عادة ما ترتبط العودة المدرسية في أذهان الأولياء بالاستعدادات الماديّة من لوازم وأدوات مدرسية وقليلاً ما ينتبهون إلى أهميّة الاستعداد الذهني والنفسي.
عادة ما ترتبط العودة المدرسية في أذهان الأولياء بالاستعدادات المادية وقليلاً ما ينتبهون إلى أهميّة الاستعداد الذهني والنفسي
فبعد ما يقارب الثلاثة أشهر من الانقطاع عن أجواء التحصيل العلمي، يشعر الطفل بالضيق والملل عند الرجوع لمقاعد الدراسة والبعض منهم يعاني حتّى من "رهاب المدرسة" الذي يجعل العودة كابوسًا يؤرّق كامل العائلة.
ومن المهم أن يساعد الأولياء أبناءهم على تجاوز ضغط هذا الحدث من خلال بعض النصائح، التي يقدّمها الأخصائي النفسي كريم اليعقوبي لمتابعي "ألترا تونس".
بعد ما يقارب 3 أشهر من الانقطاع عن أجواء التحصيل العلمي، يشعر الطفل بالضيق والملل عند الرجوع لمقاعد الدراسة
يؤكّد اليعقوبي أنّ نسق الحياة في العطل مخالف كليًا لنسق الحياة أثناء الدراسة من سلوك غذائي، وأوقات النوم وفي بعض الأحيان تنقلب الموازين ليصبح الليل نهارًا و النهار ليلًا، مضيفًا أنّ أغلب التلاميذ يهجرون الدراسة خلال العطلة مما يؤدي إلى فقدان العديد من المهارات والمكاسب المعرفية وركون العقل إلى الراحة التامة والتّعود على نمط حياة بطيء إن لم نقل نوع من الخمول الذهني الذي يجعل من العودة المدرسية إشكالاً معرفيًا و ذهنيًا كبيرًا، على حدّ تعبيره.
وينبّه محدّثنا إلى الإشكال الأكبر وهو رغبة بعض الأولياء إلى العودة إلى النسق العالي الذي كانوا عليه في آخر السنة، وفق قوله.
من توصيات الأخصائي النفسي كريم اليعقوبي لـ"الترا تونس": العودة التدريجية لسلوك النوم والسلوك الغذائي أسبوعًا قبل العودة المدرسية
وهذه بعض التوصيات التّي يقدّمه الأخصائي النفسي كريم اليعقوبي لحسن انطلاق العودة المدرسية:
- العودة التدريجية للعمل المدرسي لتبلغ مستواها العادي في متوسط شهر أكتوبر/تشرين الأول
- العودة التدريجية لسلوك النوم والسلوك الغذائي أسبوعًا قبل العودة المدرسية
- إذا كانت هناك إشكاليات سلوكية أو معرفية لدى الأطفال يجب التسريع في تشخيصها وإيجاد الحلول الملائمة لكي لا تصطدم بالنسق المدرسي
- أغلب التلاميذ إن لم نقل كلهم سيعيشون تجربة جديدة ومستوى معرفيًا جديدًا، على الأولياء الإصغاء جيدًا إلى ما يحيّرهم وما يقلقهم
- الامتناع عن تقديم النصائح الروتينية المتداولة والمعروفة والمسموعة منذ سنين والالتزام بفهم وتفسير السلوك للطفل لإضفاء الشعور بالأمان والطمأنينة على العودة المدرسية وليتمكن الطفل من تحضير نفسه لمواجهة الصعوبات وضخ الطاقة النفسية اللازمة لذلك
- إن لم تحصل عملية التفريغ من الممكن أن يبقى الطفل تحت تأثير الضغط العالي ويعجز عن الخروج من الأزمة وتطوير مهارات ملائمة لحل أي وضعية إشكالية.
