الترا تونس - فريق التحرير
دعا رئيس جبهة الخلاص الوطني، أحمد نجيب الشابي، السبت 15 جويلية/ يوليو 2023، كافة المواطنين، إلى مظاهرة كبرى يوم 25 من هذا الشهر، بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة، "للمطالبة بالعودة إلى الشرعية والديمقراطية، وإنقاذ تونس من خلال تغيير النظام السياسي وإسقاط الانقلاب الغاشم" وفق تعبيره.
أحمد نجيب الشابي: ندعو إلى مظاهرة كبرى يوم 25 جويلية، بشارع الحبيب بورقيبة، للمطالبة بالعودة إلى الشرعية والديمقراطية، وإنقاذ تونس من خلال تغيير النظام السياسي وإسقاط الانقلاب الغاشم
وتأتي هذه الدعوة على هامش الوقفة الأسبوعية التي تنظمها جبهة الخلاص الوطني أمام المسرح البلدي بالعاصمة "تضامنًا ومُساندة للمعتقلين السياسيين وعائلاتهم وللمطالبة بإطلاق سراحهم وإيقاف المحاكمات السياسيّة الجائرَة في حقّهم".
وكانت عدّة شعارات قد رُفعت خلال هذه الوقفة، من بينها: "يسقط يسقط الانقلاب"، "دستور حرية كرامة وطنية"، "حريات حريات لا قضاء التعليمات"، "شادين شادين في سراح المعتقلين"، "حريات حريات دولة البوليس وفات"، وحدة وحدة وطنية ضد الهجمة الشعبوية".. وغيرها من الشعارات.
أحمد نجيب الشابي: الإساءة إلى تونس مستمرة، ولا أفق للخروج من الأزمة المالية على المدى المنظور
وتابع الشابي بقوله: "نتمسك بقضية المساجين السياسيين وحقهم في الحرية بعد أن وقع إطلاق عضوين بارزين كانا في السجن هما شيماء عيسى ولزهر العكرمي، مع أنّ التتبعات لم تقف في حق جميع المساجين بما في ذلك المسجونيْن المفرج عنهما، كما تستمر التحقيقات وآخرها مع محمد الحامدي الذي وقع الاستماع إليه من طرف فرقة مكافحة الإرهاب في القضية نفسها" وفقه.
وتطرّق الشابي إلى "استمرار النهج القمعي من خلال أزمة التعليم الأساسي، وتصعيد وزارة التربية ضد المعلّمين"، لافتًا في سياق آخر، إلى أنّ "الإساءة إلى تونس مستمرة، ولا أفق للخروج من الأزمة المالية على المدى المنظور، إذ المواطن يدفع ثمنها يوميًا عبر التهاب الأسعار وندرة المواد الأساسية والأدوية"، وفق قوله.
أحمد نجيب الشابي: المصالح الإفريقية في تونس انهارت وقيس سعيّد يتحمّل المسؤولية الأولى في ذلك
وشدّد رئيس جبهة الخلاص، على أنّ "صورة تونس انهارت في العالم لا فقط في إفريقيا، إذ يلاحق المهاجرون من إفريقيا جنوب الصحراء، ويُحشرون في أقصى أطراف البلاد ويقع الاعتداء عليهم بما في ذلك الاغتصاب.. إنّ ما يصدر اليوم هو مناف لكل مبادئ الحضارة البشرية والحضارات السماوية، وهذا يسيء إلى تونس" وفق تقديره.
ولفت نجيب الشابي إلى أنه "تقع إثارة هذه النعرات من أعلى هرم في السلطة، بما في ذلك خطاب قيس سعيّد الذي يتحدّث فيه عن مؤامرة تموّلها أياد خفية وتُرصد لها مليارات الدينارات في 3 أشهر"، قائلًا: "هذا يحصل لدفع المواطن كي يخرج من تحضّره وقيم التراحم والتآخي وعدم التمييز بين الأجناس"، مشددًا على أنّ "المصالح الإفريقية في تونس انهارت وسعيّد يتحمّل المسؤولية الأولى في ذلك" وفق تأكيده.
وكانت هيئة الدفاع عن السياسيين الموقوفين فيما يُعرف قضية "التآمر على أمن الدولة"، قد أعلنت أن دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف بتونس، قرّرت، الخميس 13 جويلية/ يوليو 2023، رفض استئناف النيابة العمومية لقرار قاضي التّحقيق بالمكتب 36 القاضي بالإفراج عن شيماء عيسى، كما استجابت لطلب هيئة الدّفاع في خصوص الإفراج عن المحامي لزهر العكرمي.
ويعني ذلك أنّ الناشطين السياسيين المعارضين شيماء عيسى ولزهر العكرمي في حالة سراح، مقابل رفض الإفراج عن كل من خيام التركي، وعبد الحميد الجلاصي، ورضا بالحاج، وغازي الشواشي، وجوهر بن مبارك وعصام الشابي.
يشار إلى أنّ السلطات في تونس قد انطلقت في 11 فيفري/ شباط الماضي في موجة اعتقالات استهدفت بدرجة أولى معارضين للرئيس قيس سعيّد. ومن الموقوفين، سياسيون وصحفيون ونشطاء وقضاة ورجال أعمال، وتوجه لهم تهم مختلفة من أبرزها "التآمر ضد أمن الدولة".
وقد أثارت موجة الاعتقالات والمداهمات تنديدًا واسعًا وانتقادات داخليًا وخارجيًا، لإخلالات في الإجراءات ولما أكده محامون من غياب للأدلة، فيما تلتزم النيابة العمومية والسلطات القضائية الصمت حيال هذه القضايا.
