10-يونيو-2021

الناشط السياسي ومؤسس الحركة الشبابية "جيل جديد"

 

الترا تونس - فريق التحرير

 

توفي، الخميس 10 جوان/ يونيو 2021، الناشط السياسي ومؤسس الحركة الشبابية "جيل جديد" مالك الصغيري، وذلك إثر محاولته إنقاذ صديقه من الغرق.

والفقيد إعلامي وباحث اجتماعي وهو قيادي سابق في الاتحاد العام لطلبة تونس وعضو قيادة وطنية سابق للشباب بالحزب الديمقراطي التقدمي وهو أيضًا أستاذ تاريخ معاصر ومستشار لدى هيئات في الأمم المتحدة.

اختار مالك أن يغادرنا مضحيًا وقد أنقذ صديقه فيما رحل عنا مبكرًا. وقد نعاه أصدقاؤه ونشطاء ومنظمات وجمعيات وأحزاب

اختار مالك أن يغادرنا مضحيًا وقد أنقذ صديقه فيما رحل عنا مبكرًا. وقد نعاه أصدقاؤه ونشطاء ومنظمات وجمعيات وأحزاب عدة.

دوّن صديقه وأحد رفاقه عبد الرحمن بن شعبان "وداعًا رفيقي وصديقي كنت أعظم من الحياة". وكتب سامي بن غازي، أحد رفاقه أيضًا، "مقاتلاً عاش، ومقاتلاً فارقنا. مالك الصغيري يفارقنا اليوم، آثر إنقاذ صديقه على نفسه، مالك لم يتردد في أن يقدم نفسه مقابل إنقاذ غيره. حادثة أليمة بالنسبة إلينا، لكنها ستخلد ذكراك يا صديقي".

ونعى المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية المناضل الوطني مالك الصغيري وورد في نعيه "فقدت تونس مناضلاً ديمقراطيًا صلبًا منذ عهد الاستبداد كان حالمًا مؤمنًا بالثورة رغم انتكاساتها، ساهم من كل المواقع التي كان فيها التلمذية والطلابية والشبابية والحقوقية والسياسية في الدفاع عن الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية".

كما نعاه أمين عام حزب التيار الديمقراطي غازي الشواشي وقد وصفه بـ"الصديق الشاب المناضل الخلوق" ونعاه القيادي بحركة النهضة عبد اللطيف المكي وهو يدوّن في صفحته الرسمية عن "المثقف والمناضل الذي توفي في أوج العمر والعطاء". 

ونعته بعض الأحزاب كحزب حركة النهضة وحزب التيار الديمقراطي، في بيانات، والفقيد هو عضو مكتب سياسي في التيار، وورد في نص نعي الحزب "ساهم الرفيق مالك الصغيري في المعركة ضد الاستبداد مناضلاً في الاتحاد العام لطلبة تونس وفي الحزب الديمقراطي التقدمي وفي حركة 18 أكتوبر وفي ثورة الحرية والكرامة. وواصل المرحوم نضاله لتأسيس دولة الحرية والكرامة صحفيًا مستقلاً ومؤسسًا لحركة جيل جديد وناشطًا في حراك مانيش مسامح وأخيرًا قياديًا في التيار الديمقراطي ومديراً لأكادميّته السياسية".

يقول المؤرخ ومدير الديوان الرئاسي سابقًا عدنان منصر "فجعتنا فيك الموت صديقي الثائر والحالم. كنت أنظر إليك وأسمعك تتكلم وأقول في نفسي: أريد تونس المستقبل هكذا. مثل مالك الصغيري بلا زيادة أو نقصان. رحمك الله يا صديقي... ما أشد المرارة يا مالك".

وتنعاه حملة "مانيس مسامح" التي كان فاعلًا رئيسيًا فيها "رحلتَ بلا وداع لكنّك أبيتَ يا مالك إلاّ أن تُحوّلَ رحيلكَ إلى درس بليغ راق. اندفعت غير آبه بالتيّار الذي لا طالما كنتَ تسير عكسَه لتنقذَ ما يمكن إنقاذه. أيّ شرف نلته يا مالك حتّى وأنت تغادرنا! لن نصدّق أصلاً أنّك غادرتنا، وإن رضينا بحكم الله! لن نصدّق! تمامًا مثلما لم نصدّق أنّ دورنا، فُرادى وجماعات، قد انتهى! لا يزال الطريق طويلاً! لا يزال للحلم سبيل! ذاك هو القدر الذي جمعنا!".

وأضافت "كنتَ الكثيرَ الكثيرَ! وما أصعب علينا، اليوم، أن نصفك بصيغة الماضي والحال أنّك حاضر في مستقبلنا الذي لا نراه دونك ودون أصوات التحمت بحملتِنا وتقاطعت مع قِيمها فأثّرتْ فيها وتأثّرتْ بها! كنتَ نعمَ الرفيق والصديق والمناضل! وكأنّ العالمَ كان أضيقَ من أن يتٌسعَ لكَ ولأحلامكَ! كنتَ المُختلفَ المنسجم! كنتَ المُشتبكَ الُمتصالح! كنتَ الثوريَّ الراقي! كنتَ المثقّفَ غير المُهادن! تلكَ كانت حياتكَ بيننا، زاخرة طافرة غامرة! هذا ليس نعيا يا مالك بل اعتراف محبّة لك نرجو أن تكون قد أدركتَ بعضَه وأنت حيّ بيننا وهذا أخيره وليس آخره وأنت بعيد عنّا! فذكراكَ ستبقى قائمة أمامنا كرسالة سنحافظ عليها كما تعاهدْنَا من أجل ذلك الوطن الذي حلمنا به سويّاً".

رحم الله المناضل والثائر على الدوام مالك الصغيري وألهم عائلته وأصدقاءه ورفاقه الصبر والسلوان.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الساحة الفكرية التونسية تفقد المؤرخ والمفكر هشام جعيط

أحزاب وشخصيات تنعى المناضل والوزير السابق أحمد المستيري