18-يناير-2023
 مساعدات ليبية لتونس

وصول عدد من شاحنات المساعدات الغذائية من ليبيا إلى تونس (صورة إذاعة تطاوين)

الترا تونس - فريق التحرير

 

أثارت مساعدات غذائية أرسلتها ليبيا إلى تونس جدلًا على منصات التواصل تونسيًا، إذ تراوحت آراء التونسيين بين الاستياء من الوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي بلغته البلاد، وبين استحسان الدعم الليبي، أو تبادل الاتهامات بين أنصار الرئيس قيس سعيّد والمعارضة.

أثارت مساعدات غذائية ليبية إلى تونس جدلًا، إذ تراوحت آراء التونسيين بين الاستياء من الوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي بلغته البلاد، وبين استحسان الدعم الليبي، أو تبادل الاتهامات

في هذا السياق، يعلّق الكاتب والباحث مصطفى عطية "مساعدات غذائية ليبية لتونس.. وأخيرًا أصبحنا شعبًا منكوبًا في أرضه!"، وتابع "مخجل، مهين، محبط! تونس أبوليوس، تونس حنبعل، تونس دهيا(الكاهنة)، تونس حشاد، تونس بورقيبة… لا تستحق هذا الانحدار الرهيب ...كفى عارًا!".

الكاتب والباحث مصطفى عطية "مساعدات غذائية ليبية لتونس.. وأخيرًا أصبحنا شعبًا منكوبًا في أرضه!"

 

 

 

ويوافقه في النظر للموضوع، النائب السابق بالبرلمان توفيق الجملي (كتلة الولاء للوطن)، الذي دوّن "ليبيا ترسل شاحنات إلى تونس محملة بمساعدات تتمثل في مواد غذائية منها الزيت والسكر والأرز.. مساعدات في غير الكوارث الطبيعية أو الحوادث لها دلالاتها اقتصاديًا ومالياً".

النائب السابق بالبرلمان توفيق الجملي: "مساعدات في غير الكوارث الطبيعية أو الحوادث لها دلالاتها اقتصاديًا ومالياً"

 

 

في المقابل، يذهب أستاذ التاريخ المعاصر في الجامعة التونسية عبد اللطيف الحناشي، في تدوينة له، إلى إكساء المساعدات طابعًا تاريخيًا بالقول "تونس وليبيا جارتان ولهما تاريخ مشترك عبر العصور.. وفي التاريخ المعاصر كانت تونس ملجأ لسكان طرابلس قبل الاحتلال الإيطالي لليبيا ومن بعده، وفي أغلب المدن التونسية كانت هناك أحياء خاصة بـ"الطرابلسية" وجزء مهم من سكان البلاد التونسية من أصول ليبية (أنظر الألقاب)، شخصيات سياسية وأدبية واقتصادية هي من أصول ليبية ونذكر فقط المرحومين الحبيب بورقيبة والباهي الأدغم وفي بداية الاحتلال الإيطالي لليبيا تطوع عدد مهم من التونسيين للقتال إلى جانب إخوتهم وقدموا لهم إعانات مختلفة مالية وغيرها…".

أستاذ التاريخ المعاصر في الجامعة التونسية عبد اللطيف الحناشي: إن كنا نغير على بلادنا فعلينا أن نبتعد عن المكابرة ونتواضع قليلًا وأن نشمّر على سواعدنا وأن نعمل وننتج ونَعْدلَ حتى نتمكّن من "الإقلاع"

ويضيف "كانت ليبيا قاعدة خلفية لرجال الحركة الوطنية خاصة بين 1952-1956 وبعد 1987 نشأت أسواق جديدة في تونس أطلق على الواحد منها "سوق ليبيا" وكانت تعج بكل أنواع الأغذية والألبسة وبضائع أخرى مختلفة (للصغار والكبار وبأسعار أدنى مما في الأسواق والفضاءات التجارية) ولا يمكن أن ننسى أيضًا بيع الوقود بأنواعه في أغلب مدن الجنوب الشرقي وصولًا إلى صفاقس وتوافد الإخوة من ليبيا للسياحة والتطبب وكانت الحدود مفتوحة بين القطرين وكان التبادل الاقتصادي (الرسمي والموازي) بين القطرين واسعًا وكان هناك آلاف من التونسيين يعملون في ليبيا كما انتصبت مؤسسات اقتصادية تونسية في ليبيا..".

ويؤكد عبد اللطيف الحناشي، في ذات التدوينة، "كل ذلك كان طبيعيًا فرضته الجغرافيا والتاريخ والاجتماع.. للأسف تغيّر كل ذلك بعد الثورة وسقوط النظامين السابقين.. كما لا يجب أن ننسى أنه بُعيد سقوط النظام في ليبيا واندلاع الحرب انتقل آلاف من الإخوة الليبيين إلى تونس وكان الكرم التونسي المعتاد حاضرًا بقوة".

أستاذ التاريخ المعاصر في الجامعة التونسية عبد اللطيف الحناشي: لا حلّ لمشاكل المنطقة المغاربية إلا من خلال اندماج اقتصادي واسع يؤدي إلى تكامل اقتصادي سيساعد حتمًا على تقليص كل المشاكل التي يعانيها أبناء المنطقة

ويختم ".. لا يجب أن ننسى أيضًا أن تونس ومن بعد الاستقلال كانت تتلقى المعونات والمساعدات من أمريكا وبعض الدول الأوروبية إلى حدود بداية السبعينيات وأن تونس أيضًا ومنذ استقلالها عرفت أزمات اقتصادية ومالية متواصلة (الخمسينيات والستينيات والسبعينيات....) هو ذا واقع البلاد وإن كنا نغير على بلادنا فعلينا أن نبتعد عن المكابرة ونتواضع قليلًا وأن نشمّر على سواعدنا وأن نعمل وننتج ونَعْدلَ حتى نتمكّن من "الإقلاع".. لا حلّ لمشاكل المنطقة المغاربية إلا من خلال اندماج اقتصادي واسع يؤدي إلى تكامل اقتصادي سيساعد حتمًا على تقليص كل المشاكل التي يعانيها أبناء المنطقة".

 

 

وكان قد أعلن الملحق الإعلامي لسفارة ليبيا في تونس نعيم العشيبي، أن 96 شاحنة محمّلة بمواد غذائية أساسية (سكر وزيت ودقيق وأرز) قد دخلت تونس صباح الثلاثاء عبر المنفذ الحدودي راس الجدير.

الملحق الإعلامي لسفارة ليبيا في تونس: 96 شاحنة محمّلة بمواد غذائية أساسية (سكر وزيت ودقيق وأرز) قد دخلت تونس كمنحة صباح اليوم وسيصل عدد الشاحنات إلى 170

وأوضح، في بيان بلغ "الترا تونس"، أن هذه المؤن تأتي "كمنحة مقدمة من قبل حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا إلى تونس في إطار الدعم والمساندة لما يمر به الشعب التونسي من نقص حاد في السلع الأساسية للمواد الغذائية المذكورة".

وتابع أنه "من المتوقع وصول عدد آخر من هذه الشاحنات المحمّلة بالمواد الأساسية المذكورة قادمة من طرابلس إلى تونس عبر المنفذ الحدودي رأس الجدير ليصل إجمالي الشاحنات المحملة بالمؤن الأساسية المذكورة إلى 170 شاحنة"، وفقه.

الملحق الإعلامي لسفارة ليبيا في تونس: هي منحة مقدمة لما يمر به الشعب التونسي من نقص حاد في السلع الأساسية للمواد الغذائية

وسبق أن أفاد المتحدث باسم حكومة الوحدة الوطنية الليبية محمد حمودة، الأربعاء 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، بأن الحكومة الليبية قدمت شحنة مساعدات إلى تونس بـ30 مليون طن من المحروقات.

وقال حمودة، في تصريح نقلته قناة ليبيا الأحرار، إن شحنة الوقود دخلت الثلاثاء 7 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري إلى الموانئ التونسية، لافتًا إلى أن هذه المساعدات جاءت بتعليمات من رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية إلى مؤسسة النفط بليبيا.

وتعاني تونس منذ فترة من أزمة في علاقة بتوفر عدد من المواد الأساسية ومنها الغذائية في الأسواق.