الترا تونس - فريق التحرير
بلغ عدد المهاجرين غير النظاميين التونسيين الذين وصلوا إلى إيطاليا، خلال الأشهر الخمس الأولى من سنة 2020، 685 مهاجرًا، من جملة 2366 مجتازًا للحدود، مقابل 347 شخصًا وصلوا إلى إيطاليا في نفس الفترة من سنة 2019، من جملة 961 مجتازًا للحدود.
بلغ عدد عمليات الاجتياز المحبطة، خلال الأشهر الخمس الأولى من 2020، 117 عملية
كما بلغ عدد عمليات الاجتياز المحبطة، خلال الأشهر الخمس الأولى من 2020، 117 عملية، مقابل 62 عملية محبطة خلال نفس الفترة من عام 2019. وقد بلغ عدد عمليات الاجتياز المحبطة خلال شهر جانفي/ يناير 2020، وفق معطيات للمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، تحصّل "ألترا تونس" على نسخة منها، 22 عملية، و25 عملية في شهر فيفري/ فيراير 2020، في ما تراجع إلى 4 عمليات في شهر مارس/ آذار و6 عمليات في شهر أفريل/ أبريل 2020. في المقابل، ارتفع شهد عدد عمليات الاجتياز المحبطة ارتفاعًا في شهر ماي/ مايو 2020 ليصل إلى 60 عملية.
وبلغ عدد المجتازين، في شهر جانفي/ يناير 2020، 316، وصل 42 منهم إلى إيطاليا، وفي فيفري/ فبراير وصل إلى 571 تمكن 52 منهم من الوصول إلى إيطاليا، في حين بلغ عدد المجتازين خلال شهر مارس/ آذار 137 منهم 60 وصلوا إلى إيطاليا، وفي أفريل/ أبريل تراجع عدد المجتازين إلى 99 منهم 37 وصلوا إلى إيطاليا. في حين ارتفع عدد المجتازين في شهر ماي/ مايو ليبلغ 1243 منهم 494 نجحوا في الوصول إلى إيطاليا، وذلك رغم إجراءات الحجر الصحي ومنع التنقل بين المدن وحظر التجول.
وفي سياق متصل، بلغ عدد الواصلين بحرًا إلى شمال المتوسط عبر طرق أخرى (على غرار مالطا) 196، فيما وصل عدد المجتازين برًا عبر البلقان 21.
وأشار منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية إلى أن مصدر هذه المعطيات هو بلاغات وزارة الداخلية وإحصائيات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وإحصائيات فرونتكس، مبرزًا أن الإحصائيات تبقى تقريبية ولا تعكس كل الحقيقة.
رمضان بن عمر لـ"ألترا تونس": هذه الموجة هي نتاج عوامل طاردة منها عوامل اقتصادية واجتماعية وأخرى مرتبطة بمؤسسات التنشئة الاجتماعية الأساسية والأولى
وفي هذا الإطار، بيّن المكلّف بالإعلام في المنتدى الاقتصادي، رمضان بن عمر، في تصريح لـ"ألترا تونس"، الجمعة 5 جوان/ يونيو 2020، أن الهجرة غير النظامية التي تلجأ إليها فئات عديدة، سواء كانوا تونسيين أو مهاجرين متواجدين في تونس، خاصة زمن جائحة كورونا، هي حركة احتجاجية رافضة للوضعية الاقتصادية الهشة التي تفاقمت أثناء الأزمة، مضيفًا أن "الحرقة" تحوّلت إلى سلوك جمعي احتجاجي حاملًا في طياته الغضب من مسار الحكم وعدم الرضا والبقاء تحت خيارات حكومية لم تلبّ حاجياتهم الاجتماعية، ولم تراع هشاشتهم أثناء هذه الأزمة.
وأشار بن عمر إلى أن هذه الرحلات يقع توثيقها بصور وفيديوهات منتشرة على الشبكات الاجتماعية، موضحًا أن الهجرة بطريقة غير نظامية النافذة الوحيدة لتحقيق مطالبهم، وذلك إزاء فقدان الشباب للأمل في حياة ومكانة اجتماعية مرموقة، وبحثهم عن فضاء اجتماعي آخر يحقق لهم آمالهم التي قال إنها تبخّرت وسط الصراع السياسي الحالي، والذي عمّق الهوة بين الطبقة السياسية وعموم المواطنين، على حدّ تعبيره.
وأكد أن هذه الموجة هي نتاج عوامل طاردة منها عوامل اقتصادية واجتماعية، وأخرى مرتبطة بمؤسسات التنشئة الاجتماعية الأساسية والأولى، وهي العائلة والمدرسة، وأخرى ثانوية مرتبطة بوضعيات المهاجرين في تونس، أو بقوة نشاط شبكات التهريب، أو بالتهميش الذي يطال قطاع الصيد البحري، حسب قوله.
وأوضح محدثنا أنه أمام تراجع الدور العائلي، والحالة الاقتصادية التي تعيشها هذه العائلات، والتي ازدادت حدتها خاصة هذه الفترة، ونظرًا لضبابية مستقبل أبنائها في موطن النشأة، انخرطت العائلة في أحيان عديدة في مشروع الهجرة غير النظامية، مشيرًا إلى تسجيل هجرات عائلية (العائل سواء كان الأب أو الأم رفقة أبنائهما).
رمضان بن عمر لـ"ألترا تونس": شبكات التهجير هي شبكات منظمة وتخضع لتسيير وتنظيم عقلاني يحسن التدبير والتسيير
وبيّن أن هذا النوع من الهجرة يعود إما لأسباب اقتصادية أو اجتماعية أو لأسباب التفكك الأسري، مضيفًا أنه إن لم تكن هجرة جماعية فقد تكون فردية، وذلك من خلال دعم الأسرة لأبنائها القاصرين بالمال والمعلومات، وذلك لأنها تريد البحث عن مكانة ومستقبل أفضل لأطفالها في سياق تعيش فيه البلاد التونسية أزمة اقتصادية واجتماعية وسياسية حادة، فضلًا عن ارتطام حركات الاحتجاج باليأس والإحباط، مما رسم مناخ الخيبة لدى فئات اجتماعية عديدة.
وفي سياق متصل، قال رمضان بن عمر إن المشاركة المكثفة للمهاجرين من جنوب الصحراء الموجودين في تونس في عمليات الهجرة الأخيرة (62 في المائة من الذين وقع منع اجتيازهم من جنسيات جنوب الصحراء)، تعزى إلى الهشاشة التي يعانون منها، باعتبار أن أغلبهم يشتغل في القطاع غير المنظم وسط انتهاكات عديدة لحقوقهم، مبرزًا أن الأزمة شكلت فرصة لاتخاذ قرار الهجرة وتنفيذه.
وذكر أن عوامل المناخ من أهم العوامل التي تستخدمها وتعوّل عليها شبكات التهريب لأخذ القرار بخروج القوارب، إلى جانب الفلسفة الخاصة للحراق والوسطاء، مبينًا، في المقابل، أنهم لم يستغلوا عوامل المناخ أو أزمة البحارة أو الأزمة الأمنية فقط لخروج ما وصفه بـ"قوارب الموت"، بل استغلوا أزمة الحجر الصحي.
وأوضح أن ذلك جاء في الوقت الذي اهتمت فيه أغلب السلطات الأمنية والعسكرية وكثفت جهودها لتأمين الالتزام بالحجر الصحي وحظر التجول، لترسم الشبكات خططًا واستراتيجيات وفلسفة خاصة بهم، ليصبح منعرج الكورونا مساهمًا في تجدد موجات الهجرة غير النظامية، وفق تصريحاته.
وأردف بالقول إن شبكات التهجير هي شبكات منظمة وتخضع لتسيير وتنظيم عقلاني يحسن التدبير والتسيير، مؤكدًا أنها ليست عشوائية بل تقرأ العوامل المناخية والأمنية وتضعها بعين الاعتبار، لكنها ترسم استراتيجيتها وفقًا للأحداث السياسية بالبلاد.
وختم بن عمر بالتأكيد على أن شبكات التهجير تستغلّ المنعرجات التي تأخذ اهتمامًا إعلاميًا كبيرًا وتحظى بتأمين أمني مثل جائحة الكورونا، وترسم من خلالها سياساتها الخاصة لنجاح وصول العديد من المهاجرين، وذلك كي تحصل على أموال باهظة من ناحية، وتحافظ على استمراريتها كي تتمكن من مزيد الاستقطاب من ناحية أخرى.
اقرأ/ي أيضًا: