31-مايو-2018

حملة استثنائية لتكريم أبطال استثنائيين

الترا تونس - فريق التحرير

 

لا شك أنك تساءلت حول قصة الحوار الذي يدوم ثلاث دقائق على الأغلب مع أحد التونسيين في ديكور بخلفية سوداء وذلك مباشرة إثر آذان المغرب في قنوات "الوطنية 1" و"الحوار التونسي" و"التاسعة"، الإجابة أن المحاورين هم أعضاء منتخب تونسي آخر في مونديال روسيا 2018، هو منتخب التشجيع الذي اختارته حملة "عيش تونسي" تقديرًا وعرفانًا لأبطال لا يعرفهم التونسيون بالقدر الكافي.

ماهي "عيش تونسي"؟

"عيش تونسي" هي حملة يشرف عليها تونسيون يقولون إنهم "يؤمنون أن الحياة يجب أن نعيشها بفرح" ولذلك قرّروا بمواردهم الخاصة "تحدّي الواقع السائد لتأكيد أن التغيير نحو الأفضل ممكن" على النحو الذي تعرف به الحملة نفسها باللهجة التونسية العامية على موقعها الرسمي.

حملة "عيش تونسي": نتحدى الواقع السائد لتأكيد أن التغيير نحو الأفضل ممكن

ويضيف المشرفون على الحملة "نحن مجموعة من التونسيين الأحرار لا نعمل لحساب أي طرف، وإن كان لدينا واجب فيجب أن يكون تجاه التونسيين الذين مثلنا". وحول سؤال، "علاش عيش تونسي؟" (لماذا عش تونسي؟)، تقول الحملة "لأننا نؤمن أن لحظات الفرحة والسعادة مهمة في حياة أي إنسان، ولأننا نؤمن أن أي حلم مهما كانت بسيطًا يستحق أن يتحقق". وتؤكد الحملة أن هدفها هو "إرجاع الأمل للتونسيين كي يؤمنوا بأنفسهم من جديد".

تكريم أبطال تونس

من أجل تحقيق أهدافها، دشنت الحملة مبادرة لتكريم التونسيين "المثاليين وغير المعروفين والذين لم يجدوا من يعترف بقيمتهم"، والذين وصفتهم الحملة أيضًا بأنهم "مثال على الوطنية". هم أبطال "يوميين" من مختلف الأعمار والطبقات الاجتماعية ومن جميع جهات تونس.

وتكريم هؤلاء بعرض بطولاتهم ومسيراتهم وقصص نجاحهم للتونسيين في وقت الذروة إثر الإفطار، وأيضًا بإشراكهم في منتخب "عيش تونسي" لتشجيع المنتخب الوطني لكرة القدم في مونديال روسيا 2018.

"عيش تونسي" مبادرة مواطنية لتكريم أبطال تونسيين غير معروفين قدموا تضحيات وهم "مثال على الوطنية"

من بين هؤلاء الأبطال اليوميين والمثاليين، محمد صالح السراح القيّم في مبيت التلاميذ في السبيخة الذي أنقذ حياة عشرات التلاميذ من حريق مخاطرًا بحياته، وزياد الملولي وهو صاحب مبادرة "سيب التروتوار" التي تعرض بسببها لتهديدات وضغوطات من رجال أعمال، وهو أيضًا صاحب مبادرة "سكر السياب" لمقاومة مشكلة تلوث الهواء في صفاقس.

كرّمت الحملة أيضًا العم عبد الرزاق اليوسفي "مروّج الفرحة" وهو بائع متجول في الميترو رقم 2 عُرف بحسن تعامله وابتسامته وروحه المرحة الدائمة، وكذلك عبد المجيد الدبار وهو مدافع ضد صيد الغزال في الصحراء والصيد العشوائي للثروات الطبيعية ما عرضه لمتاعب كثيرة، وأبطال آخرين مثل الناشطة ضد الميز العنصري سعدية مصباح، ولاعبة ألعاب القوى من ذوي الاحتياجات الخاصة روعة التليلي.

عبد الرزاق اليوسفي بائع متجول برتبة "مروّج للفرحة"

ولقيت هذه المبادرة دعمًا واستحسانًا في مواقع التواصل الاجتماعي، وهي لمسة لتكريم أبطال يعيشون معنا قدّموا تضحيات من أجل القيم والمبادئ التي يؤمنون بها، ومن أجل تونس التي يحملون جنسيتها، ليكون تكريمهم هو أقل واجب لشكرهم، وليكون أيضًا تشجيعهم لمنتخبنا الوطني في مونديال روسيا 2018 هو مناسبة لرفع علم تونس واسمها عاليًا بين البلدان في أكبر حدث رياضي في العالم.

 

اقرأ/ي أيضًا:

تدشين وهمي للمستشفى الجهوي بنفطة.. الاحتجاج الساخر مرة أخرى

لأول مرة في تونس.. علامة مرورية بطريقة الوهم البصري وباستعمال 3D