الترا تونس- فريق التحرير
تواترت غيابات قيس سعيّد، رئيس الجمهورية، عن المؤتمرات والمنتديات العالمية، فمنذ أدائه اليمين يوم 23 أكتوبر/ تشرين الأوّل 2019، أي في أقلّ من أربعة أشهر تخلّف سعيّد عن أربعة محافل دوليّة هامّة.
أوّلها المؤتمر الحواري المتوسّطي في نسخته الثالثة الذي احتضنته العاصمة الإيطاليّة روما على امتداد ثلاثة أيّام، من 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2019 إلى 2 ديسمبر/ كانون الأوّل 2020، وقد تمحور هذا المؤتمر حول البحث عن أجندة إيجابية لمعالجة الاضطرابات التي تواجهها المنطقة، وكان هدفه الرئيسي وفق بيان المؤتمر "إعادة الموقع المركزي للمنطقة المتوسطية في ظلّ سيناريو دولي متغير باطراد".
منذ أدائه اليمين يوم 23 أكتوبر/ تشرين الأوّل 2019، أي في أقلّ من أربعة أشهر تخلّف سعيّد عن أربعة محافل دوليّة هامّة
الحدث الثاني الذي امتنع رئيس الجمهورية عن حضوره هو مؤتمر برلين يوم 19 جانفي/ كانون الثاني 2020، وهو من أوثق الأحداث صلة بالشأن التونسي أمنيًا واقتصادياً، إذ تم تخصيصه للبحث عن حلول لإخراج القطر الليبي الشقيق من محنة الحرب والتفكّك والفوضى، وقد عللت الخارجية التونسية الغياب تعليلاً اعتباريًا سيادياً تمثّل في الوصول المتأخر لدعوة المشاركة.
السياق الثالث التي تغيّب عنه سعيّد هو مؤتمر دافوس الاقتصادي العالمي بسويسرا، الذي انطلقت فعالياته يوم 21 جانفي/ كانون الثاني 2020، وحضرها ما يزيد عن ثلاثة آلاف شخصية قيادية في المجالات السياسية والمالية، وقد ناقش المشاركون في هذه القمّة "قضايا حول إصلاح الرأسمالية، ومساعدة الحكومات والمؤسسات الدولية في مراقبة التقدم المحقق في أهداف اتفاق باريس للمناخ وأهداف التنمية المستدامة وتعزيز الحوار حول التكنولوجيا وإدارة التجارة".
المناسبة الرابعة التي تعذّر فيها على قيس سعيّد الحضور هي القمة العادية الثالثة والثلاثين للاتحاد الإفريقي، التي ستفتتح بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا الأحد 9 فيفري / شباط 2020 وتتواصل أشغالها على امتداد يومين، تهتم هذه القمة بمشغلينن الأول يتعلق بمنطقة التجارة الحرة للقارة الإفريقية والثاني يرتبط بقضايا السلم والأمن في المنطقة، شعار هذه الدورة " إسكات البنادق وتهيئة الظروف المواتية لتنمية أفريقيا".
ينوب رئيس الجمهورية في هذه المهمة الدبلوماسية صبري باشطبجي الوزير المكلف بتسيير وزارة الشؤون الخارجية، وقد تمّ تعليل الغياب بوعكة صحيّة أكرهت قيس سعيّد على ملازمة الراحة مدة أربعة أيام بداية من يوم 7 فيفري / شباط ،2020، وذلك بإيعاز من طبيبه المباشر.
رغم الدوافع التي تبدو للبعض وجيهة في علاقة ببعض الغيابات ومنها المرض وارتباك مسارات تشكيل الحكومة فإنّ قيس سعيّد لم يسلم من الانتقادات، وقد صدرت هذه التقييمات عن أطراف إعلامية وسياسية عديدة منها راشد الغنوشي رئيس البرلمان، إذ لم يتردد في تنزيل الغيابات الثلاثة الأولى ضمن الأخطاء الديبلوماسية قائلاً في تدخّل إذاعي في "موزاييك" إنّ التخلف عن دافوس وروما وبرلين كان اجتهادًا خاطئًا من شأنه أن يحدّ من الرأسمال الرمزي لبلادنا".
وقد رد قيس سعيّد على تلك الانتقادات نافيًا أن يكون قد جنح إلى "ديبلوماسية العزلة" قائلاً "في حوار تلفزي بث يوم 30 جانفي/كانون الثاني الماضي "إنّ هناك عمل ديبلوماسي مكثف لا يظهر للعلن" وأضاف أنّ العبرة تكمن "في النتائج والآثار" بعيدًا عن الصخب، وفق تقديره.
غيابات قيس سعيّد تبدو بالنسبة إلى أنصاره أبعد ما تكون عن التقاعس أو الهرب من تحمّل المسؤولية، "ففي تجربته الجامعية التي امتدت على ثلاثين سنة تغيّب أستاذ القانون الدستوري يومًا واحدًا بسبب الفيضانات، وكان يأبى بدافع الشعور بالواجب التخلّفَ عن الدرس رغم حالات المرض والإعياء".
اقرأ/ي أيضًا:
إنهاء مهام ممثل تونس لدى الأمم المتحدة.. أي أسباب وأي انعكاسات؟
تفاصيل مراسلة إلياس الفخفاخ للأحزاب حول مرشحيها للمناصب الوزارية