26-ديسمبر-2019

ينفذ عدد من المساجين إضرابًا عن الطعام منذ يوم 9 ديسمبر 2019

الترا تونس - فريق التحرير

 

أكد المدير التنفيذي لمرصد الحقوق والحريات في تونس مروان جدة، في تصريح لـ"ألترا تونس"، الخميس 26 ديسمبر/ كانون الأول 2019، أن عشرات المساجين ينفذون إضراب جوع في سجن المرناقية منذ يوم 9 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، مبينًا أنه لا يمكن للمرصد تحديد عدد المساجين المضربين عن الطعام لعدة أسباب منها الإجراءات العقابية التي تمارسها إدارة السجن ضد المساجين المضرين عوض أن تحاول أن تستجيب أو تتناقش معهم حول مطالبهم "المشروعة"، حسب تعبيره.

وأوضح جدة أن هذه الإجراءات تتمثل إما في عزل هؤلاء المساجين أو نقلهم إلى "السيلون" أو نقلهم تعسفيًا إلى وحدات سجنية في مناطق أخرى، مبرزًا أنه لهذا الأسباب قد يتراجع بعض المساجين عن إضرابهم الذي يمثل الطريقة الوحيدة التي يمتلكونها لتحقيق مطالبهم باعتبار أنهم لا يمتلكون أية وسائل أخرى.

مروان جدة لـ"ألترا تونس": مطالب المساجين المضربين عن الطعام هي مطالب قديمة جديدة

وأضاف أن مطالب المساجين المضربين عن الطعام هي مطالب قديمة جديدة وكثيرًا ما طالب بها المرصد وعديد المنظمات الحقوقية، وهي مطالب بدائية بديهية إنسانية وينص عليها الفصل 30 من الدستور الذي يقول إنه لكل سجين الحق في معاملة إنسانية.

وبيّن محدثنا أن المطالب تتعلّق أساسًا بتحسين ظروف إقامة المساجين ومعالجة مشكلة الاكتظاظ التي بلغت وفق بعض المعطيات 200 في المائة، إلى جانب تمكين كلّ سجين من فراش بمفرده. وأوضح في هذا الإطار أن السجناء ينامون إما في وضعية "رأس وذنب" أو قد يلصقون سريرين اثنين وينام 4 أو 5 أشخاص في ذات السرير.

كما يطالب المساجين المضربون عن الطعام بتخصيص غرف خاصة لغير المدخنين وبتمكينهم من الحق في الاستحمام بالماء الساخن، وفق مروان جدة الذي أشار إلى أن إدارة السجن لا تمنح الماء الساخن إلا للمساجين الذين تكون راضية عنهم أو من غير المصنفين وحسب نوعية قضيتهم.

وتابع قائلًا إنه من بين مطالبهم تنظيف الغرف وتوفير الأدوية الخاصة للأمراض الجلدية حيث ينتشر بشكل خاص "الجرب" وترفض الإدارة توفير دوائه أو حتى تنظيف الغرف.

مروان جدة لـ"ألترا تونس": إدارة السجن لا توفر الأدوية للحالات الحرجة وترفض تمكين عائلاتهم من توفيرها باستثناء السجناء المقربين منها

كما يطالبون بتمكينهم من حقهم في ممارسة الشعائر الدينية وتمكينهم من الحق في الزيارة المباشرة التي يرخّص بها القاضي أحيانًا إلا أن الإدارة ترفض تطبيقها إلا في الحالات التي يكون فيها السجين في علاقة طيبة معها، على حدّ تعبير مروان جدة.

ولفت جدة إلى أن المشاركة في الأنشطة الثقافية والمسرحية والكتب أيضًا لا يتم تمكين جميع المساجين منها بل أولئك فقط من المقرّبين من الإدارة، فضلًا عن العناية الطبية وتوفير الأدوية. ويفيد محدثنا في هذا السياق أن إدارة السجن لا توفر الأدوية للحالات الحرجة وترفض تمكين عائلاتهم من توفيرها باستثناء السجناء المقربين منها، مما يفتح باب الرشوة داخل السجن، وفق تصريحاته.

وأشار مروان جدة إلى أن مرصد الحقوق والحريات كان قد قام بإشعار جميع السلطات المعنية عند دخول المساجين المذكورين في إضراب جوع مذكرًا أن لجنة الحريات بالبرلمان تفاعلت معهم وتوجهت اليوم لزيارة المساجين المضربين عن الطعام بعد أن مدهم المرصد بقائمة اسمية لهم وبقائمة اسمية لأولئك الذين يعانون من حالة حرجة بسبب إضرابهم عن الطعام أو بسبب الاعتداءات المادية إثر الإضراب، وفق قوله.

ودعا جدة اللجنة إلى ممارسة دورها الرقابي والتشريعي في هذا السياق من أجل تطبيق الدستور وجعل السجون مكانًا لإعادة تأهيل المساجين كما تنص على ذلك القوانين.

 

اقرأ/ي أيضًا:

أردوغان: اتفقت مع تونس على دعم حكومة الوفاق الوطني في ليبيا

كان مزمعًا تنفيذه اليوم: إلغاء إضراب القضاة