21-يونيو-2022
نجيب بلهادي تونس

كان قد زعم أنه "عبر المتوسط سباحة بين إيطاليا وتونس في 66 ساعة دون انقطاع" تحت إشراف المنظمة العالمية للسباحة في المياه المفتوحة

الترا تونس - فريق التحرير

 

يتواصل الجدل الذي رافق قصة السباح التونسي نجيب بلهادي البالغ من العمر 69 سنة والذي زعم أنه "عبر البحر الأبيض المتوسط سباحة بين إيطاليا وتونس في 66 ساعة دون انقطاع"، لتدخل المنظمة العالمية للسباحة في المياه المفتوحة على الخط.

وأكدت المنظمة الدولية، في بيان أصدرته بموقعها الرسمي الأربعاء 21 جوان/يونيو 2022، أنها لم تساهم في التخطيط المسبق لسباحة نجيب بلهادي من إيطاليا إلى تونس ولم تصادق عليها، أساسًا، على عكس ما كان قد أكده في تصريحات متواترة لوسائل إعلام محلية.

المنظمة العالمية للسباحة في المياه المفتوحة: لم نساهم  في التخطيط المسبق لسباحة نجيب بلهادي من إيطاليا إلى تونس ولم نصادق عليها أساسًا ولم نتلقَّ أي معطيات بخصوصها لا من السبّاح أو طاقمه

ويأتي بيان المنظمة العالمية للسباحة في المياه المفتوحة تبعًا لاتصالات تلقتها من العديد من المراسلين ووكالات الأنباء والمسؤولين بها بخصوص سباحة نجيب بلهادي من إيطاليا إلى تونس، ليبين أن "المنظمة لم تتلقَّ أي معلومات ما قبل السباحة أو ما بعدها سواء من نجيب بلهادي أو أي من أفراد طاقمه أو المراقبين".

وذكرت المنظمة أنه من أجل أن يتم التصديق رسميًا على السباحة، تعد سجلات المراقبين من الطيارين والمراقبين والطاقم ضرورة ثابتة في علاقة بالسباحة، مذكرة بأن "نجيب بلهادي يعرف ذلك جيدًا من خلال عبوره على القنال الإنجليزية عام 1993 -حين عبر في 15-16 سبتمبر/أيلول 1993، القنال الإنجليزي بطول 33.5 كم من إنجلترا إلى فرنسا في 16 ساعة و 35 دقيقة-"

وأفادت بأن سجلات المراقبين، التي يقع المصادقة على السباحة بناء عليها، تتضمن ملاحظات كل ساعة عن درجة حرارة الماء، ودرجة حرارة الهواء، وسرعة الرياح أو قوتها، ومعدل الضربات (ضربات في الدقيقة)، والملاحظات العامة لظروف المياه، والتغذية.. وغير ذلك من الملاحظات.

المنظمة العالمية للسباحة في المياه المفتوحة: من أجل التصديق رسميًا على السباحة، تعد سجلات المراقبين من الطيارين والمراقبين والطاقم ضرورة ثابتة في علاقة بالسباحة وهو ما يعلمه نجيب بلهادي جيدًا

كما أضافت المنظمة العالمية للسباحة في المياه المفتوحة أنه من أجل التصديق على بيانات تتبع السباحة، يجب أيضًا وجود بيانات أصلية/أولية من جهاز تتبع GPS مثل SPOT Tracker أو ساعة GPS أو تطبيق الهاتف الذكي.

وشددت المنظمة على أنها لا تصادق، مثلها مثل جميع منظمات السباحة في القنوات والماراثون الأخرى، على السباحة دون تلقي المعطيات التي ذكرتها في علاقة بالسباحة ومراجعتها، مؤكدة أنها لم تتلق أيًا منها إلى حد نشر هذا البيان.

 

وتضج شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام تونسيًا، طيلة الأيام الأخيرة، بأخبار وصور عن قصة السباح التونسي الذي قيل إنه "عبر البحر الأبيض المتوسط سباحة بين إيطاليا وتونس في 66 ساعة دون انقطاع"، وهو الذي يبلغ من العمر 69 سنة.

وقد انطلقت القصة بتداول عدد من الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك صورًا ومقاطع فيديو قصيرة مرفوقة بمعطيات تقول إن السباح التونسي نجيب بلهادي بصدد "تحطيم رقم قياسي" وذلك بعزمه على اجتياز المحيط سباحة من إيطاليا إلى تونس. لم تلقَ القصة رواجًا في بدايتها، لكن بمجرد نشر وزارة الرياضة التونسية بلاغًا هنأت فيه السباح بـ"إنجازه"، ضجت منصات التواصل ومواقع إعلام تونسية بذلك.

وذكرت الوزارة في بلاغها أنه "في مواصلة لخوض رهان التحديات الرياضية في عالم السباحة الحرة، انطلق السباح والبطل التونسي نجيب بالهادي (69 سنة) منذ يوم 15 جوان/يونيو 2022 في مغامرة جديدة لتحقيق رقم قياسي جديد بقطعه 155 كيلومترًا، في مياه عمقها 1500 متر، وذلك لمدة استغرقت بين 60 و70 ساعة انطلاقًا من سواحل إيطاليا تحديدًا Pantelleria إلى ياسمين الحمامات تونس".

صورة

 

في المقابل، انطلقت حملة تشكيك في مدى مصداقية الخبر الذي تم تناقله، وتراوحت ردود فعل نشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي بين من اتهموا السباح بشدة وتساءلوا عن مدى صحة قصته، وآخرين عبروا عن مساندتهم إياه إزاء حملة التشكيك التي طالته، مما دفع وزارة الرياضة التونسية إلى المسارعة بحذف منشورها المتعلق بتهنئة السباح، ثم نشر بلاغ آخر مقتضب، عشية السبت 18 جوان/ يونيو 2022، ذكرت فيه أنه: "تبعًا للتشكيك الذي يحوم حول صحة المعطيات المتعلقة بالرهان الجديد في السباحة الحرة الذي خاضه السباح التونسي نجيب بلهادي من عدمه، ستتولى مصالح الوزارة التثبت والتدقيق في كل التفاصيل والمعطيات لدى الجهات المعنية وإفادة الرأي العام".

وإلى حد كتابة هذه الأسطر لم تورد الوزارة أي معطيات محينة بخصوص ما توصلت إليه في علاقة بقصة السباح، ولم تؤكد أو تنفِ بعد صحة ذلك.

وفي تعليقه على الجدل الحاصل، قال السباح نجيب بلهادي، في حوار مع موقع "حقائق أون لاين" (محلي) الاثنين 20 جوان/يونيو 2022، إن "الرهان الرياضي تم تحت إشراف المنظمة العالمية للسباحة في المياه المفتوحة قطعه بمرافقة باخرة على ملك شخص تونسي واختارتها المنظمة العالمية"، مستطردًا أن "الرهان تم على مرحلة واحدة تخللتها فترات راحة على متن الباخرة"، وإنه "صعد الباخرة لتناول الدواء وتجنبًا لأي حادث قد يحصل بسبب تعكر المناخ"، على حد روايته.

لكن تصريحات بلهادي هذه أيضًا جددت الجدل وأثارت مزيدًا من الشكوك بخصوص مدى صحة هذا "الرهان الرياضي" أساسًا.