الترا تونس - فريق التحرير
تعرض رئيس الحكومة السابق الحبيب الصيد، مساء الجمعة 26 فيفري/شباط 2021، إلى وعكة صحية خلال حضوره في برنامج "تونس باريس" المباشر على القناة الوطنية الأولى، مما اضطرّ إلى نقله إلى المستشفى العسكري لتلقّي الإسعافات اللازمة.
وقد أوضحت التلفزة الوطنية التونسية، في بلاغ نشرته على صفحتها الرسمية مساء الجمعة، أن الصيد تعرض إلى "وعكة صحية طارئة أثناء الحوار المباشر على القناة الوطنية الأولى، اضطر إثرها فريق البرنامج إلى إيقاف البث لتأمين التدخل الصحي اللازم وهو ما تم بالفعل، وتم إلى المستشفى العسكري".
وتفاعل عديد التونسيين من سياسيين وإعلاميين وناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي مع خبر تعرّض رئيس الحكومة السابق إلى وعكة صحية مفاجئة، معبرين عن تمنياتهم له بالشفاء.
وتشر رئيس البرلمان ورئيس حزب حركة النهضة راشد الغنوشي، على صفحته الرسمية بموقع التواصل "فيسبوك"، برقية يتمنى فيها له الشفاء العاجل.
كما عبّر وزير التجارة السابق في حكومة الصيد، محسن حسن، في تدوينة نشرها على صفحته الخاصة بـ"فيسبوك"، عن تمنياته "بالشفاء العاجل للسيد حبيب الصيد ،أحد رجالات تونس البررة الصادقين"، مضيفًا: "الكلمات لا تكفي للتعبير على احترامي ومحبتي لسي الحبيب الوطني الصادق. ربي يشفيه ويعافيه".
بدوره، نشر رئيس كتلة حركة النهضة عماد الخميري، على صفحته بموقع التواصل "فيسبوك"، تدوينة يدعو فيها بالشفاء العاجل إلى رئيس الحكومة السابق الحبيب الصيد.
ومن جهته، عبر النائب عن كتلة ائتلاف الكرامة عبد اللطيف العلوي، في تدوينة عنونها بـ"حالة إنسانية موجعة"، عن تمنياته بالشفاء لرئيس الحكومة السابق، منتقدًا عدم تفطن الصحفيين الذين يحاورانه مباشرة بتعرضه إلى الوعكة الصحية.
ودوّن العلوي: "دقيقتان وهو يغمغم معقود اللّسان ولا يقول كلمة واحدة، والصّحفيّان يمرّان من سؤال إلى آخر كآلتين! لا نباهة ولا قدرة على الملاحظة ولا حرفيّة ولا إحساس! المفروض بمجرّد ما يلاحظ الإنسان تلك العلامات أوّل شيء يهرع إليه ويسنده كي لا يسقط، ولتذهب الكامرا والمباشر إلى الجحيم! دقيقتان كأنّهما فيلم رعب، شعرت أنّهما أطول من ساعات تعذيب! اللّهمّ اشفه ياربّ العالمين".
ومن جهته، انتقد الأستاذ الجامعي والباحث في علوم الإعلام والاتصال تعاطي الإعلامييْن المحاورين للصيد معه، مدونًا على صفحته الخاصة بـ"فيسبوك": كان جليًا أن الحبيب الصيد عجز عن النطق الواضح والمفهوم في الثلاث دقائق الأخيرة من حواره. ولا يوجد أي فارق بين الوقت الذي أوقف فيه الحوار وقبله بثلاث دقائق. فلماذا كل ذلك الإصرار على مواصلة حواره؟
وأضاف شلبي: "لقد أخل المحاوران بجملة من الضوابط الأخلاقية وقبلها بضابط مهني: طالما أن الرجل كان يقول كلامًا غير واضح، بصرف النظر عن التفطن لحالته الصحية، فما الفائدة من مواصلة الحوار معه؟
دخل الرجل في حالة صحية بدنية أثرت في صحته العقلية مؤقتًا. وتجمع المواثيق الأخلاقية على أنه لا يجوز تصوير شخص في غير صحتة البدنية والعقلية كاملتين. وبناء على ذلك فإن إظهار صورة الرجل وهو في تلك الحالة خرق جسيم لأخلاقيات العمل الصحفي ثم إن الحق في الصورة مبدأ قانوني أصلي في الصحافة".
وختم تدوينته بالتأكيد "احترام الشخص وسلامته الجسدية والعقلية وخصوصيته وكرامته يمثل قيمة أساسية في العمل الصحفي لمن استوعب القانون والأخلاقيات اللذين يؤديان إلى الإحساس بالمسؤولية الاجتماعية".
في المقابل، اعتبر الصحفي بإذاعة تونس الدولية أنيس مرعي أن "هناك تحاملًا مبالغًا فيه على الفريق المحاور لسبب بسيط هو أن معرفة أعراض الجلطة لا يمكن أن يفقهها إلا طبيب أو إنسان متمرس، فضلًا أن في ظروف المباشر المسؤولية كبيرة قد تساهم في تحطيم الصحفي والقناة"، وفق تقديره.
واستدرك مرعي قائلًا: السؤال المطروح الآن ، هل كان هناك في فريق المصاحب للإنتاج طبيب؟ لا أظن أن هناك طبيبًا موجودًا في أستوديوهات البث عادة حتى يتمكن من تشخيص مثل هذه الحالات النادرة جدًا، لكن من مفروض أن في كل مؤسسة إعلامية يكون هناك طبيب موجود".
جدير بالإشارة إلى أنه، خلال الليلة ذاتها، تعرّضت أيضًا الإعلامية بقناة التاسعة، ملاك البكاري، إلى وعكة صحية، خلال البث المباشر، مما اضطرها إلى الاعتذار والانسحاب من الحلقة، ليعوّضها المحلل بالقناة ذاتها برهان بسيّس لمواصلة إدارتها.
اقرأ/ي أيضًا:
الصيد: على الرؤساء الثلاثة تقديم التنازلات
من بينها رئيس حكومة أسبق: قيادات سياسية تقدم تصورًا "لمؤتمر وطني للإنقاذ"