تمرّ سنة على وفاة المخرجة المسرحية التونسية رجاء بن عمار، التي غادرت هذا العالم في 4 أفريل/ نيسان 2017 إثر إجرائها عملية جراحية في إحدى مستشفيات تونس. رجاء بن عمار تنقلت بين عالم الإخراج والتمثيل والتدريس وتركت وراءها إرثًا مهمًا من الأعمال المسرحية، التي مثّلت باكورة الحوارات الإشكالية التي خاضتها بن عمار في الثقافة والشأن العام.
أسست رجاء بن عمار مسرح "فو" سنة 1980
ولدت رجاء بن عمار سنة 1953. كانت شغوفة بالمسرح منذ نعومة أظافرها. وانخرطت في بعض الفرق المسرحية الجامعية ذات الطابع المتمرد قبل أن تسافر لمتابعة دروس في المسرح بجامعة مرموقة بألمانيا بمعيّة رفيق دربها في حياتها العملية والمهنية منصف الصايم.
بعد عودتهما إلى تونس، شاركت رجاء بن عمار، منصف الصايم في تجربة تجديدية في المسرح التونسي رفقة عدد من المسرحيين، الذين كانوا بارزين في تلك الفترة كتوفيق الجبالي. وأسست سنة 1980 "مسرح فو".
اقرأ/ي أيضًا: علي بن عياد.. أسطورة المسرح التونسي
[[{"fid":"99165","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false},"type":"media","field_deltas":{"1":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false}},"link_text":null,"attributes":{"height":280,"width":500,"class":"media-element file-default","data-delta":"1"}}]]
رجاء بن عمار خلّفت أعمالًا فنية يسلتهم منها الكثيرون
كانت رجاء بن عمار أول من جمع بين المسرح والكوريغرافيا في تونس
قدمت رجاء بن عمار أعمالًا مختلفة، اعتمدت أساسًا على التجريب بحثًا عن آفاق تعبيرية وجمالية جديدة. وأنتجت عدة أعمال ناجحة على غرار "الأمل" (سنة 1986) و"ساكن حي السيدة" (سنة 1989) و"بياع الهوى" (عام 1995). هذه الأعمال جعلتها تتحصل عن جدارة على جائزة أفضل مسرحية في مهرجان أيام قرطاج المسرحية سنوات 1987 و1989 و1995. فضلًا عن مسرحية "وراء السكة" (سنة 2001) التي تسرد قصة معطّلين عن العمل يعيشون في محطة قطار مهجورة و"في هوى وطني"، التي تتطرّق إلى الواقع الاجتماعي والاقتصادي المتردي في العالم العربي و"طبّة" (2015) التي تنتقد فيها واقع الأرياف.
كانت رجاء بن عمار أول من جمع بين المسرح والكوريغرافيا في تونس. وعبّرت من خلال أعمالها عن رفضها لكلّ ما هو سائد في مختلف الأصعدة. أحبّت رجاء بن عمّار المسرح وعاشته بكلّ تفاصيلها. وآمنت أن للمسرح أدوارًا سياسية واجتماعية ولهذا حاولت عبر عملها الأخير "نافذة على..." إلقاء الضوء على الاحتجاجات في العالم العربي وما آلت إليه الأوضاع في هذه الدول.
اقرأ/ي أيضًا: مهرجان المونودراما في تونس: إحياء للمونودراما وفلسطين ضيف شرف
[[{"fid":"99166","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false},"type":"media","field_deltas":{"2":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false}},"link_text":null,"attributes":{"height":333,"width":500,"class":"media-element file-default","data-delta":"2"}}]]
رجاء بن عمار تمردت على السائد (فيسبوك)
حلمت رجاء بن عمار بعالم تعيش فيه بكرامة وسلام وتمنت أن تسافر وتعود فتجد خريطة العالم قد تبدّلت. عاشت الانكسارات التي عاشتها الشعوب العربية ولم تجد سبيلًا للتعبير عما خالجها من شعور بالغضب والأسى إلا عبر المهنة التي طالما أجادتها، المسرح. ورحلت رجاء بن عمار ولكنها خلّفت مدرسة فنية يستلهم منها الكثيرون وأعمالًا خلّدت اسمها في التاريخ التونسي كأحد أهم قاماته الفنية المتمردة على واقعها.
اقرأ/ي أيضًا: