ما الذي حدث لك سيّد توماس فريدمان؟ مالك تشيح بوجهك الذي احمرّ غيضًا وتكاد تلطمه أمام ملايين المشاهدين لمجرّد رواية واحدة من إخراج "إعلام العار" في نسخته السعودية؟
أتظن أن هذه التسمية التي انطلقت من مهد ثورات الرّبيع العربي، تونس، جاءت من فراغ؟ أتعتقد أن الشهيد جمال خاشقجي عندما قرّر قبل اغتياله، بعث منصّة إعلاميّة عربيّة حرة، بعيدة عن سرديات الحكومات والإعلام التابع لها، بحسب آخر مقال له، كان يمزح؟
سيد فريدمان، إن ما تلته على مسامعك زميلتك "كريسيتان" بشبكة "سي أن أن" نقلًا عن قناة "العربية"، من ادّعاءات بوقوف دولة قطر وراء تقارير اختفاء الصحفي جمال خاشقجي، بل وما نشرته صحيفة "عكاظ" عن امتلاك الدوحة لنسبة 50 في المائة من صحيفة الـ"واشنطن بوست" الأمريكية، تعتبر روايات معقولة جدًا مقارنة بما يتسلل إلى منازلنا يوميًا في تونس عبر أبواق الشاشات الصغيرة والإذاعات!
ما الذي حدث لك سيّد توماس فريدمان؟ مالك تشيح بوجهك الذي احمرّ غيضًا وتكاد تلطمه أمام ملايين المشاهدين لمجرّد رواية واحدة من إخراج "إعلام العار"؟
سيّد فريدمان، أراك وقد كادت رأسك تنفجر بسبب كذبة واحدة، فما أنت فاعل إذا ما حدثتك عن تورط أفراد من "حماس"، فيما عاشته تونس من إرهاب؟ ماذا؟ أتظنني أمزح؟ ألم تسمع بإعلامي تونسي يُدعى لطفي العماري حينما قال منذ سنتين إن أفرادًا من حركة المقاومة الفلسطينية دخلوا تونس عبر أنفاق حفروها في جبل "الشعانبي"، ليلقنوا الإرهابيين طريقة صنع المتفجرات، قبل أن ينفذوا ضرباتهم ثم يعودوا، عبر الأنفاق مجددًا إلى غزة. خيال علمي طريف!
أراك تتعرق سيد فريدمان، أظنك لم تتأقلم بعد مع طقس تونس الحار، لا تقلق، بضع دقائق وسيسعفنا النادل بمشروبات باردة. المهم سيدي، هل أتاك مؤخرًا حديث مشروعٍ سري، لـ"أخونة" المنتخب الوطني التونسي لكرة القدم؟ ألا تعلم بأن حركة النهضة قد أقالت فوزي البنزرتي من مهامه على رأس المنتخب بعد أن أنقذ اللاعبين من براثن نظيره نبيل معلول، والذي كان، حسب "زملائك" دائمًا، يجبرهم على القيام في الصباح الباكر لأداء صلاة الصبح؟
اقرأ/ي أيضًا: صفحة من تاريخ فساد تحالف السلطة والثروة في تونس..
أو لم تعلم أن مواطنك، السيناتور جون ماكين، كان عضواً بجماعة الإخوان المسلمين بل ومرشدها الحقيقي، بحسب "زميل" آخر لك، حتى أن القيادات "الإخوانية" في مصر صلّت صلاة الغائب لوفاته.
سيدي فريدمان، وبالنظر إلى مهنتك فلا بد أنك مطلع على التفجير الانتحاري الذي جد بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة تونس قبل أيام، لكنك لا تعلم حتمًا أن حزب حركة النهضة يقف وراء تخطيط وتنفيذ العملية للحيلولة دون مساءلة وزير الداخلية هشام الفوراتي بمجلس نواب الشعب، وفق ما أفاد به أشخاص يسمون أنفسهم "محللون".
أراك تتنفس بصعوبة سيد توماس فريدمان، لا تقلق لربما هو هواء بلادنا الملوث ستتعود عليه في وقت وجيز. فلنغادر المقهى إذًا ولنتجول قليلًا لأحدثك عن التنظيم السري لحركة النهضة الذي اخترق وزارة الدفاع والداخلية والقضاء في ظرف سنتين!
لا تتظاهر بأن لا علم لك عن هذا التنظيم السري التابع للإخوان المسلمين الذي جند أيضًا رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد لتمهيد الطريق للإسلام السياسي في تونس، وفق ما أفاد به "ناشط" يُدعى نجيب الدّزيري. بل أكثر من ذلك، فالتنظيم العالمي للإخوان المسلمين نجح في استقطاب مواطنتك هيلاري كلينتون وأرسلها إلى ميدان التحرير لحث الناس على انتخاب مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي. وبالمناسبة فإن مرسي هو عضو في المجلس الأعلى للعالم. ألا تعرف هذا المجلس؟ ما هذا سيدي! عن ماذا يحدثكم الإعلام في الولايات المتحدة الأمريكية إذًا؟
ألم تسمع بإعلامي تونسي يُدعى لطفي العماري حينما قال منذ سنتين إن أفرادًا من حركة المقاومة الفلسطينية دخلوا تونس عبر أنفاقٍ حفروها في أحشاء جبل "الشعانبي"؟
باختصار فإن المجلس الأعلى للعالم، بحسب "زميل" لك أيضًا، يقاسمك نفس المهنة، يقوم باستخدام تكنولوجيا تمكنه من التحكم في الطبيعة، وتطويعها لتدمير الدول القوية مثل مصر، وذلك من خلال افتعال زلازل وبراكين. وبالحديث عن هذا المجلس العجيب، فإن أحد قيادييه جند خديجة، خطيبة جمال خاشقجي، والتي تحمل رتبة رائد بالمخابرات التركية!
سيدي فريدمان، أتتذكر أطفال "خان شيخون" في سوريا؟ لا تقل لي أنك مازلت تصدق أنهم تعرضوا إلى قصف بالأسلحة الكيمياوية كما تدعي قناة الجزيرة! إنهم ممثلون كما جزم الإعلام السوري والتونسي أيضًا! ممثلون بارعون حتى أنني بكيت للرعشة التي سيطرت على أجسادهم متظاهرين أن سموم جيش بشار الأسد قطعت أنفاسهم، حتى الحروق التي ظهرت على وجوههم البريئة ماهي هي إلا صنع محترفين في "المكياج". نعم هكذا قالوا دون أي خجل!
مهلاً. أتذكر عمران؟ ذلك الفتى السوري؟ عمران عميل تابع للمخابرات الإسرائيلية تم تدريبه حتى يقتلنا حزنًا وكمدًا بتقاسيم وجهه، فنثور ضد "الدكتور" الأسد. وجمال خاشقجي أيضًا هو خائن، زرعته السلطات القطرية، ليوفر للمواطن العربي منصة إعلامية دولية، تملؤ رأسه بـ"أراجيف" بعيدًا عن الروايات التعيسة التي يروجها أمثال أحمد موسى وتامر أمين ولطفي العماري، وباقي فريق "إعلام العار" المنتشر في إعلامنا الإقليمي والتونسي.
سيد "فريدمان" أين ذهبت؟ سيد فريدمان..
اقرأ/ي أيضًا: