انطلق الأولياء خلال الأسابيع الأخيرة في اقتناء الأدوات المدرسية استعدادًا للعودة الدراسية، ولم تخل تلك التحضيرات ككل موسم دراسي من تذمر الأهالي من نقص بعض المواد وارتفاع أسعار أخرى. ولعلّ الكراس المدعم يتصدّر سلم تشكيات الأولياء وأصحاب المكتبات على حدّ سواء.
فحسب الغرفة الوطنية لأصحاب المكتبات، تشهد عديد من المكتبات نقصًا كبيرًا في الكراس المدعم منذ أشهر رغم تحديد الكمية التي يجب توفيرها في السوق وفق معدّل حاجيات التلميذ سنويًا. واعتبرت الغرفة أنّ فقدان الكراس المدعم في السوق سببه مشكل لهفة التجار، إلى جانب لهفة الأولياء أيضًا لشراء كميات تتجاوز حاجيات أبنائهم مخافة أن تُفقد في السوق فيما بعد.
رضا موسى (نائب رئيس غرفة أصحاب المكتبات) لـ"ألترا تونس": يتم سنويًا تسجيل نقص كبير في الكراس المدعّم
اقرأ/ي أيضًا: العودة المدرسية.. أزمة في المدارس الخاصة وأولياء حائرون
وفي هذا السياق، أكد نائب رئيس غرفة أصحاب المكتبات رضا موسى لـ"ألترا تونس" أنّه يتم سنويًا تسجيل نقص كبير في الكراس المدعم، ولطالما أكدت الغرفة على ضرورة مزيد مراقبة مسالك التوزيع خصوصًا لدى تجار الجملة. وأضاف أنّ أصحاب المكتبات يواجهون مشكل الحصول على الكميات اللازمة من الكراس ولا دخل لهم في مشكل نقصها أو عرضها وفق البيع المشروط.
تذمّر أصحاب المكتبات من نقص الكراس يقابله توفرها في الأسواق الموازية لكنّها تخضع للبيع المشروط. فما على الراغب في شراء بعض الكراسات إلاّ اللجوء إلى اقتناء باقي المستلزمات المدرسية من نفس البائع.
في سوق "بومنديل" بالعاصمة تونس، أشهر الأسواق الموازية بتونس، تتكدس بضائع الأدوات المدرسية التي تباع بالجملة أو التفصيل. ويشهد السوق توفر كميات كبيرة من الكراس المدعم الذي يباع في المسالك العشوائية. وما إن تطلب من البائع بعضًا من ذلك الكراس حتى يشترط عليك شراء العديد من المستلزمات الأخرى لتمكينك من الكراس المدعم، وبأسعار أعلى من التي تُباع في الأسواق المنظمة، وإن لجأت إلى المكتبات المنظمة فلن تجده.
فرحات الحافظي (أحد أصحاب المكتبات بالعاصمة) لـ"ألترا تونس": إشكال الكراس المدعم إشكال يتكرّر سنويًا مع بداية كلّ موسم دراسي
يقول فرحات الحافظي أحد أصحاب المكتبات بالعاصمة لـ"ألترا تونس"، "إنّ جميع المستلزمات المدرسية متوفرة وبالكميات الكافية، كما أنّ أسعار أغلبها لم تشهد ارتفاعًا هذه السنة لاسيما الكراس والكتب، فيما ارتفعت بعض أسعار المستلزمات الأخرى بحوالي 20 في المائة. لكن شهدت أغلب المكتبات نقصًا كبيرًا في الكراس المدعم. ولم يتمكنوا سوى من الحصول عليه بكميات قليلة انتهت منذ الأيام الأولى للإقبال على المستلزمات المدرسية نظرًا لإقبال المواطن على الكراس المدعم الأقل سعرًا من الكراس العادي". ويشار الى أن سعر الكراس المدعم عدد 24 يبلغ ثمنه 335 ملّيم، وكراس عدد 48 يبلغ 735 ملّيم، وكراس 72 بـ1070 ملّيم.
اقرأ/ي أيضًا: رغم الاستعدادات لموسم الفيضانات.. المواطنون متخوّفون!
كما أشار محدّثنا إلى أنّ "إشكال الكراس المدعم إشكال يتكرّر سنويًا مع بداية كلّ موسم دراسي"، مضيفًا " أنّ أغلب الأولياء يرفضون شراء الأدوات المدرسية من المكتبات التي لا توفر الكراس المدعم لذا تجدهم يتوافدون على الأسواق الموازية التي وإن تشهد البيع المشروط إلا أنّها توفر الكراس المدعم، والذي نستغربه كيفية توفره لديهم رغم أنّه من المفترض أن يوزع في مسالك التوزيع القانونية".
المواطنة لمياء شرف الدين تؤكد لـ"ألترا تونس" أنّ العديد من الأولياء يقتنون كراسات لأربعة أو خمسة تلاميذ، ولعدّة مواد، لذا يلجؤون بالضرورة إلى الكراس المدعم الأقل سعرًا، ومع ذلك تبقى مصاريف الأدوات المدرسية مرتفعة جدًا، ولا يقدر الأولياء على شراء الكراس العادي. وتبيّن أنّ أكثر من 50 في المائة من مصاريف الأدوات المدرسية تشمل فقط الكراسات، بسبب تعدد المواد وطلب كراس مخصص لكلّ مادة، حسب تعبيرها.
المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك قدرت معدّل كلفة العودة المدرسية للموسم الحالي بالنسبة لتلميذ في السنة 3 أساسي بحوالي 371 دينارُا
وقد قدّرت كلفة عودة التلميذ بالسنة أولى ابتدائي بحوالي 120 دينارًا مقابل 170 دينارًا للتلميذ في السنة رابعة ثانوي (باكالوريا) وفق المعهد الوطني للاستهلاك الذي يقدر تلك الكلفة وفق ما يتم رفعه من أسعار من أبرز نقاط البيع. لكنّ المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك قدرت معدّل كلفة العودة المدرسية للموسم الحالي بالنسبة لتلميذ في السنة 3 أساسي بحوالي 371 دينارًا، مشيرة إلى أنّ ارتفاع الكلفة يعود أساسًا إلى النقص الكبير في المواد المدرسية المدعمة.
إدارة الأبحاث الاقتصادية بوزارة التجارة أكدت من جهتها أنّ الوزارة تعمل خلال هذه الأيام على تأمين التزويد العادي بالكراس المدعم، وقد تمّت صناعة بين 21 و22 مليون كراس مدعم بمناسبة العودة المدرسية .كما سيقع توفير حصة ثانية من الورق المدعم تقدر بـ2000 طن ستمكن من صناعة 10 ملايين كراس ليتجاوز العدد الجملي 30 مليون كراس خلال هذه السنة.
وفيما أكدت إدارة الجودة وحماية المستهلك بوزارة التجارة أنّ مصالحها تقوم برقابة مستمرة على الأسواق الموازية والمكتبات أيضًا، وقد تجند لها خمسون فريقًا رقابيًا مشتركًا بين وزارات التجارة والداخلية والصحة، فقد تمكنت مؤخرًا من حجز أكثر من 24 ألف قطعة من المواد المدرسية مجهولة المصدر وغير مطابقة للمواصفات، إلى جانب حجز أكثر من 15 ألف كراس مدعمًا بسبب بيعها بأسعار مرتفعة واستغلالها في البيع المشروط.
اقرأ/ي أيضًا: