12-فبراير-2024

أيمن بوعلي: النسبة المرصودة للبحث العلمي تعكس مكانة أي دولة في مسار التطور والتقدم (صورة توضيحية/ GETTY)

الترا تونس - فريق التحرير

 

أكد رئيس جمعية جامعيون تونسيون، أيمن بوعلي، الجمعة 9 فيفري/شباط 2024، أنّ الميزانية المرصودة للبحث العلمي في تونس، لا تتجاوز 1% وهي في حدود 0.8% من ميزانية الدولة تقريبًا، حسب مصادر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي نفسها.

رئيس جمعية جامعيون تونسيون: الميزانية المرصودة للبحث العلمي في تونس، لا تتجاوز 1% وهي في حدود 0.8% من ميزانية الدولة تقريبًا

وتابع بوعلي في تصريحه لإذاعة "موزاييك أف أم" (محلية): "للتنسيب، فإن دول الاتحاد الأوروبي ترصد تقريبًا ما قيمته 1.9% من ميزانيتها للبحث العلمي، وفي تونس نطمح أن نتجاوز عتبة 1%، باعتبار أنّ النسبة المرصودة للبحث العلمي تعكس مكانة أي دولة في مسار التطور والتقدم".

وأضاف رئيس الجمعية أنّ البحث العلمي في تونس هو أحد القطاعات التي لا تملك حظًا رغم أهميتها، لافتًا إلى أنّ تونس مصنفة ضمن الأوائل في العالم نسبة إلى عدد السكان، من حيث عدد المنشورات، وفقه.

رئيس جمعية جامعيون تونسيون: يجب توفّر التمويل اللازم في الوقت الملائم للباحث، خاصة وأنّ هذا المضمار يعرف منافسة كبرى بين الباحثين الجامعيين

وأشار الباحث الجامعي إلى أنّ "عديد الطاقات والإمكانيات في تونس يمكن لها أن تطوّر من أوضاع البلاد واقتصادها إذا اهتممنا أكثر بهذا القطاع"، مضيفًا أنّ الجامعيين التونسيين متمسكون بفرض حريتهم الأكاديمية، وحسب تصنيف مؤشر الحريات الأكاديمية في التصنيف الدولي، فإنّ تونس تحلّ ضمن الأوائل في هذا الإطار.

أما من حيث النصوص التشريعية والقانونية، فقد قال بوعلي إنّ الحريات الأكاديمية مضمونة في الدستور التونسي، لكن يجب أن تتوفر الإمكانيات لضمان هذه الحريات، وفقه. موضحًا أنّ هذه الأبحاث تنقسم إلى نوعين: قسم العلوم الأساسية وكل ما هو متعلق بالعلوم الصحيحة، وآخر متعلق بالاختصاصات الإنسانية.

رئيس جمعية جامعيون تونسيون: هناك أسباب سياسية تجعل التمويل في بعض الأحيان يحدّد طبيعة هذه البحوث العلمية أو توجهاتها، بشكل تتماشى مع أهداف الجهات المانحة وخياراتها

وشدّد رئيس جمعية باحثون تونسيون على أنّ الباحث الجامعي ملزم بالنشر في مجلات دولية محكّمة، إذ يقيّم مسار الأستاذ الجامعي حسب نشرياته في هذه المجلات الدولية المعترف بها والتي تملك إشعاعًا دوليًا، مشيرًا إلى وجود وسائل نشر في تونس تمكّن من التقييم العلمي المحكم لهذه النشريات، وفق قوله.

وعرّج الباحث على أهمية مسألة توفّر التمويل اللازم في الوقت الملائم، خاصة وأنّ هذا المضمار يعرف منافسة كبرى بين الباحثين الجامعيين، وقال إنّ هناك أسبابًا سياسية تجعل التمويل في بعض الأحيان يحدّد طبيعة هذه البحوث العلمية أو توجهاتها، بشكل تتماشى مع أهداف الجهات المانحة وخياراتها.

رئيس جمعية جامعيون تونسيون: إذا لم يكن الباحث مستقرًا ماديًا ومعنويًا لا يمكن له أن يتطور، وحوالي  90% من الجامعيين الذين هاجروا، قاموا بذلك على مضض لأسباب مادية

وحول واقع الباحثين التونسيين، قال أيمن بوعلي، إنهم يملكون قدرات كبرى في التطوير وإيجاد الحلول، لكنّ واقع القطاع يبقى رهين وضعية الباحث والجامعي عمومًا، مؤكدًا أنّ هجرة الكفاءات مردّها بيئة كاملة، "فإذا لم يكن الباحث مستقرًا ماديًا ومعنويًا لا يمكن له أن يتطور"، مؤكدًا أنّ أكثر من 90% منهم هاجروا على مضض لأسباب مادية، وينتظرون العودة إلى أوطانهم، وفق تقديره.