26-فبراير-2024
رمضان 2024 في تونس المواد الأساسية الأسواق

مع اقتراب حلول شهر رمضان 2024 يجد التونسيون أنفسهم في حيرة في ظلّ ندرة المواد الأساسية في الأسواق وغلاء الأسعار (صورة أرشيفية/ فتحي بلعيد/ أ.ف.ب)

الترا تونس - فريق التحرير

 

مع اقتراب حلول شهر رمضان 2024 يجد التونسيون أنفسهم في حيرة في ظلّ ندرة المواد الأساسية في الأسواق التونسية وفقدان بعضها، علمًا وأن أزمة نقص عدد من المواد الأساسية تشهدها تونس منذ أشهر متواصلة دون أن يكون هناك حلّ جذري لها.

 

  • رمضان 2024 تونس.. مواد مفقودة وحيرة مواطن

وتشهد الأسواق التونسية نقصًا في عدد من المواد الأساسية على غرار الفارينة والدقيق والسكّر والحليب والزبدة والقهوة، وغيرها من المواد التي قد يصل النقص فيها حدّ الفقدان في بعض الأحيان. 

مع اقتراب حلول شهر رمضان 2024 يجد التونسيون أنفسهم في حيرة في ظلّ ندرة المواد الأساسية في الأسواق وفقدان بعضها، علمًا وأن أزمة نقص عدد من المواد الأساسية تشهدها تونس منذ أشهر متواصلة

وقد عمدت المساحات الكبرى في تونس إلى اعتماد سياسة البيع بـ"الوِحدة"، أي أنّ لكلّ شخص الحقّ في اقتناء كيس واحد من السكر، على سبيل الذكر.

كما أنّ عددًا من المساحات الكبرى صار يشترط أن يكون الزبون الذي يقتني المواد الأساسية التي تشهد نقصًا عمره لا يقلّ عن 13 سنة، وذلك لأنّ بعض العائلات صارت تعمد إلى حشد أطفالها من أجل الحصول على أكثر من كيس فارينة أو قارورة حليب، وفق عدة شهادات لمواطنين على منصات التواصل الاجتماعي.

 

صورة

صورة
(تعليقات بإحدى المجموعات على منصة التواصل الاجتماعي فيسبوك)

 

  • رمضان 2024 تونس.. غلاء الأسعار

ناهيك عن نقص وفقدان المواد الأساسية في تونس، يشتكي التونسيون من الارتفاع المتواصل في أسعار عدة مواد غذائية، مقابل تدنّي المقدرة الشرائية.

ناهيك عن نقص وفقدان المواد الأساسية، يشتكي التونسيون من الارتفاع المتواصل في أسعار عدة مواد غذائية مقابل تدنّي المقدرة الشرائية إذ شهد مؤشر أسعار الاستهلاك في جانفي 2024 ارتفاعًا بنسبة 0,6% بسبب أرتفاع أسعار المواد الغذائية

ووفق آخر بيانات نشرها المعهد الوطني للإحصاء، فقد شهد مؤشر أسعار الاستهلاك خلال شهر جانفي/يناير 2024 ارتفاعًا بنسبة 0,6%، ومن بين أسباب هذا التطور الارتفاع المسجل في أسعار المواد الغذائية.

وقد شهد مؤشر أسعار مجموعة التغذية والمشروبات ارتفاعًا بنسبة 0.7% خلال شهر جانفي/يناير، ويعود ذلك بالأساس الى ارتفاع أسعار الدواجن بنسبة 8% وأسعار الزيوت الغذائية بنسبة 0,9% وأسعار مجموعة المياه المعدنية والمشروبات الغازية بنسبة 0,6% وأسعار لحم الضأن بنسبة 0,5%. 

باحتساب الانزلاق السنوي، ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 12,1%. ويعود ذلك بالأساس إلى ارتفاع أسعار القهوة بنسبة 35% وأسعار لحم الضأن بنسبة 22,9% وأسعار الزيوت الغذائية بنسبة 22,7%

وباحتساب الانزلاق السنوي، ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 12,1%. ويعود ذلك بالأساس إلى ارتفاع أسعار القهوة بنسبة 35% وأسعار لحم الضأن بنسبة 22,9% وأسعار الزيوت الغذائية بنسبة 22,7% وأسعار التوابل بنسبة 20% وأسعار الخضر الطازجة بنسبة 19,3% وأسعار لحم البقر بنسبة 14% وأسعار الأسماك الطازجة بنسبة 11,9%، وفق المعهد الوطني للإحصاء.


صورة
  • نحو توريد لحوم حمراء وغلال

وأمام النقص الذي تشهده الأسواق التونسية في عدد من المواد التي تشهد إقبالًا خاصة خلال شهر رمضان، يبدو أنّ هناك توجهًا لسدّ هذا النقص عبر اللجوء إلى التوريد.

أمام النقص الذي تشهده الأسواق التونسية في عدد من المواد التي تشهد إقبالًا خاصة خلال شهر رمضان، يبدو أنّ هناك توجهًا لسدّ هذا النقص عبر اللجوء إلى التوريد

وقد أكد رئيس الغرفة الوطنية لتجار اللحوم الحمراء صلاح الدين فرشيو أنّ هناك نقصًا مسجّلًا في لحم الخروف في الأسواق التونسية، مشيرًا إلى أنه "تم إعلام وزارة التجارة التونسية بهذا النقص، والتنسيق معها للبحث في إمكانية استيراد لحم خروف مبرّد لتعديل السوق"، وفق قوله.

وتابع فرشيو، في تصريح لإذاعة "موزاييك" (محلية) بتاريخ 30 جانفي/يناير 2024، أنّ "شركة اللحوم تقوم بجهود لاستيراد كمية من اللحم المبرّد من أجل شهر رمضان 2024 إما من إسبانيا أو إيرلندا، أو من أي بلد آخر، وقد اقترحت أيضًا توريد اللحوم حتى بعد رمضان تبعًا لاستهلاك التونسي"، مؤكدًا أنّ الكميات المستوردة هي لتعديل السوق أساسًا، وأنّ سعر لحم الخروف المستورد سيكون بين 33 و35 دينارًا تقريبًا للكيلوغرام الواحد، أي أقل من سعر لحم الخروف المحلي.

رئيس الغرفة الوطنية لتجار اللحوم الحمراء: التنسيق مع وزارة التجارة للبحث في إمكانية استيراد لحم خروف مبرّد لتعديل السوق خاصة وأنّ استهلاك اللحوم الحمراء يرتفع كثيرًا في أول أسبوعين من رمضان في تونس

وقال صلاح الدين فرشيو إنّ استهلاك اللحوم يرتفع كثيرًا خاصة في الأسبوع الأول والثاني من شهر رمضان، وإنّ العائلة التونسية تستهلك عادة في شهر رمضان حوالي كيلوغرامين من اللحوم في الفترة الأولى، ثم يتراجع الاستهلاك ليعود في الارتفاع من جديد في ليلة النصف من رمضان ثم في الليلة 27، في إشارة إلى عادات الأسر التونسية في طبخ أطباق تعتمد أساسًا على اللحم.

وليست اللحوم الحمراء وحدها التي تتجه الدولة لتوريدها، إذ أنّ الديوان التونسي للتجارة يستعدّ لتوريد حوالي 2000 طن من مادة الموز من مصر، وذلك لبيعها في الأسواق التونسية في شهر رمضان وعرضها للبيع للعموم بسعر لا يتجاوز 5 دنانير، وفق المدير العام للمنافسة والأبحاث الاقتصادية بوزارة التجارة التونسية، حسام الدين التويتي.

الديوان التونسي للتجارة يستعدّ لتوريد حوالي 2000 طن من مادة الموز من مصر، وذلك لبيعها في الأسواق التونسية في شهر رمضان لتعديل الأسعار

مسؤول بوزارة التجارة التونسية: نحو توريد حوالي 2000 طن من مادة الموز من مصر لبيعها في الأسواق التونسية في شهر رمضان بسعر لا يتجاوز 5 دنانير

وقال التويتي، في تصريح لوكالة الأنباء التونسية الرسمية، الأربعاء 21 فيفري/شباط 2024، إنّ اللجوء إلى توريد مادة الموز ذات المنشأ المصري يندرج ضمن تنويع العرض من الغلال خلال شهر رمضان 2024 وتعديل الأسعار.

 

  • كلفة قفة شهر رمضان 2024 في تونس

وبخصوص كلفة قفة التونسية في شهر رمضان 2024، توقع رئيس المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك لطفي الرياحي أنّ تشهد تكلفة استقرارًا مقارنة بسنة 2023، أي أنها ستكون في حدود 60 دينارًا يوميًا، وفق توقعاته.

رئيس منظمة إرشاد المستهلك لـ"الترا تونس": من المتوقع أن تشهد تكلفة قفة التونسي في رمضان لسنة 2024 استقرارًا مقارنة بسنة 2023، أي أنها ستكون في حدود 60 دينارًا يوميًا

وقال، في تصريح لـ"الترا تونس"، إنّ "وزارة التجارة التونسية كانت قد أقّرت تجميد أسعار المنتجات الغذائية، بصرف النظر عن أسعار الخضر والغلال، بالتالي فإن كلفة القفة ستشهد استقرارًا بالمقارنة بالسنة الفارطة، أي أنها ستكون في حدود 60 دينارًا، في حال طبق قرار وزارة التجارة بجدية".

وتابع الرياحي أنه "ضمن نفس القرار، خفضت وزارة التجارة في هامش الخدمات التجارية، وفي هامش الربح الخلفي إلى 10% كأقصى حد، معتبرًا أنه "إذا طبق قرار وزارة التجارة سنجد انخفاضًا في الأسعار مقارنة بالسنة الفارطة".

رئيس منظمة إرشاد المستهلك لـ"الترا تونس": في حال لم يتواصل قرار تجميد أسعار المنتجات الغذائية الذي سبق أن أقرته وزارة التجارة فإنّ ذلك سيؤثر دون شكّ في كلفة قفة التونسي في رمضان

وأشار في ذات الصدد إلى أنّه في حال لم يتواصل تجميد الأسعار وسجلنا ارتفاعًا في أسعار اللحوم البيضاء على سبيل المثال، فإنّ ذلك سيؤثر دون شكّ في كلفة قفة التونسي في رمضان، حسب تقديراته.

يذكر أن وزارة التجارة التونسية كانت قد أعلنت، منذ 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أنه تم اتخاذ جملة من القرارات للتحكم في أسعار بعض المنتجات الاستهلاكية، من بينها تجميد الزيادات في أسعار بعض أصناف المنتجات الاستهلاكية الحرة المتمثلة في المصبرات الغذائية، البسكويت والحلويات، المشروبات الغازية والعصير، مشتقات الحليب، وغيرها من المواد.


صورة
  • تكثيف نقاط البيع من المنتج للمستهلك

وفي إطار الاستعداد لشهر رمضان 2024 في تونس، انعقد بتاريخ 13 فيفري/شباط 2024 مجلس وزاري تطرق إلى "ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات لتأمين تزويد السوق بالمواد الأساسية ومزيد إحكام التنسيق بين مختلف الأطراف المعنية، وتكثيف فرق المراقبة الاقتصادية، من خلال توخّي المتابعة اليومية لتطور مؤشرات السوق والحفاظ على شفافية المعاملات والتصدي لمختلف مظاهر الاحتكار".

وزيرة التجارة: في إطار الاستعداد لشهر رمضان 2024 نتعهد بتوفير كل المواد الغذائية بأسعار معقولة من غلال وخضر وبيض ولحوم بيضاء والحمراء وزيت مدعم

وذكرت رئاسة الحكومة التونسية، في بلاغ لها، أنه تم خلال مجلس الوزراء "تأكيد ضرورة تكثيف نقاط البيع من المنتج إلى المستهلك بكامل الولايات التونسية، مع تدعيم الأنشطة التوعوية الموجّهة للمستهلك بغرض حثّه على اتباع السلوكيات السليمة لتداول الأغذية والوقاية من المخاطر المرتبطة بها".

كما تم أيضًا إقرار برنامج رقابي خصوصي لمراقبة سلامة المنتجات الغذائية في كافة مراحلها، واتّخاذ الإجراءات المستوجبة لردع المخالفين طبقًا للقوانين والتراتيب الجاري بها العمل، وفق رئاسة الحكومة.

 

 

وفي جلسة عامة بالبرلمان بتاريخ 21 فيفري/شباط 2024، قالت وزيرة التجارة التونسية كلثوم رجب إنه "في إطار الاستعداد لشهر رمضان، تعهدت وزارة التجارة بتوفير كل المواد الغذائية بأسعار معقولة"، وفقها.

وأضافت، وفق ما جاء في بلاغ صادر عن البرلمان التونسي، أنّ "الكميات من الغلال والخضر والبيض واللحوم البيضاء والحمراء والزيت المدعم متوفرة"، مؤكدة أنّ "الوزارة تحرص على تأمين وصولها للمواطن".

يظلّ دائمًا فقدان المواد الأساسية وغلاء الأسعار أكبر تحديين يواجههما التونسيون في شهر رمضان، في ظلّ تردي المقدرة الشرائية والمستويات المرتفعة لنسبة التضخم بالبلاد.