02-يوليو-2022
نجيب بلهادي

كان قد زعم أنه "عبر البحر الأبيض المتوسط سباحة بين إيطاليا وتونس دون انقطاع لأكثر من يومين"

الترا تونس - فريق التحرير

 

أعلنت المنظمة العالمية للسباحة في المياه المفتوحة، الجمعة 1 جويلية/يوليو 2022، عدم اعترافها بسباحة التونسي نجيب بلهادي البالغ من العمر 69 سنة والذي زعم أنه "عبر البحر الأبيض المتوسط سباحة بين إيطاليا وتونس دون انقطاع لأكثر من يومين"،

وذكرت المنظمة، في تقرير مفصّل لها  تحت عنوان "ماذا حدث من البداية إلى النهاية في الجولة التي قام بها نجيب بالهادي من إيطاليا إلى تونس؟"، أنه "لا يمكن تحديد أو التحقق من الشروط والمدة الدقيقة لسباحة نجيب بلهادي، ولا يمكن تعريف سباحته على أنها سباحة ماراثون تقليدية منفردة بدون مساعدة كما ذكر هو، لأنه صعد على متن السفينة والبيانات والمعلومات المطلوبة غير متوفرة"، وفقها. 

المنظمة العالمية للسباحة في المياه المفتوحة: لا يمكن تعريف سباحة نجيب بلهادي على أنها سباحة ماراثون تقليدية منفردة بدون مساعدة كما ذكر هو، لأنه صعد على متن السفينة والبيانات والمعلومات المطلوبة غير متوفرة

وتابعت المنظمة أنه "علاوة على ذلك، لم يخبرها بأنه صعد على متن السفينة أو أنه قطع مسافة 29 كيلومترًا بينما كان نائمًا يسبح ووجهه لأسفل، إلا بعد مقابلته"، مضيفة أن "المظهر البصري لجلده ولسانه وشفتيه وحلقه لا يتوافق مع مظهر سباح قضى 58 ساعة في الماء المالح"، وفقها.

وشددت، في ذات الصدد، على أنها "للحفاظ على سلامة الرياضة ، تعتمد على البيانات الواقعية والصور ومقاطع الفيديو وبيانات GPS وتقارير المراقبين لتأكيد السباحة والإبلاغ عنها"، وهو ما لم يوفره بلهادي، مؤكدة أنه "لا يتم التسامح مع المعلومات الخاطئة الواضحة وتزوير البيانات والمبالغة في إخفاء الحقائق بما لا يتفق مع نزاهة مجتمع السباحة في المياه المفتوحة"، حسب ما جاء في نص البيان.

المنظمة العالمية للسباحة في المياه المفتوحة: المظهر البصري لجلد نجيب بلهادي ولسانه وشفتيه وحلقه لا يتوافق مع مظهر سباح قضى 58 ساعة في الماء المالح

وسبق أن أكدت المنظمة، في بيان أصدرته بموقعها الرسمي في 21 جوان/يونيو 2022، أنها لم تساهم في التخطيط المسبق لسباحة نجيب بلهادي من إيطاليا إلى تونس ولم تصادق عليها، أساسًا، على عكس ما كان قد أكده في تصريحات متواترة لوسائل إعلام محلية.

وجاء بيان المنظمة العالمية للسباحة في المياه المفتوحة تبعًا لاتصالات تلقتها من العديد من المراسلين ووكالات الأنباء والمسؤولين بها بخصوص سباحة نجيب بلهادي من إيطاليا إلى تونس، ليبين أن "المنظمة لم تتلقَّ أي معلومات ما قبل السباحة أو ما بعدها سواء من نجيب بلهادي أو أي من أفراد طاقمه أو المراقبين".

وذكرت المنظمة أنه من أجل أن يتم التصديق رسميًا على السباحة، تعد سجلات المراقبين من الطيارين والمراقبين والطاقم ضرورة ثابتة في علاقة بالسباحة، مذكرة بأن "نجيب بلهادي يعرف ذلك جيدًا من خلال عبوره القنال الإنجليزية عام 1993 -حين عبر في 15-16 سبتمبر/أيلول 1993، القنال الإنجليزي بطول 33.5 كم من إنجلترا إلى فرنسا في 16 ساعة و 35 دقيقة-".

وأفادت بأن سجلات المراقبين، التي يقع المصادقة على السباحة بناء عليها، تتضمن ملاحظات كل ساعة عن درجة حرارة الماء، ودرجة حرارة الهواء، وسرعة الرياح أو قوتها، ومعدل الضربات (ضربات في الدقيقة)، والملاحظات العامة لظروف المياه، والتغذية.. وغير ذلك من الملاحظات.

كما أضافت المنظمة العالمية للسباحة في المياه المفتوحة أنه من أجل التصديق على بيانات تتبع السباحة، يجب أيضًا وجود بيانات أصلية/أولية من جهاز تتبع GPS مثل SPOT Tracker أو ساعة GPS أو تطبيق الهاتف الذكي.

وشددت المنظمة على أنها لا تصادق، مثلها مثل جميع منظمات السباحة في القنوات والماراثون الأخرى، على السباحة دون تلقي المعطيات التي ذكرتها في علاقة بالسباحة ومراجعتها، مؤكدة أنها لم تتلق أيًا منها إلى حد نشر هذا البيان.

سبق أن أكدت المنظمة العالمية للسباحة في المياه المفتوحة أنها "لم تساهم في التخطيط المسبق لسباحة نجيب بلهادي من إيطاليا إلى تونس ولم تصادق عليها أساسًا" على عكس ما كان قد أكده

وضجت  شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام تونسيًا، مؤخرًا، بأخبار وصور عن قصة السباح التونسي الذي قيل إنه "عبر البحر الأبيض المتوسط سباحة بين إيطاليا وتونس في 66 ساعة دون انقطاع"، وهو الذي يبلغ من العمر 69 سنة. وقد انطلقت القصة بتداول عدد من الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك صورًا ومقاطع فيديو قصيرة مرفوقة بمعطيات تقول إن السباح التونسي نجيب بلهادي بصدد "تحطيم رقم قياسي" وذلك بعزمه على اجتياز المحيط سباحة من إيطاليا إلى تونس. لم تلقَ القصة رواجًا في بدايتها، لكن بمجرد نشر وزارة الرياضة التونسية بلاغًا هنأت فيه السباح بـ"إنجازه"، ضجت منصات التواصل ومواقع إعلام تونسية بذلك.

وذكرت الوزارة في بلاغها أنه "في مواصلة لخوض رهان التحديات الرياضية في عالم السباحة الحرة، انطلق السباح والبطل التونسي نجيب بلهادي (69 سنة) منذ يوم 15 جوان/يونيو 2022 في مغامرة جديدة لتحقيق رقم قياسي جديد بقطعه 155 كيلومترًا، في مياه عمقها 1500 متر، وذلك لمدة استغرقت بين 60 و70 ساعة انطلاقًا من سواحل إيطاليا تحديدًا Pantelleria إلى ياسمين الحمامات تونس".

في المقابل، انطلقت حملة تشكيك في مدى مصداقية الخبر الذي تم تناقله، وتراوحت ردود فعل نشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي بين من اتهموا السباح بشدة وتساءلوا عن مدى صحة قصته، وآخرين عبروا عن مساندتهم إياه إزاء حملة التشكيك التي طالته، مما دفع وزارة الرياضة التونسية إلى المسارعة بحذف منشورها المتعلق بتهنئة السباح، ثم نشر بلاغ آخر مقتضب، عشية السبت 18 جوان/ يونيو 2022، ذكرت فيه أنه: "تبعًا للتشكيك الذي يحوم حول صحة المعطيات المتعلقة بالرهان الجديد في السباحة الحرة الذي خاضه السباح التونسي نجيب بلهادي من عدمه، ستتولى مصالح الوزارة التثبت والتدقيق في كل التفاصيل والمعطيات لدى الجهات المعنية وإفادة الرأي العام".