28-يونيو-2020

أعادت تونس فتح حدودها منذ يوم 27 جوان 2020 (وسيم الجديدي/جيتي)

 

استأنفت المعابر الجوية والبرية والبحرية منذ فجر السبت 27 جوان/يونيو 2020 استقبال الوافدين من الخارج بعد إغلاق دام أكثر من ثلاثة أشهر بسبب جائحة كورونا عدا رحلات الإجلاء الاضطرارية على مدى فترة الإغلاق الوقائيّة خوفًا من انتشار العدوى.

وكان قد صرح ناجي زيتون، آمر مطار تونس قرطاج الدولي، لدى وصول الطائرة الأولى قادمة من باريس أنّه تم السماح باستئناف 30 في المائة من الرحلات العادية بداية من السبت إلى غاية 11 جويلية/يوليو، مشيرًا إلى السماح بـ5 رحلات لباريس يوميًا مقابل 15 رحلة في الفترة نفسها من السنة الماضية.

استأنفت المعابر الجوية والبرية والبحرية استقبال الوافدين من الخارج بعد إغلاق دام أكثر من ثلاثة أشهر بسبب جائحة كورونا 

من جانبه، صرح جلال شوشان الناطق الرسمي بشركة "تاف" المستغلة لمطار الحبيب بورقيبة المنستير الدولي، في حديث لمراسل "ألترا تونس"، أن شركة الطيران الجديد انطلقت في رحلاتها باستقبال أول رحلة من مطار شارل ديغول بباريس نحو المنستير حاملة 150 مسافرًا.

وتحدث عن توقع تواتر الرحلات بشكل تصاعديّ خاصة مع بداية شهر جويلية/يوليو عندما تفتح عدة دول أوروبية ملاحتها الجوية. وأضاف أن إدارة المطار اتخذت كافة الاحتياطات الوقائية الصحية الضرورية لضمان سلامة العاملين والمسافرين على حدّ سواء بالالتزام الكامل بالبروتوكول الصحي.

اقرأ/ي أيضًا: إمكانية وقوع موجة ثانية من كوفيد-19.. ما حقيقة الوضع الوبائي في تونس؟

أما فيما يتعلق بالحدود البريّة، يستمر الإغلاق التام للمعابر بين تونس والجزائر وعدم تنظيم أي رحلة من الجانبين باعتبار مواصلة إغلاق الحدود من الجزائر التي تزوّد السياحة التونسية في مثل هذا الفصل بمئات الآلاف من السياح. لكن تواصل ارتفاع حصيلة الإصابات في البلد الجار، والتي ناهزت حتى الآن في مجموعها 12685 حالة وعدد الوفيات 885 حالة، قد تؤخر عملية فتح الحدود البرية.

فيما اقتصرت الحركة بمعبر ذهيبة على عبور التونسيين العالقين بالقطر الليبي والحالات الإنسانية الاستعجالية الليبية إلى غاية 4 جويلية/يوليو 2020 التزامًا بالبروتوكول الصحي الذي فرضته وزارة الصحة وقد سجل المعبر، السبت 27 جوان/يونيو، عبور عائلة تونسية فقط متكونة من 3 أفراد حسب تقارير إعلامية.

لمحة عن الإجراءات لمرافقة لفتح الحدود

فتح الحدود الجوية والبحرية والبرية رافقه التزام صارم ببروتوكول وزارة الصحة سواء للمغادرين أو الوافدين عبر الموانئ المختلفة، وهو ما أثار تذمّرًا عند البعض و قبولًا عند آخرين.

وأعلنت الخطوط التونسية عدة إجراءات منها إلزامية حمل الكمامة طول الرحلة لجميع الركاب باستثناء الأطفال الذين يقل أعمارهم عن عامين، مع إمكانية رفض الصعود بالنسبة بالركاب الذين امتنعوا عن الخضوع لقيس درجة حرارتهم.

من جهتها، أعلنت الشركة التونسية للملاحة أنه يتعين اعتماد بلد الإقامة وبلد المغادرة بالنسبة لنتائج التحليل المخبري (RT-PCR) السلبي قبل موعد السفرة بـ 72 ساعة على ألا يتجاوز إجراء التحليل 120 ساعة عند الوصول إلى الميناء.

فتح الحدود الجوية والبحرية والبرية رافقه التزام صارم ببروتوكول وزارة الصحة سواء للمغادرين أو الوافدين عبر الموانئ المختلفة وهو ما أثار تذمّرًا عند البعض و قبولًا عند آخرين

وكانت قد أعلنت وزارة الصحة عن تصنيف البلدان إلى 3 أصناف (باللون الأخضر والبرتقالي والأحمر) مع تحيين تصنيف الوضعية الوبائية بما سيترك آثاره على حركة السياحة في الأيام القادمة. إذ لا تخضع قائمة الدول المصنفة خضراء إلى إجراءات وقائية خاصة في حين تخضع البلدان المصنفة برتقالية إلى ضرورة الاستظهار بتحليل مخبري قبل السفر بـ 72 ساعة على ألا يتجاوز تاريخ إجراء التحليل 120 ساعة عند الوصول و بالنسبة للتونسيين بالخارج أو الأجانب الذين لديهم مقرات إقامة في تونس عليهم ضرورة الالتزام الكتابي بالحجر الصحي الذاتي 14 يومًا واللجوء إلى تحليل مخبري آخر في صورة ظهور أعراض المرض. و يتم إجراء تحليل بطلب من المعني بالأمر في صورة رغبته في الخروج من الحجر الصحي الذاتي على نفقته ابتداء من اليوم السادس من دخوله على تونس.

اقرأ/ي أيضًا: هل تنقذ السياحة الداخلية الموسم السياحي؟

وبالنسبة للتونسيين الراغبين في الإقامة في النزل، فعليهم التحول إليها على متن الحافلات السياحية الملتزمة بقواعد البروتوكول الصحي وذلك في مجموعات مؤطرة مع الإقامة وفق قواعد هذا االبروتوكول. كما يسمح للمجموعات المؤطرة للسياح والمقيمين في النزل بزيارة المتاحف والمعالم والمواقع الأثرية السياحية مع احترام البروتوكول الصحي بكل موقع، ويتم إجراء تحليل (RT-PCR) بطلب من المعني في صورة رغبته في الخروج من الإقامة المؤطرة أو بطلب من دولة إقامته على نفقته ابتداء من اليوم السادس من دخوله إلى تونس.

أما الدول المصنفة حمراء، يقتصر فتح الحدود حاليًا على الوافدين التونسيّين المقيمين بها شريطة الإستظهار بتحليل مخبري (RT PCR) قبل السفر إلى تونس ب 72 ساعة على ألا يتجاوز تاريخ إجراء التحليل 120 ساعة عند الوصول، مع ضرورة الإلتزام بالحجر الصحّي الإجباري لمدّة 7 أيّام على نفقته والقيام بتحليل مخبري آخر على نفقة الدولة مع الالتزام بفترة حجر صحّي ذاتي لمدّة 7 أيام آخر.

هل ينتعش القطاع السياحي؟

تحركت وكالات الأسفار بالتنسيق مع وزارة السياحة في اتجاه انتعاشة جزئية للسياحة في ظل إكراهات الوضع الوبائي والبرتوكول الصحي خاصة بعد التزام أصحاب النزل بإيواء 50 في المائة من طاقة الاستيعاب.

وفي تصريح لـ"ألترا تونس"، قال توفيق القايد، المندوب الجهوي للسياحة بسوسة، إن الإدارة تقوم منذ مدة بتوعية المهنيين في القطاع السياحي وخاصة المطاعم السياحية التي باشرت بفتح أبوابها منذ 4 جوان/يونيو لاستقبال الحرفاء، مع التركيز على مزيد توضيح أهم نقاط البروتوكول الصحي خاصة احترام التباعد بين الأشخاص والعمل بطاقة استيعاب 50 في المائة حماية للعاملين في القطاع السياحي والوافدين. 

وليد الزيدي (ممثل وكالات الأسفار بصفاقس): نعمل على تعزيز مكانة السائح التونسي ليصبح حريفًا أساسيًا ضمن تركيبة الحرفاء 

وأضاف محدثنا أنه يوجد في سوسة 59 مطعمًا سياحيًا مصنفًا و 20 نزلًا مصنفًا فتحوا أبوابهم للحرفاء، مبينًا أن آخر الإحصائيات تشير إلى وجود 2200 حريفًا. وأكد أن ارتباط تونس بحركة الملاحة الدولية هو الذي سيحدد طبيعة الموسم السياحي الاستثنائي هذه السنة جراء جائحة كورونا.

من جهتهم، أكد ممثلو وكالات أسفار، خلال زيارة لمدينة تونس لتفقد المنشآت السياحية، أن التوجه يذهب نحو دعم السياحة الداخلية والتأكد من سلامة تطبيق البروتوكول الصحي الذي سيدعم الثقة بين الوكالات و بين الحريف في ظل استمرار الأزمة.

وفي تصريح لـ"ألترا تونس"، أكد وليد الزيدي، ممثل وكالات الأسفار بصفاقس خلال هذه الزيارة، على العمل على تعزيز مكانة السائح التونسي ليصبح حريفًا أساسيًا ضمن تركيبة الحرفاء في انتظار الجزائريين باعتبارهم الأهم عدديًا وفق تعبيره، مؤكدًا أن نجاح التدابير الوقائية المتخذة هو نجاح للسياحة التونسية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الكورونا تعمّق أزمة المهن الهشة في تونس.. بطالة وديون

عملة القطاع السياحي المسرّحون.. فئات هشة تستغيث