الترا تونس ـ فريق التحرير
دعت المحامية دليلة مصدّق، عضوة هيئة الدفاع عن الموقوفين فيما يُعرف بإحدى قضايا "التآمر على أمن الدولة"، الرئيس التونس قيس سعيّد إلى استدعاء قاضي التحقيق وقراءة الملف بنفسه للتأكد من خلوّه من أيّ مخالفة، وفق تقديرها، مؤكدة أنّ "الملف أصبح عبئًا على السلطة فحاولت التخفيف منه بإطلاق سراح لزهر العكرمي وشيماء عيسى".
دليلة مصدّق: يجب على قيس سعيّد أن يستدعي قاضي التحقيق ويقرأ ملف قضية "التآمر" بنفسه للتأكد من خلوّه من أيّ مخالفة
وشدّدت المحامية في مداخلتها الثلاثاء 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، بقناة "حنبعل"، على أنّ قضية المعتقلين السياسيين لن تدخل في طي النسيان لأنها قضية عادلة، وفقها، مستنكرة أن تقرّر السلطة من يُسمح له بالنزول للتظاهر تضامنًا مع فلسطين، ومن لا يُسمح.. فهذه ليست حرية، في إشارة إلى شيماء عيسى ولزهر العكرمي اللذين مُنعا من التظاهر والظهور في الأماكن العامة.
وأكدت دليلة مصدّق أنه لا تطور في الملف، إذ منذ سماعهم في 24 و25 فيفري/ شباط 2023، لم يتم سماعهم مرة أخرى من طرف قاضي التحقيق، قائلة إنّ هذا الملف "تمت فبركته في أروقة وزارة الداخلية بشكل بدائي ورديء، لم يورّط الموقوفين فحسب بل ورّط كل أجهزة الدولة وعلاقاتها الدبلوماسية" وفق تقديرها.
دليلة مصدّق: لم يتم سماع الموقوفين السياسيين مرة أخرى من طرف قاضي التحقيق، منذ فيفري الفارط، في هذا الملف الذي تمت فبركته في أروقة وزارة الداخلية بشكل بدائي ورديء
وتحدّثت المحامية عن أنّ "الظلم درجات، أقصاها فبركة الملفات، بل بلغنا درجة أقصى وهي مرحلة العبث، إذ لا توجد جريمة، لدينا فقط قاض مرتبك غير قادر على السيطرة على ملفه، وهو مرة يقرّر ختم البحث، ومرة يقرر إعادة الاختبارات، وهو عاجز عن إيجاد جريمة، ناهيك عن كونه مطالبًا بإيجاد جريمة إرهابية" وفقها.
وأكدت مصدّق وجود 11 قضية تآمر على أمن الدولة، وقالت إنّ هناك من أراد توريط الدولة بالتطرّق إلى دبلوماسيي أكبر الدول في هذا الملف، وأنّ النيابة العمومية تجاوبت مع مطلب الإفراج عن المتهمين مؤخرًا، دون التطرق لمسألة هؤلاء الدبلوماسيين، وقالت: "ننتظر ختم البحث كي تُرفع سرية التحقيق ويقع نشر الملف، مؤكدة أنّ رقعة المساندين للمعتقلين في ازدياد لا في تناقص، وفقها.
دليلة مصدّق: لا توجد جريمة، لدينا فقط قاض مرتبك غير قادر على السيطرة على ملفه، وهو عاجز عن إيجاد أي جريمة
وتابعت مصدّق أنّ الأصوات المبرّرة لبعض الأنظمة الدكتاتورية تعالت بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بعد عملية طوفان الأقصى في غزة، مؤكدة أنّ ما يحرّك كل الشعوب المقموعة هو الطموح نحو الحرية، وبالتالي لم تعد القضية الفلسطينية قضية عربية إسلامية، بل هي قضية إنسانية، أجبرت الحكام الأوروبيين على مراجعة اصطفافهم الأعمى مع إسرائيل، وفق تعبيرها.
وقد عرفت تونس سلسلة من الإيقافات خاصة منذ فيفري/شباط 2023، وهي إيقافات طالت معارضين ومنتقدين للرئيس التونسي قيس سعيّد، وشملت سياسيين وإعلاميين ورجال أعمال. وقد وُجّهت إليهم عدة تهم لعلّ أبرزها ما يعرف بـ"التآمر على أمن الدولة".
