19-نوفمبر-2018

دأبت عدة مؤسسات تونسية على المشاركة في فعاليات "الجمعة السوداء" (صورة تقريبية/ جاكي شيكونديو/ Washington Post)

الترا تونس – فريق التحرير

 

دأبت عدة مؤسسات تونسية خلال السنوات الأخيرة على تقديم عروض وتخفيضات على منتوجاتها في أواخر شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من كلّ سنة، وذلك في إطار ما يُسمى بـ"البلاك فرايداي" (Black Friday).

البلاك فرايداي هو الاسم غير الرسمي لليوم التالي لعيد الشكر في الولايات المتحدة الأمريكية

والـ"بلاك فرايدي" ظاهرة قادمة من الغرب لم يعرفها المجتمع التونسي إلا خلال السنوات الأخيرة، التي تميّزت باقتباس عديد الاحتفالات الغربية دون أن يكون جلّ المشاركين فيها أو المحتفلين بها مطّلعين على منشأ الاحتفالية وخلفياتها.

و"البلاك فرايداي" هو الاسم غير الرسمي لليوم التالي لعيد الشكر في الولايات المتحدة الأمريكية، الموافق ليوم الخميس في الأسبوع الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني، والذي يعتبر بداية لموسم التسوق في عيد الميلاد في البلاد منذ عام 1952، على الرغم من أن مصطلح "البلاك فرايداي" لم يصبح من المصطلحات المستعملة على نطاق واسع إلا منذ سنة 1980.

ولمدة قرون، التصقت صفة "أسود" بأيام وقعت فيها بعض المصائب ومنها حدث مهم في التاريخ الأمريكي والذي أحدث حالة ذعر عام 1869 عندما استغل رجلا الأعمال جاي غولد وجيمس فيسك علاقاتهما مع إدارة الرئيس الأمريكي غرانت في محاولة للسيطرة على سوق الذهب وعندما علم غرانت بهذا التلاعب أمر وزارة الخزانة بالإفراج عن كمية كبيرة من الذهب الأمر الذي أوقف العملية وتسبّب في انخفاض الأسعار بنسبة 18 في المائة. وقد تكونت ثروات وفقدت في يوم واحد حينها.

ويظهر أول استعمال معروف لعبارة "الجمعة السوداء" أو "البلاك فرايداي" للإشارة إلى اليوم التالي لعيد الشكر في مجلة " Factory Management and Maintenance" لشهر نوفمبر/ تشرين الثاني 1951، ومرة أخرى في نفس الشهر من سنة 1952، وهنا تعلّق الأمر بقيام عمال بادعاء المرض في اليوم الموالي لعيد الشكر للحصول على عطلة بأربعة أيام. ومع ذلك لم ينتشر استعمال هذا المصطلح حينها.

اقرأ/ي أيضًا: يحتفل به بعض التونسين مؤخرًا: ما هو عيد الهالووين؟

خلال "الجمعة السوداء"، يفتح معظم تجار التجزئة محلاتهم في وقت مبكر ويقدمون مبيعات ترويجية

وفي نفس الوقت تقريبًا، استخدمت الشرطة في فيلادلفيا وروشستر المصطلحين "الجمعة السوداء" و"السبت الأسود" لوصف الحشود والازدحام المروري الذي يرافق بداية موسم التسوق في عيد الميلاد.

وفي عام 1961، سعت مدينة فيلادلفيا وتجارها إلى تحسين ظروفهم وأوصى خبير العلاقات العامة بإطلاق تسمية الأيام لتصبح "Big Friday" و"Big Saturday"، ولكنه سرعان ما تم نسيان هذه التسميات أيضًا.

استخدام هذه العبارة كان بطيء الانتشار، إذ ظهرت لأول مرة في صحيفة "نيويورك تايمز" في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 1975، والتي أشارت إلى "أكثر الأيام ازدحامًا للتسوق وحركة المرور على مدار العام" في فيلادلفيا، ورغم أنه أصبح أكثر انتشارًا حاليًا، إلا أن صحيفة "فيلادلفيا انكوايرر" ذكرت في سنة 1985 أن تجار التجزئة في سينسيناتي ولوس أنجلوس لا يكونوا مدركين جيدًا هذا المصطلح.

وخلال "الجمعة السوداء"، يفتح معظم تجار التجزئة محلاتهم في وقت مبكر ويقدمون مبيعات ترويجية، ورغم أن "البلاك فرايداي" ليس عطلة رسمية، لكن كاليفورنيا وبعض الولايات الأخرى تعتبر "يوم ما بعد عيد الشكر" إجازة لموظفي حكومة الولاية في بعض الأحيان بدلًا من عطلة فيدرالية أخرى. والكثير من غير التجار يتمتعون بيوم عيد الشكر واليوم الموالي له كإجازة (والموافق ليوم الجمعة) إلى جانب نهاية الأسبوع العادية ليرتفع بذلك عدد المتسوقين المحتملين.

وكشفت عدة تقارير عن تسجيل حالات عنف بين المتسوقين خلال الجمعة السوداء وقد يصل الأمر إلى تسجيل حالات وفاة وإصابات خطيرة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

العالم يحتفل بيوم اللا حمية العالمي.. تشجيع على قبول الاختلاف

ينتظرها الأطفال وحتى الكبار: تعرف على قصة "مهبة العيد"