الترا تونس - فريق التحرير
(نشر بتاريخ 2024/9/11 على الساعة 12.15)
استجابة لقرار الهيئتين الإداريتين للتعليم الأساسي والتعليم الثانوي، التابعتين لاتحاد الشغل، نفّذت النقابتان، الأربعاء 11 سبتمبر/أيلول 2024، وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة التربية التونسية بشارع باب بنات انطلاقًا من الساعة العاشرة صباحًا، "احتجاجًا على سعي الوزارة للالتفاف على مضمون الاتفاقيات وانتصارًا للاستحقاقات المادية للمربّين".
معلّمون وأساتذة يستجيبون لقرار جامعتي التعليم الأساسي والتعليم الثانوي، التابعتين لاتحاد الشغل، وينفذون وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة التربية
وخلال هذه الوقفة التي رافقتها عدة شعارات، أكد الكاتب العام للجامعة العامة للتعليم الثانوي محمد الصافي، أنّ هذه الوقفة "تأتي احتجاجًا على مساعي التنصّل من الاتفاقات المبرمة، وردًّا على الذين تنصّلوا واستخفوا بمحاضر الجلسات وبكل الاتفاقات التي أبرمت"، وفقه.
وقال الصافي إنّ قطاعي التعليم الأساسي والثانوي، يعيشان اليوم في أدنى سلم التأجير، بعد اهتراء المقدرة الشرائية للمربّي، وأضاف: "سنفتح مفاوضات حول كل ما يتعلق بالمسألة المادية في القريب العاجل، وضرب الحق النقابي لن يثنينا عن مواصلة المطالبة بحقوقنا"، وفقه.
كاتب عام جامعة التعليم الثانوي: يعيش قطاعا التعليم الأساسي والثانوي، اليوم في أدنى سلم التأجير، بعد اهتراء المقدرة الشرائية للمربّي
وعدّد كاتب عام جامعة الثانوي، مطالب الاحتجاج، قائلًا: "نعيش واقعًا تربويًا مأساويًا بكل المعايير، من اكتظاظ في الفصول وساعات إضافية، وزيادة عن النصاب.. وبالتالي فإننا سندافع عن القيمة الاعتبارية للأستاذ أمام تفشي ظاهرة العنف والتدخل السافر في القضاء في السنوات الماضية".
كما شدد الصافي في السياق نفسه، على أنّ "إصلاح المنظومة التربوية يمر حتمًا عبر الاتحاد العام التونسي للشغل، فنحن أدرى الناس بحقيقة الوضع التربوي" على حد تعبيره.
كاتب عام جامعة التعليم الثانوي: نعيش واقعًا تربويًا مأساويًا بكل المعايير، وإصلاح المنظومة التربوية يمر حتمًا عبر اتحاد الشغل
ومن بين الشعارات التي هتف بها المعلّمون والأساتذة خلال هذه الوقفة الاحتجاجية: "وحدة وحدة يا عمال ضد سلطة رأس المال"، "زاد الفقر زاد الجوع يا مربي يا مقموع"، "هايلة البلاد فقر واستبداد"، "تعليم ديمقراطي ثقافة وطنية مدرسة شعبية"، "شادين شادين في حقوق المربين"، "يا مربي ثور ثور على نظام الدكتاتور"، "المعلم والأستاذ والعزيمة من فولاذ"، "وحدة وحدة نقابية ضد الهجمة الشعبوية"، "حريات حريات دولة البوليس وفات"، "يا منظومة الفشل الرحيل هو الحل"، "الزيادة في الشهرية حق واجب مش مزية".. وغيرها.
وكان الكاتب العام للجامعة العامة للتعليم الثانوي محمد الصافي قد تحدّث في وقت سابق لـ"الترا تونس" عن أبرز مخرجات الهيئة الإدارية القطاعية للتعليم الثانوي المنعقدة يوم الاثنين 12 أوت/أغسطس 2024، وأكد أنه تقرّر "الإبقاء على الهيئة الإدارية في حالة انعقاد لمتابعة الوضع في علاقة بما ستتخذه وزارة التربية التونسية من إجراءات، وإذا ما تمادى الحال على ما هو عليه، فإن هيئة الثانوي تقرّ مبدأ الإضراب بيوم أو بيومين" وفقه.
كاتب عام جامعة التعليم الثانوي لـ"الترا تونس": تقرّر الإبقاء على الهيئة الإدارية القطاعية في حالة انعقاد لمتابعة ما ستتخذه وزارة التربية التونسية وإذا ما تمادى الحال على ما هو عليه فإن الهيئة تقرّ مبدأ الإضراب بيوم أو بيومين
ولفت محمد الصافي في تصريحه لـ"الترا تونس" يوم الثلاثاء 13 أوت/أغسطس 2024، إلى أن "الهيئة أقرت أيضًا تنفيذ وقفات احتجاجية في كل المندوبيات الجهوية للتربية قد تصل إلى حد الاعتصامات، تعبيرًا عن رفض المسار الذي تنتهجه وزارة التربية التونسية، والالتفاف على محضر الجلسة الممضى يوم 25 أفريل/نيسان 2024، على أن تتوج باحتجاج مركزي أمام مقر وزارة التربية التونسية، وسيقع تحديد موعده لاحقًا".
وأضاف كاتب عام جامعة التعليم الثانوي أنه "سيتم تحويل الاجتماع الإخباري ليوم 14 سبتمبر/أيلول المقبل إلى اجتماع نقابي لمزيد تحسيس القاعدة الأستاذية بأن سلطة الإشراف ماضية في ضرب حق العمل النقابي وأنها تنكرت وتنصلت من كل الاتفاقات التي يفترض أن تنجز".
وأكد كاتب عام جامعة التعليم الثانوي التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل، أنه من بين النقاط الواردة في هذا الاتفاق، تشكيل لجان لمتابعة الملفات المفتوحة، وشدد على أن الوزارة عمدت في مقابل ذلك إلى التفرد باتخاذ جملة من القرارات يفترض أنها مدونة ومدرجة ضمن محضر الجلسة مع جامعة الثانوي.
وتابع محدثنا: "عدد تلاميذ الفصل الواحد سيبلغ حدود 43 تلميذًا في بعض الإعداديات النموذجية، كما الشأن بالنسبة للمؤسسات غير النموذجية أين سيصل عدد التلاميذ إلى أكثر من 35 تلميذًا، ونحن نتحدث في المقابل عن تجويد العملية التربوية، فأين نحن من الإصلاح التربوي".
وأوضح محمد الصافي في تصريحه لـ"الترا تونس" أن "للعودة المدرسية مقتضياتها ولكن عدد الشغورات في صفوف المدرسين سيبلغ 7000 آلاف هذه السنة، إضافةً إلى النقص الفادح في التجهيزات والمعدات وتردي البنية التحتية في عديد المؤسسات التربوية"، مشيراً إلى أن "كل هذه العوامل من شأنها أن تربك العودة المدرسية للسنة الدراسية 2024/2025"، وفقه.