أكد رئيس جمعية الأرض للجميع عماد السلطاني، فقدان مركب على متنه أكثر من 37 شخصًا أغلبهم من القُصّر كانوا ينوون الهجرة بطريقة غير نظامية نحو السواحل الإيطالية، مشيرًا إلى أن الحرس البحري التونسي بدأ الثلاثاء 16 جانفي/يناير 2024، عمليات البحث عن المركب المفقود، وفقه.
رئيس جمعية الأرض للجميع لـ"الترا تونس": فقدان مركب مركب خرج من سواحل صفاقس على متنه أكثر من 37 شخصًا أغلبهم من القُصّر كانون ينوون الهجرة بطريقة غير نظامية نحو السواحل الإيطالية
وأكد السلطاني في تصريح لـ"الترا تونس"، الأربعاء 17 جانفي/يناير الجاري، أن المركب خرج من ولاية صفاقس فجر الخميس 11 جانفي/يناير 2024، وأنه بالاتصال بالسلطات في إيطاليا تبين أنه لم يصل إلى الأراضي الإيطالية.
وأكد أن أغلب الموجودين على متن المركب المفقود هم قُصّر وتتراوح أعمارهم بين 16 و18 سنة وأن أغلب المفقودين من منطقة الحنشة من ولاية صفاقس، مضيفًا أن الوحدات الأمنية بدأت بدورها عمليات البحث عن المركب المفقود.
وعبر السلطاني عن أسفه من انخراط العائلات في تونس في عمليات "الحرقة"، مؤكدًا أن العائلة أصبحت تُوفر مبالغ مالية لأبنائها وتحُثهم على الهجرة نحو الدول الأوروبية، داعيًا إلى ضرورة تكثيف الجهود لمكافحة هذه الظاهرة.
- والد أحد المفقودين: ابني لم يعلمنا أنه كان ينوي الهجرة
من جهته، قال العجمي الحنشي والد أحد المفقودين في حديثه لـ"الترا تونس"، إن ابنه يسري الحنشي (23 عامًا)، غادر المنزل يوم الأربعاء 10 جانفي/يناير 2024، وأعلمهم أنه سيذهب لزيارة ابن عمه في مدينة سوسة.
وأوضح محدثنا، أن ابنه لم يعلمهم بنيته الهجرة نحو إيطاليا بطريقة غير نظامية، مؤكدًا في ذات السياق فقدان حوالي 14 شخصًا آخرين من منطقة الحنشة كانوا متواجدين على المركب المفقود رفقة يسري.
والد أحد المفقودين لـ"الترا تونس": ابني لم يعلمني بنيته الهجرة نحو إيطاليا وإنما أخبرني أنه سيذهب إلى مدينة سوسة لزيارة ابن عمه
ويعمل يسري في قاعة ألعاب إضافة إلى عمله في محل لتصليح الهواتف الجوالة، ووفق ما أكده والده فإن القارب المفقود كان على متنه عائلات ونساء وأطفال، حسب قوله.
وأضاف أن السلطات التونسية أعلمت عائلات المفقودين أنهم قاموا بتفتيش الشريط الساحلي في ولايتي صفاقس والمهدية وأنه لا يوجد أي أثر للقارب المفقود، وفقه.
- أهالي الحنشة يحتجون
في ذات السياق، أقدم أهالي مدينة الحنشة على غلق الطريق وسط المدينة وإشعال العجلات المطاطية، احتجاجًا على تأخر البحث عن المفقودين من أبناء المنطقة وولفت أنظار السلطات وحثها على ضرورة تكثيف حملات البحث عن القارب المفقود.
والثلاثاء 16 جانفي/يناير الجاري، أعلنت الإدارة العامة للحرس الوطني أن وحدات الحرس البحري بالتعاون مع جيش البحر بدأت البحث عن القارب المفقود، بعد تلقيهم بلاغًا من عائلات المفقودين.
الحرس التونسي: تمّ تسخير جميع الوحدات الميدانية التابعة لإقليم الحرس البحري بالوسط وإقليم الحرس الوطني بصفاقس بالتنسيق مع جيش البحر للبحث عن القارب المفقود
وقالت الإدارة العامة للحرس الوطني في بلاغها، إنها "تلقت معلومات مفادها انطلاق عملية هجرة غير نظامية باتجاه إيطاليا انطلاقًا من سواحل صفاقس الليلة الفاصلة بين يومي 10 و11 جانفي/يناير 2024، لحوالي 40 شخصًا أصيلي الجهة".
وأضاف البلاغ، إنه بناءً على تقدم أهالي بعض المشاركين في عملية الهجرة غير النظامية للمركز البحري بصفاقس للإبلاغ عن فقدان التواصل مع أبنائهم، تم تسخير جميع الوحدات الميدانية التابعة لإقليم الحرس البحري بالوسط وإقليم الحرس الوطني بصفاقس من زوارق وخوافر وطوافات معززة بدوريات ساحلية ودوريات جوية باستعمال الطائرة العمودية إلى جانب التنسيق مع الوحدات الميدانية لجيش البحر وذلك للقيام بعملية بحث بكافة الفضاءات البحرية والشريط الساحلي المتاخم لولاية صفاقس والمهدية.
ولم تعلن السلطات الأمنية إلى حد اللحظة العثور على القارب المفقود.
وتواجه تونس في السنوات الأخيرة، موجات قياسية من تدفقات المهاجرين غير النظاميين هذا العام وكوارث متكررة نتيجة غرق قوارب للمهاجرين بعضهم من التونسيين أو من إفريقيا جنوب الصحراء أثناء محاولتهم الوصول إلى السواحل الإيطالية.
وتنطلق معظم القوارب التي تحمل المهاجرين من ساحل مدينة صفاقس الجنوبية، وهو ما مثل السبب الرئيسي لتوافد آلاف المهاجرين الذين لا يحملون أوراقًا ثبوتية على مدينة صفاقس في الأشهر القليلة الماضية بهدف السفر إلى أوروبا في قوارب يديرها مهربون مما أدى إلى أزمة هجرة غير مسبوقة في تونس.