01-يونيو-2021

خلفت وفاته لوعة كبيرة وتفاعلًا واسع الصدى لِما تزخر به مسيرته من فكر ثري (ياسين القايدي/فيسبوك)

الترا تونس - فريق التحرير

 

لم يكن وقع خبر فقدان المفكر والمؤرخ التونسي هشام جعيط، الثلاثاء 1 جوان/يونيو 2021، هينًا في تونس. وخلفت وفاته لوعة كبيرة وتفاعلًا واسع الصدى لِما قدمه طيلة مسيرته من فكر ومعرفة نقدية سيضلّان محفورين في تاريخ تونس، ومؤلفات سيبقى أثرها بارزًا في الذاكرة الفكرية التونسية.

وقد أبّن الفقيد هشام جعيط العديد من الشخصيات الوطنية والسياسية والفكرية في تونس، معتبرين وفاته خسارة ليس لتونس فحسب وإنما أيضًا لكل العالم العربي والإسلامي.

رئاسة الجمهورية: ستظلّ ذكرى جعيط خالدة في تاريخ الساحة الثقافية في تونس والعالم العربي والإسلامي، وستبقى الأجيال القادمة تذكر إسهاماته وتتطارح أفكاره ودراساته 

ونعى رئيس الجمهورية قيس سعيّد "المفكّر الكبير والمؤرّخ والأستاذ هشام جعيّط الذي توفي بعد مسيرة علمية وأكاديمية مميّزة". وجاء في بلاغ لرئاسة الجمهورية: "لقد فقدت بلادنا برحيل المرحوم هشام جعيّط شخصية وطنية فذّة وقامة علمية مرموقة ستظلّ ذكراها خالدة في تاريخ الساحة الثقافية في تونس والعالم العربي والإسلامي، وستبقى الأجيال القادمة تذكر إسهاماته وتتطارح أفكاره ودراساته ومؤلّفاته العديدة في مجالات الفكر والتاريخ والعلوم الإنسانية".

ونشرت صفحة "المجمع التونسي بيت الحكمة"، الذي كان جعيط أول رئيس له في 2012، وتولى رئاسته إلى غاية سنة 2015، برقية تعزية على صفحته بموقع التواصل فيسبوك، مدونًا: "لقد فقدته الأسرة الأكاديميّة والعلميّة".

ونعا الأمين العام للتيار الديمقراطي غازي الشواشي الفقيد، في منشور على صفحته بفيسبوك، معبرًا بأحرّ التعازي إلى عائلته وذويه.

كما نشر النائب عن حركة النهضة محمد القوماني برقية نعي للفقيد، موجهًا تعازيه "لأهله وأصدقائه وكل من يدينون له بالاستفادة من علمه الغزير وإضافاته الفكرية المميّزة، ويكنّون له التقدير"، وفق وصفه.

ياسين العياري: هشام جعيط، المؤرخ والفيلسوف في ذمة الله. رجل عظيم تخسره تونس، تخسره الإنسانية

ودوّن النائب عن حركة أمل وعمل ياسين العياري: "هشام جعيط، المؤرخ و الفيلسوف في ذمة الله. جعل الله كل حرف تنوير كتبه، ثقيلًا في ميزان حسناته"، مضيفًا: "رجل عظيم تخسره تونس، تخسره الإنسانية".



كما نشر الأستاذ الجامعي والمستشار الرئاسي السابق، عدنان منصر، على صفحته بفيسبوك "رحيل آخر الكِبار.. رحم الله أستاذنا المؤرخ المختص في التاريخ الإسلامي والفيلسوف هشام جعيط وجازاه عن جُهده وعِلمه كل خير".

الباحث زهير إسماعيل: كان جعيط من قلة قليلة نادرة "أنتجت معرفةً" في ميدانها، وكتابات كانت ندًّا لأطروحات كبار المستشرقين وفلاسفة أوروبا في القرنين الماضيين

بدوره، نعا الأكاديمي والباحث التونسي زهير إسماعيل الفقيد، وكتب: "رحيل مورّخ الإسلام المبكّر والمدينة العربية المفكّر هشام جعيّط. كان الرّجل من قلّة قليلة نادرة "أنتجت معرفةً" في ميدانها، وكتاباتٍ كانت ندًّا لأطروحات كبار المستشرقين وفلاسفة أوروبا في القرنين الماضيين".

 

ونعت مديرة دار الكتب الوطنيّة رجاء بن سلامة الفقيد مدونة: "عالِم كبير ومحقق ومثقف غادرنا.. تعازي الحارة لأهله وطلبته وأصدقائه". 

ونشرت الكاتبة والباحثة الجامعية ألفة يوسف تدوينة على صفحتها الخاصة بفيسبوك تدوينة جاء فيها: "محمد الطالبي، منصف وناس، عبد الوهاب بوحديبة، واليوم هشام جعيط، رحمهم الله تعالى جميعًا... الموت حق على الجميع، وإنا لله وإنا إليه راجعون".

وأضافت: "فقط أتساءل، كم من الشباب التونسي سمع بهذه القامات الفكرية، فضلًا عن أن يكون قرأ لها أو اطلع على فكرها؟ ذاك هو إفلاسنا الفعلي وذاك هو الموت الذي لا قيامة بعده".

 

كما نشر الكاتب حسونة مصباحي، في نعيه للفقيد، "وداعًا صديقي العزيز الكبير هشام جعيط، كنت رجلًا نبيلًا بالمعنى العميق للكلمة وكنت وطنيًا صادقًا ومفكرًا مرموقًا، منذ أن تعرفت عليك في مطلع الثمانينات من القرن الماضي، لم أنقطع أبدًا عن زيارتك وعن التحدث إليك في شؤون فكرية وأدبية.. رحلت وكم أوجعني رحيلك من دون أن أراك".

ودوّن الباحث في علم الاجتماع مهدي مبروك: "رحم الله الفقيد الأستاذ هشام جعيط.. قامة عالية ترحل تاركة فراغًا كبيرًا. كان متفردًا واستثنائيًا في مقاربته للتاريخ الإسلامي المبكر تحديدًا".

وأضاف: "حاور بندّية كبار المستشرقين، انتصر لعروبته دومًا، ناهض الاستبداد، كتب وألف وأمتع قراءه وأثار أسئلة معرفية كبرى"، مؤكدًا أن "الثقافة العربية والإنسانية تفقد مؤرخًا فذًا ومثقفًا عظيمًا.. رحيل مؤلم وموجع".

 

وكان هشام جعيط قد ولد سنة 1935 في عائلة من المثقفين ورجال العلم والدّولة في تونس العاصمة، وهو حفيد يوسف جعيط الوزير الأكبر الخامس عشر في تونس (1908 - 1915) وابن أخ العالم والشيخ محمد عبد العزيز جعيط.

زاول هشام جعيط تعليمه الثانوي بالمدرسة الصادقية قبل أن يواصل تعليمه العالي في العاصمة الفرنسية باريس حيث تحصل على شهادة التبريز في التاريخ سنة 1962. تحصل على الدكتوراه في التاريخ الإسلامي من جامعة السوربون بباريس سنة 1981. وقام بنشر العديد من الأعمال الفكرية والأكاديمية صدرت باللغتين العربية والفرنسية.

وهو أستاذ فخري لدى جامعة تونس، درّس كأستاذ زائر بعدة جامعات عربيّة، أوروبيّة و أميركية منها جامعة ماك غيل (مونتريال) وجامعة كاليفورنيا، بركلي وبمعهد فرنسا. كما تولى رئاسة المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون "بيت الحكمة" بين سنتي 2012 و2015 وهو عضو في الأكاديمية الأوروبية للعلوم والفنون.

كما يعدّ جعيط الأب المؤسس لدراسات الإسلام المبكر في الجامعة التونسية، وكان أول رئيس منتخب للمجمع التونسي العلوم والآداب والفنون "بيت الحكمة" سنة 2012. 

 

اقرأ/ي أيضًا:

الساحة الفكرية التونسية تفقد المؤرخ والمفكر هشام جعيط

وفاة عبد السلام جراد الأمين العام السابق للمنظمة الشغيلة