25-أكتوبر-2021

تفاعلات مستاءة من وضع البنية التحتية في تونس إثر تهاطل الأمطار (صورة أرشيفية/ فتحي بلعيد/ أ ف ب)

الترا تونس - فريق التحرير

 

نادرًا ما يمرّ فصل شتاء على تونس، لا تعود فيه عبارة "اهتراء البنية التحتية"، لتطفو على السطح من جديد ما إن تتهاطل كميات متفاوتة من الأمطار حسب المناطق، لكن مهما تكن تلك المنطقة، فإنّ التشكيات واحدة لدى المواطن التونسي، ولعلها تتمحور حول سؤال واحد: "لماذا لا تصمد طرقاتنا أمام بعض الأمطار؟". تفاعلات مختلفة حاول "الترا تونس" رصدها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، والتي كانت في أغلبها انتقادات مستاءة من وضع البنية التحتية.

معاذ بن نصير (باحث في علم الاجتماع): لا تسمى فيضانات، بل اهتراء البنية التحتية وضعف قنوات صرف المياه وسوء التخطيط العمراني للمدن.. أين أموال الضرائب والإتاوات المدفوعة للدولة طوال عقود؟

وقد أكد الباحث في علم الاجتماع معاذ بن نصير، أنّ ما تعيش على وقعه تونس هذه الأيام من تقلبات مناخية لا يسمّى بـ"فيضانات" وفق قوله، معتبرًا أنّ اسمها "تراكم شديد لمياه الأمطار نتيجة اهتراء البنية التحتية وضعف قنوات صرف المياه وسوء التخطيط العمراني للمدن وتقاعس المصالح العمومية المختصة على القيام بواجباتها.. مما خلّف أضرارًا جسيمة في أملاك الأفراد وخسارة للمجموعة الوطنية.. باختصار، أين أموال الضرائب والإتاوات المدفوعة للدولة طوال عقود؟" وفق تساؤله.

ونشر الناشط الحقوقي والسياسي وممثل الطلبة عن الاتحاد العام لطلبة تونس بكلية الحقوق بالمنار لؤي الفرشيشي، أنّه توجه إلى ديوان وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ببعض المقترحات "على إثر الأوضاع المتمثلة بالأساس في تواصل تهاطل الأمطار بعديد الولايات وتعرية بؤس البنية التحتية والخطر الذي آل ببعض المناطق ومواطنيها وفرض صعوبة التنقل إن وجد من الأصل" على حد تعبيره. 

وتتمثل هذه المقترحات التي تقدم بها الفرشيشي في:

  • إقرار يومي راحة إلى حين استقرار الأوضاع كإجراء وقائي
  • في صورة إمكانية التنقل، إلغاء الحصص بعد الزوال مراعاة لظروف الطلبة التي تتكبد عناء التنقل اليومي وتحسبًا من أي حدث يحول دون ذلك مع اقتراب ساعات المساء
  • إلغاء نظام الغيابات لأسبوع كحد أقصى أو يومين كحد أدنى

ونشر الخبير في مجال الحوكمة ومكافحة الفساد شرف الدين اليعقوبي بدوره صورة لأحد أنفاق السيارات بالعاصمة التونسية وهو ممتلئ بمياه الأمطار، وعلّق فوقها بقوله: "رأيتم كمية القوارير البلاستيكية؟ الطبيعة تصبر علينا وعلى أوساخنا، لكن لصبرها حدود، وتعيد هذه الأوساخ علينا في أول فرصة" وفق وصفه.

وشاركت المصورة الفوتوغرافية سارة خمومة في تدوينة نشرتها، تجربتها مع الفيضانات بقولها، إنه "في تونس 2021 وفي أحد ولايات تونس الكبرى (منوبة)، اتصل سكان الجهة بالديوان الوطني للتطهير لجهر مياه الأمطار بعد تضرّر عديد المحلات والمنازل، فما راعهم إلا أن وصل العاملون ليمكثوا بعض الوقت قبل أن يعودوا أدراجهم بحجّة أنّ الوقود قد نفد.. ولم يرجعوا بعد ذلك" وفق ما أكدته.

وتداول البعض تدوينة لكيفية تصرّف السائقين الذي يملكون سيارات دون مأوى، أنه في حال حدوث الفيضانات أو الأمطار الغزيرة، "يجب نزع البطارية لتجنب حدوث صعقة كهربائية، مع إفراغ العجلات من الهواء كي يزداد وزن السيارة، ومحاولة إغلاق فتحة العادم كي لا يدخل الماء، مع تجنب تشغيل المحرك إذا غطّاه الماء".

واستنكر البعض الآخر صور السكة الجديدة للقطار السريع على مستوى ولاية منوبة، حيث غمرت مياه الأمطار هذه السكك، وجاء التعليق فوق الصور ليقول: "المشروع جديد، ألم يفكر أحد في أنّ مياه الأمطار يمكن أن تغمر السكك بهذه الطريقة؟".

 

اقرأ/ي أيضًا:

ارتفاع عدد الوفيات بسبب سيول مياه الأمطار إلى 3 أشخاص

معهد الرصد الجوي: تواصل التقلبات الجوية وأمطار رعدية غزيرة منتظرة