22-سبتمبر-2023
تونس

تقسيم الأقاليم الجديد صدر بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية (صورة أرشيفية لبلدية تونس/ getty)

الترا تونس - فريق التحرير

 

بعد صدور أمر رئاسي بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية (الجريدة الرسمية)، الجمعة 22 سبتمبر/ أيلول 2023، يتعلّق بتحديد تراب أقاليم الجمهورية التونسية والولايات الراجعة بالنّظر لكل إقليم، تفاعل نشطاء منصات التواصل الاجتماعي مع هذا القرار، بين ناقد ومستغرب ومؤيد.

تقسيم جديد لأقاليم الجمهورية التونسية والولايات الراجعة بالنّظر لكل إقليم من الأقاليم الخمسة

وقبل الخوض في هذه التفاعلات، إليكم تفاصيل هذا التقسيم الجديد للأقاليم الخمسة، التي تُضبط حدودها على النحو التالي: 

- ولايات الإقليم الأول: بنزرت وباجة وجندوبة والكاف

  • بنزرت:

تقع ولاية بنزرت (مساحتها 3750 كلم2) في أقصى شمال البلاد التونسية وهي مفتوحة على البحر الأبيض المتوسط حيث تمتد سواحلها شرقًا وشمالًا على طول 200 كلم فضلًا عن أنّها امتداد طبيعيّ لإقليم الشمال الغربي.

  • باجة:

تنتمي ولاية باجة (مساحتها 3.558 كلم2) إلى إقليم الشمال الغربي للبلاد التونسية، وتبعد 100 كم عن تونس العاصمة، وتتوسّط 5 ولايات، يحدّها شمالا البحر الأبيض المتوسط، وغربًا ولاية جندوبة وشرقًا ولايتا زغوان ومنوبة ومن الشمال الشرقي ولاية بنزرت وجنوبًا ولاية سليانة.

  • جندوبة:

تقع جندوبة (3102 كلم2) بأقصى الشمال الغربي من الجمهورية التونسية ويحدّها البحر الأبيض المتوسط شمالًا وولايتي الكاف وسليانة جنوبًا وولاية باجة شرقًا والحدود الجزائرية غربًا.

  • الكاف:

ولاية الكاف (مساحتها 5081 كم²) تمثل نقطة تواصل في جهة الشمال الغربي للبلاد وتمثل نقطة عبور لأهم محاور الطرقات الطريق الوطنية رقم 5 تربط بين تونس والجزائر مرورًا بساقية سيدي يوسف.

- ولايات الإقليم الثاني: تونس وأريانة وبن عروس وزغوان ومنوبة ونابل

  • تونس:

وهي العاصمة، تقع في الشمال الشرقي للجمهورية التونسية (مساحتها 288 كم²)، تأسست في 21 جوان/ يونيو 1956، تحدها ثلاثة ولايات وهي بن عروس، منوبة وأريانة. ويحدها شرقا البحر الأبيض المتوسط.

  • أريانة: 

تقع ولاية أريانة (482 كم²) في الشمال الشرقي للبلاد التونسية، ويحـدّها من الشرق البحر المتوسط، ومن الشمال ولاية بنزرت، ومن الغرب ولاية منوبة، ومن الجنوب ولاية تونس، وقرب هذه الولاية من العاصمة جعلها بمثابة قطب اقتصادي واجتماعي مهمّ.

  • بن عروس:

تقع ولاية بن عروس (مساحتها 761 كم²) في شمال البلاد، وتمثل رافدًا حضريًا واقتصاديًا هامًا للعاصمة، ومنطقة تواصل واندماج بين ولايتي نابل وزغوان من ناحية وتونس الكبرى من ناحية أخرى وكذلك منطقة عبور رئيسية بين إقليمي الشمال والوسط الشرقيين.

وتعبر الولاية شبكة هامة من الطرقات المحورية ذات الحركة المرورية الكثيفة (الطريق السيارة 1 والطرقات الوطنية 1و3) وخطوط حديدية لنقل البضائع والمسافرين كما تضم أهم ميناء تجـاري بالجمهورية (ميناء رادس لنقل الحاويات)، وهي تتميز بصبغتها الصناعية.

  • زغوان:

تأسست ولاية زغوان (مساحتها 2.768 كم²) سنة 1976، وتقع في الشمال الشرقي التونسي وتبعد على العاصمة مسافة 51 كم، وتمثل امتدادًا وظيفيًا اقتصاديًا لتونس الكبرى نظرًا لقربها من البنية الأساسية للنقل الجوي من خلال مطاري قرطاج والنفيضة، والبحري من خلال الميناء التجاري برادس إضافة إلى انفتاحها على المنطقة السياحية نابل- الحمامات.

  • منوبة:

تقع ولاية منوبة، (مساحتها 1137.0 كم²) في شمال البلاد تحدّها شرقًا ولايتا أريانة وتونس، شمالًا ولاية بنزرت، غربًا ولاية باجة وجنوبًا ولاية زغوان، وهي تمثل الجزء الغربي لتونس الكبرى وهي حلقة ربط بين العاصمة والشمال الغربي خاصة عبر الطريق السيارة تونس-وادي الزرقاء.

تتميز حركيتها الاقتصادية بعراقة الأنشطة الفلاحية للطبيعة الفلاحية للمنطقة، وبقطاع سقوي يغطي حوالي 26 ألف هكتار من الأراضي الخصبة للحوض السفلي لوادي مجردة، وهي كلها عوامل أسهمت في إدماج الفلاحة البيولوجية في المنظومة الفلاحية بالجهة. 

  • نابل:

تمتد ولاية نابل على مساحة 2788 كم2 وتم إحداثها في 21 جوان/ يونيو 1956، تقع ولاية نابل على ضفاف البحر الأبيض المتوسط شمالًا وشرقًا وجنوبًا.

وتتميز نابل بموقعها الاستراتيجي الهام حيث تمثل شبه جزيرة داخل المتوسط وتمتد سواحلها على طول 180 كلم مما أهلها لتصبح قطبًا سياحيًا هامًا. كما يمثل قطاع الصناعات التقليدية أيضًا ميزة تفاضلية لهذه الولاية التي تُعرف بصنع الفخار والزربية والنحـــاس والجلد.

- ولايات الإقليم الثالث: سليانة وسوسة والقصرين والقيروان والمنستير والمهدية

  • سليانة: 

تتبع ولاية سليانة (مساحتها 4642 كلم2) إقليم الشمال الغربي للبلاد التونسية، وتتميز بموقع جغرافي هام نظرًا لقربها من العاصمة (127 كلم) وتوسطـها لسبع ولايات (باجة، جندوبة، الكاف، القصرين، سيدي بوزيد، القيروان وزغوان).

ويرتكز اقتصاد سليانة على الفلاحة حيث تمثل الأراضي الصالحة للفلاحة حوالي 95% من مساحتها، كما تتوفر بها 5 مناطق صناعية.

  • سوسة:

تقع ولاية سوسة (مساحتها 2.669 كم2) في منطقة الساحل التونسي، وتبعد على العاصمة 140 كم، ويحدها من الشمال تونس ومن الجنوب المنستير والمهدية ومن الشرق البحر الأبيض المتوسط ومن الغرب القيروان.

ويتميز النسيج الاقتصادي بالولاية بتنوعه واعتماده على قطاع الخدمات الذي يستقطب53.7% من النشيطين المشتغلين أغلبهم في السياحة.

 

سوسة
صورة للجامع الكبير بسوسة (Getty)

  • القصرين:

تقع ولاية القصرين (مساحتها 8260.0 كم2) وسط غرب تونس يحدّها من الشمال ولاية الكاف ومن الغرب ولاية تبسّة الجزائرية ومن الجنوب ولاية قفصة ومن الشرق ولايتا سيدي بوزيد وسليانة. 

توجد ولاية القصرين بإقليم الوسط الغربي للبلاد التونسية وهي متاخمة للقطر الجزائري على امتداد 220 كلم، وتحتل المركز الخامس وطنيًا على مستوى مساحتها الترابية

  • القيروان: 

تقع ولاية القيروان (مساحتها 6712 كلم2) بإقليم الوسط الغربي، وتتقاسم الحدود مع ستة ولايات وهي زغوان شمالًا وسليانة من الشمال الغربــي وصفاقس جنوبًا وسيدي بوزيد من الجنوب الغربي وسوسة والمهدية شرقًا.

وبحكم موقعها بالشريط الوسيط تتميز بارتباطها بأهم مواقع الحركية الاقتصادية بالبلاد وخاصة بالأقطاب الكبرى (الساحل – تونس – صفاقس) عبر تنقل اليد العاملة والتزود بالخدمات والمواد التي تحتاجها الجهة، فضلًا عن أنها تزخر بموارد طبيعية هامة.

صورة فوقية لجامع القيروان وبعض أجزاء المدينة (Getty)

  • المنستير:

تقع في شمال شرق تونس (مساحتها 1019 كم 2) وتنتمي إلى جهة الساحل، ويحدها شمالًا وشرقًا البحر الأبيض المتوسط وجنوبًا ولاية المهدية وغربًا ولاية سـوسـة.

كما تتميز الجهة بترابط نسيجها العمراني وبها قطب جامعي يضم 12 مؤسسة في اختصاصات علمية متنوعة وهياكل للبحث ولاحتضان المشاريع والمؤسسات.

  • المهدية:

تقع ولاية المهدية (مساحتها 2.966 كم2) على ضفاف البحر الأبيض المتوسط شرقًا والقيروان غربًا وسوسة والمنتستير شمالًا وصفاقس جنوبًا

وتتميّز بواجهتها البحــرية الممتدة على طـول 75 كلم وشساعة مجـالها الريفي، وبما تزخر به من إمكانيات طبيعية متنوعة، ويعتمد الاقتصاد الجهوي بالأساس على قطاع الفلاحة الذي يستقطب 23.4% من السكان المشتغلين، كما يمثل القطاع السياحي رافدًا هامًا للعمل التنموي من خـلال توفر العناصر الأساسية لتطوير السياحـة الشــاطئية والاهتمـام بالسياحة الثقافية والإيكولوجية.

- ولايات الإقليم الرابع: توزر وسيدي بوزيد وصفاقس وقفصة

  • توزر:

ولاية توزر (مساحتها 4719.0 2.966 كم2) تقع جنوبي البلاد التونسية تحدها الجزائر غربًا، ولاية قفصة شمالًا وولاية قبلي من الناحيتين الشرقية والجنوبية.

وتحتوي الولاية على مطار توزر نفطة الدولي، الذي يهدف لتنشيط السياحة الصحراوية، فضلًا عن كونها واحة متاخمة للصّحراء تتميّز بجودة تمورها.

  • سيدي بوزيد:

تعدّ ولاية سيدي بوزيد (مساحتها 6994 كم مربع) بوابة تربط بين الشمال والجنوب وخاصة الجنوب الغربي والشمال الشرقي، إذ تبعد عن مدينة صفاقس بـ 135 كلم، عن القصرين 67 كلم، عن قفصة 100 كلم وعن القيروان 135 كلم، كما تفصلها عن تونس العاصمة 260 كلم.

وهي ولاية فلاحية من أهم إنتاجها الخضر وزيت الزيتون. 

  • صفاقس:

ولاية صفاقس (مساحتها 7,545 كم²) تأسست في 21 جوان/ يونيو 1956 بمقتضى أمر ملكي، وهي ثاني ولاية من حيث عدد السكان بعد ولاية تونس، يحدها شرقًا البحر الأبيض المتوسط وشمالًا ولاية المهدية وجنوبًا ولاية قابس وغربًا ولايات القيروان وسيدي بوزيد.

تستمد ولاية صفاقس أهميتها من موقعها الجغرافي المتميز وطول سواحلها البالغ 235 كم ومن مينائها الذي يسهم بشكل كبير في التبادل التجاري مع الداخل والخارج، وتعتبر ولاية صفاقس قطبًا عمرانيًا وتنمويًا هامًا ونشيطًا.

  • قفصة:

تأسست ولاية قفصة سنة 1956، تقع بالجنوب الغربي للبلاد التونسية على مساحتها (7807.0 كم²)، وهي في نقطة التقاء طرقات رئيسية تفتحها على مختلف مدن الجمهورية وتربط شمال البلاد بصحرائها. كما تتقاطع فيها الطريق المغاربية (سرت وتبسة) والطريق الإفريقية (تونس - النيجر عبر قفصة - حزوة). 

تتوسط الولاية ثلاثة أقاليم اقتصادية وتحيط بها خمس ولايات على شعاع 100 كلم تقريبًا في شكل هلال مفتوح. وتقع مدينة المتلوي أكبر منتج للفسفاط في البلاد في ولاية قفصة.

- ولايات الإقليم الخامس: تطاوين وقابس وقبلي ومدنين

  • تطاوين:

تقع ولاية تطاوين (38889.0 كم²) في أقصى الجنوب التونسي حيث تحدها كل من الجزائر غربًا وشرقًا كما تحدها من شمال ولاية مدنين، قابس وقبلي شمالًا.

وتضم الولاية عديد المؤسسات الاقتصادية كمصنع الجبس والآجر وآبار بترولية بالبرمة والمساحات الشاسعة من الكثبان الرملية التي تحوي مائدة مائية ثرية.

  • قابس:

تقع ولاية قابس (مساحتها 7175.0 كم²) جنوب شرقي البلاد التونسية على بعد 400 كلم من تونس العاصمة، وعلى بعد 130 كلم من مدينة صفاقس، وعلى بعد 140 كلم من مدينة قفصة، وعلى بعد 100 كلم من جزيرة جربة. وتتميز بخليجها الواسع وطول سواحلها ومن أكبر مدنها؛ قابس والحامة ومارث وغنوش والمطوية.

أمّا المنطقة الصناعية بقابس، فتقع على بعد حوالي 2 كم من وسط مدينة قابس على مقربة من الميناء التجاري، وهي مرتبطة بشبكة هامّة من النقل العمومي. وتتميّز الولاية بوجود منشآت مختصّة في قطاع النفط والصناعة الكيميائية.

  • قبلي:

تبلغ مساحة ولاية قبلي (22454 كلم مربع) وتقع في الجنوب الغربي من البلاد التونسيّة بين أحضان واحات النخيل، وتعتبر بوابة الصحراء الممتدة في مجالها الطبيعي إلى الجزائر. يحدّها شمالًا ولاية قفصة، جنوبًا ولاية تطاوين، غربًا ولاية توزر والحدود الدوليّة مع الجزائر، شرقًا ولايتا قابس ومدنين.

وقد أحدثت الولاية بمقتضى الأمر المؤرخ في 7 سبتمبر 1981، تشتهر خاصّة بإنتاج التمور عالية الجودة التي تصدّر لكافّة أنحاء العالم.

  • مدنين:

ولاية مدنين (9167.0 كلم مربع) تقع بالجنوب الشرقي للبلاد، وتتنوّع حدودها المتمثلة في شريط حدودي دولي مع ليبيا شرقًا وامتداد السواحل المطلة على البحر الأبيض المتوسط على طول 400 كلم شمالًا وشرقًا وحدود داخلية مع ولايات قابس شمالًا وقبلّي غربًا وتطاوين جنوبًا وغربًا.

يتركز اقتصادها على السياحة والفلاحة والصناعة فضلًا عن التجارة مع جارتها ليبيا ببنقردان.

 

تقسيم الأقاليم الجديد
تقسيم الأقاليم الجديد وفق الأمر الرئاسي الصادر بالرائد الرسمي

 

يشار إلى أنّ بعض النشطاء، أشاروا إلى أنّ الكاتب والسياسي الصافي سعيد هو "من بين من كانت لهم رؤية وتصور استراتيجي واضح ومتكامل وبنّاء بخصوص تقسيم البلاد التونسية إلى خمسة أقاليم في كتابه (المعادلة التونسية رؤية متكاملة 2020 / 2030، كيف نصنع المستقبل؟) وقد أطلق على هذا التقسيم (التقسيم العرضاوي)، وشرح أهم فوائد هذا التقسيم".

شدّد نشطاء على السوشال ميديا على أنّ هذا التقسيم إداري بحت بمناسبة الانتخابات المحلية القادمة، ولا صحة لما يراج عن حديث البعض عن استقلالية كل إقليم

 

 

 

 

 

 

وشدّد البعض الآخر على أنّ "هذا التقسيم إداري بحت بمناسبة الانتخابات المحلية المزمع إجراؤها يوم 24 ديسمبر/ كانون الأول، وبالتالي هي ليست أقاليم بمعنى النظام الفدرالي"، في إشارة إلى حديث البعض عن استقلالية كل إقليم، وتقسيم ولاياتها حسب مقدراتها الاقتصادية والقوة الاقتصادية التي تمنحها لبعض وتميزها عن باقي الأقاليم.

 

 

وكانت قد صدرت بالعدد الأخير من الرائد الرسمي للجمهورية التونسية (الجريدة الرسمية)، الجمعة 22 سبتمبر/ أيلول 2023، أوامر رئاسية، منها ما يتعلّق بدعوة الناخبين لانتخابات أعضاء المجالس المحلية، وبتحديد تراب أقاليم الجمهورية التونسية والولايات الراجعة بالنّظر لكل إقليم، وبتقسيم الدوائر الانتخابية وضبط عدد المقاعد المخصصة لها لانتخابات أعضاء المجلس الوطني للجهات والأقاليم. 

ويجتمع مجلس الإقليم، وفق هذا الأمر، بالتداول بين الولايات المكونة للإقليم، وتنعقد الاجتماعات في مقر الولاية، ويتغير مقر الاجتماع كل ستة أشهر بالنسبة إلى كل إقليم وفق الترتيب المنصوص عليه بالفصل الأول من هذا الأمر. 

كما تضع الولايات المكونة للإقليم على ذمة مجالس الأقاليم كلّ الوسائل البشرية والمادية اللازمة بما يضمن حسن أدائها لمهامها، وفق المصدر نفسه.