02-نوفمبر-2021

كُتب على اللافتة بالبنط العريض عبارة "تحت سامي إشراف سيادة رئيس الجمهورية الأستاذ قيس سعيّد"

الترا تونس - فريق التحرير

 

أثارت اللافتة الرسمية للدورة 36 لمعرض تونس الدولي للكتاب المعتزم تنظيمها من 11 إلى 21 نوفمبر/تشرين الأول 2021 بقصر المعارض بالكرم جدلًا وسخرية واسعين وذلك لتضمنها بالبنط العريض عبارة "تحت سامي إشراف سيادة رئيس الجمهورية الأستاذ قيس سعيّد". 

واعتبر نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي أن اعتماد مثل هذه العبارات وبهذه الأساليب بمثابة العودة إلى مربع الممارسات البائدة التي كانت تعتمد زمن نظام الاستبداد في عهد الرئيسين زين العابدين بن علي والحبيب بورقيبة. 

نائب رئيس نقابة الصحفيين أميرة محمد:  اعتماد عبارات لتملق الرئيس من قبيل "بإذن منه وتحت سامي إشرافه وبتعيلمات من سيادته..." أمر مقزز

وقالت نائب رئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين أميرة محمد، في تدوينة نشرتها على صفحتها بفيسبوك الاثنين 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إن اعتماد عبارات لتملق الرئيس من قبيل "بإذن منه وتحت سامي إشرافه وبتعيلمات من سيادته..." أمر مقزز، حسب تقديرها. 

وكتبت الصحفية نعيمة منصور الشرميطي، على صفحتها بفيسبوك: "تحت إشراف سيادته؟ .... أساليب قديمة وموغلة في ثقافة البلاط و'عاش الملك'.. ألا تخجلون؟".


كما دوّنت الصحفية أسماء البكوش: طالما علقنا ونبهنا أكثر من مرة أن لغة "أسدى توصياته وتحت سامي إشراف سيادته"...إلخ لغة 'مضروبة' (للتملق) وخشبية... وطالما تواصل مؤسسة الرئاسة اعتمادها فإنه من الممكن الاجتهاد وتغيير الصياغة كي لا تدخل القاموس الإخباري وتصبح قالبًا جاهزًا كما في العهد السابق".

وتابعت، في تدوينة لها على صفحتها بفيسبوك: "كفانا من لغة التمسح، لأنها تجعل المرء مزهوًا بنفسه من لا شيء"، حسب رأيها.

ومن جهتها، تساءلت الكاتبة ليلى الحاج عمر، في تدوينة لها على فيسبوك: "أيعقل يا مثقفون يا متعلمون أن تعودوا بنا إلى ممارسات بائدة؟"، ومستطردة: "فضل الثورة أنّها حرّرت الفكر، لكنّ العبيد يصرّون على الأغلال"، وفق تعبيرها.

الكاتبة ليلى الحاج عمر: أيعقل أن تعودوا بنا إلى ممارسات بائدة؟ فضل الثورة أنّها حرّرت الفكر، لكنّ العبيد يصرّون على الأغلال

فيما نشرت الناشطة خولة بن منصور مجموعة من اللافتات لمعرض تونس الدولي للكتاب من عهد زيد العابدين بن علي وصولًا إلى عهد قيس سعيّد، وكتبت: "تطور تصميم إعلانات معرض الكتاب في تونس من 2009 (عهد المخلوع) مرورًا بعهد المرزوقي والسبسي وصولًا إلى إعلان هذه السنة في عهد التحول المبارك بعد 25 جويلية..."

وأضافت ساخرة: "تطور عظيم صراحةً! فرق كبير في التصميم هذه السنة إبداع ملحوظ فاق حتى زمن المخلوع في 2009 و2010!".

 

ودوّن المهندس هيثم المدوري، على صفحته بموقع التواصل فيسبوك: "عندما يكون نشاط ممولًا من رئاسة الجمهورية، يعني فكرة خاصة بالرئيس ووقع إعدادها والإشراف عليها من الرئاسة، حينها من الممكن أن توضع عبارة 'تحت سامي إشراف'. يعني، إذا مسؤول سياسي لديه فكرة حدث ثقافي أو رياضي، عليه أولًا أن يجد له تمويلًا، وثانيًا عليه أن يسعى لاستدعاء ضيوف يكون لهم حضور رمزي ونوعي. أو يكون هو في حد ذاته له صدى عالمي، إيجابي طبعًا".

واستدرك القول: "لكن معرض الكتاب ممول من وزارة الثقافة، وتأسس في فترة بورڨيبة، أي أن سمعته ونجاحه بناهم في فترة أخرى. يعني لا فكرة لا تمويل ولا إضافة رمزية لسعيّد، فعلامَ أشرف بالضبط؟".

كما أضاف أن "تصميم الإعلان إلى حد الأسبوع الفارط لم يكن يتضمن عبارة 'تحت سامي إشراف'، ولم تتم إضافتها إلا البارحة. فما الإضافة النوعية لسيادته حتى يتم تحيين لافتة المعرض الجاهز منذ شهر"، على حد قوله.

يشار إلى أن الدورة 36 لمعرض تونس الدولي للكتاب، المعتزم تنظيمها من 11 إلى 21 نوفمبر/تشرين الأول 2021 بقصر المعارض بالكرم، تم تأجيلها في 3 مناسبات سابقة، وذلك بسبب الوضع الوبائي في البلاد إثر انتشار فيروس كورونا، علمًا وأن آخر دورة تم تنظيمها في أفريل/نيسان 2019. 

 

اقرأ/ي أيضًا:

للمرة الثالثة على التوالي: تأجيل معرض تونس الدولي للكتاب

الدورة 35 لمعرض تونس الدولي للكتاب: مأدبة ثقافية باذخة تعكس حركية البلد

الكتابة السردية بـ"الدارجة".. جدل قديم متجدد