الترا تونس - فريق التحرير
نددت منية براهم، زوجة السجين السياسي في تونس عبد الحميد الجلاصي، الاثنين 4 ديسمبر/كانون الأول 2023، بالتضييقات التي قالت إن زوجها يتعرض لها داخل السجن والتي رأت أنها تمسّ من أبسط المقومات الحياتية.
وذكرت براهم، في مقطع فيديو مباشر بثته عبر حسابها الخاص على فيسبوك، أنّ من بين التضييقات التي التي يتعرض إليها عبد الحميد الجلاصي في السجن، منع وضع لحاف لدى قضاء الحاجة بالزنزانة التي ينزل بها داخل السجن للتستّر به أمام السجناء الآخرين، متسائلة: "ما الخطر الذي يشكله هذا اللحاف على الدولة أو وزارة العدل أو الإدارة العامة للسجون أو سجن المرناقية؟"، وفق تعبيرها.
منية براهم تندد بتضييقات يتعرض لها زوجها عبد الحميد الجلاصي داخل السجن من بينها منع استعمال لحاف للتستّر به لدى قضاء الحاجة بزنزانة السجن وتسليط أضواء قوية على المساجين حتى وهم نيام
كما قالت إنّ الوضع الصحي لعبد الحميد الجلاصي يستوجب نظام تغذية خاص وعناية خاصة، نظرًا لأنّه أصيب في السابق بالسرطان ويعاني من ضعف المناعة، مستدركة القول إنّه محروم حتى من تسجين أكله المجمّد، نظرًا لمنع إدارة السجن استعمال "فتيلة" كان يعتمدها المساجين لتسخين طعامهم.
إضافة إلى ذلك، تحدثت زوجة عبد الحميد الجلاصي عن تسليط إدارة السجن أضواء قوية داخل زنزانة السجن على مدار الساعة، حتى والمساجين نائمون ليلًا، فضلًا عن تعمدها حذف القنوات التلفزية التي تبثّ برامج سياسية من التلفاز بالسجن، على حد ما نقلته عن زوجها.
منية براهم تحمّل كلّا من الرئيس ووزيرة العدل والمدير العام للسجون ومدير سجن المرناقية مسؤولية أيّ أذًى قد يلحق زوجها على خلفية ما يتعرض إليه داخل السجن
وأشارت براهم إلى أنّ كل هذه الممارسات جاءت بتعلّة حادثة هروب مساجين في الأسابيع الأخيرة من السجن (تم العثور عليهم وإعادتهم إلى السجن)، متسائلة: "هل أنّ مواجهة مشكلة إدارة وتسيين السجن تكون بهذا الشكل؟".
وحمّلت منية براهم، في ختام حديثها، كلًّا من الرئيس التونسي قيس سعيّد ووزيرة العدل ليلى جفال والمدير العام للسجون ومدير سجن المرناقية مسؤولية أيّ أذًى قد يلحق زوجها على خلفية ما يتعرض إليه داخل السجن، وفق ما جاء على لسانها.
يذكر أنّ تونس شهدت، بتاريخ 31 أكتوبر/تشرين الأول 2023، فرار 5 مساجين خطرين محلّ أحكام سجنية تتعلق بقضايا إرهابية من السجن المدني بالمرناقية، وتم إلقاء القبض عليهم بعد نحو أسبوع.
وعلى خلفية ذلك، كانت الهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب قد حذرت، في بيان لها نشرته إثر حادثة الفرار، من "التشفّي من المودعين بالسجن أو التضييق عليهم وعلى عائلاتهم لدواع أمنية أو التراجع عن التسهيلات الميسرة للوصول إلى الخدمات".
جدير بالذكر أن عبد الحميد الجلاصي موقوف منذ فيفري/شباط 2023 في سجن المرناقية فيما يعرف إعلاميًا بقضية "التآمر على أمن الدولة".
وكانت السلطات في تونس قد انطلقت في 11 فيفري/ شباط الماضي في موجة اعتقالات استهدفت بدرجة أولى معارضين للرئيس قيس سعيّد. ومن الموقوفين، سياسيون وصحفيون ونشطاء وقضاة ورجال أعمال، وتوجه لهم تهم مختلفة من أبرزها "التآمر ضد أمن الدولة".