل والتي لا تحتوي فضلات عضوية من الممكن معالجتها

وتقول: "بلادنا عزيزة ورائعة فقط تنقصها الإمكانيات وهي لا تبخل على كفاءاتها وتشجع الباحثين وتسعى لمساعدتهم، لكن الإمكانيات المرصودة للبحث العلمي متواضعة"، معقّبة: "أعتقد أن هذا ما يجب مراجعته لأن مستقبل الكرة الأرضية كله ومصيرها مرتبط بالبحوث والعلوم وأبرز مثال على ذلك جائحة كورونا التي أثبتت أن العالم يحتاج قبل كل شي إلى العلم كي يعيش، وأن البحوث العلمية هي الأساس لأي نجاح اقتصادي وأي ازدهار منشود"، حسب رأيها.

حنان الفيلالي
الفيلالي هي أصغر وأول متوجة عربية بهذه المسابقة

وحول فرص الهجرة والعمل بالخارج، تقول محدثة "الترا تونس": "لا أحد منا يرغب في الهجرة وترك أهله وذكرياته وحياته، إلا إذا عجز عن إيجاد عمل يحفظ كرامته ويستثمر فيه علمه"، مردفة: "أنا أريد أن تستفيد بلادي من بحوثي فكلما عملت على فكرة وبرنامج بحث فإن الفائدة الأولى أريدها أن تكون لتونس".

وتختم حنان مبروك الفيلالي حديثها بالقول: "أنا أبحث في المختبرات من أجل مستقبل هذه الأرض التي فيها جذوري ومن أجل مستقبل أفضل للأجيال القادمة".