الترا تونس - فريق التحرير

أكد رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي التزامه بسياسة التوافق ودعم الاستقرار الحكومي، مؤكدًا ما أسماها الشراكة الاستراتجية مع رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي وذلك رغم تباين وجهات النظر في بعض الملفات حسب تعبيره.

وشدّد الغنوشي، السبت 27 أكتوبر/تشرين الأول 2018 في كلمته الافتتاحية بمناسبة الندوة السنوية الثانية لإطارات حركة النهضة، على التزام حركته برفض منطق الهيمنة والإقصاء والحرص على الشراكة والتوافق والوحدة الوطنية مهما كانت نتيجة الانتخابات الرئاسية والتشريعية القادمة ومهما كانت نتيجة النهضة. وأضاف أن حركته ضد احتكار السلطة من المنتصر وضد منطق المعارضة السلبية التخريبية لمن لم يحالفه النصر، وفق تعبيره.

راشد الغنوشي: هناك فريق يمارس خطاب الكراهية والاستئصال وافتعال القضايا واستثمار الدم بدل المساهمة في بناء تونس

وتحدث رئيس حركة النهضة، في هذا الجانب، على وجود فريق سياسي يقوم بتلويث الفضاء العام عبر "خطاب الكراهية والاستئصال وافتعال القضايا واستثمار الدم بدل المساهمة في بناء تونس"، وقال إن هذا الفريق يتخذ قميص عثمان للوصول للسلطة ويعيد خطاب المخلوع في التعامل مع النهضة كملف أمني وليس حزب سياسي، مشيرًا أن حركة النهضة تخلت عن العمل السري منذ مؤتمرها في المهجر سنة 1995، وفق تعبيره.

فيما أكد في علاقة بالتسيير الداخلي لحركة النهضة، أنه سيتم إدخال إصلاحات عاجلة على الجهاز التنفيذي للحركة، مشيرًا إلى تسخير فريق من الخبراء لتقييم فريقها الحكومي قبل إجراء التعديل الوزاري المنتظر.

وفي ملف الحكم المحلي، قال الغنوشي إن تونس بحاجة لكثير من الوقت والجهد لهضم السلطة المحلية التي أوجدها دستور 2014. فيما تحدث، في جانب آخر، عن تأخر الإصلاحات في عديد القطاعات وإن أشار لما وصفها مؤشرات اقتصادية إيجابية في الفترة الأخيرة.

راشد الغنوشي يدعو إلى إنشاء عملة مغاربية موحدة تكون في البداية مع الجزائر لتسهيل التجارة بين الدولتين ولتقوية الاقتصاد المشترك بينهما

وفيما يخص مبادرة السبسي حول المساواة في الميراث، أشار الغنوشي أن حركة النهضة ستتفاعل مع المبادرة التشريعية باقتراح التعديلات الضرورية "التي تراها تلائم مقتضيات تفاعل النص مع الواقع دون تعسف أو وصاية على مفاهيم الحرية والحداثة أو رغبة في توظيف مسائل الهوية لتحقيق مغانم سياسية على حساب الوحدة الوطنية".

في جانب آخر، دعا الغنوشي إلى إنشاء عملة مغاربية موحدة تكون في البداية مع الجزائر لتسهيل التجارة بين الدولتين ولتقوية الاقتصاد المشترك بينهما، ولما لا تفعيل اتفاقية المغرب العربي الكبير وفق قوله. كما دعا أن تحتل العلاقات التونسية الأفريقية منزلة متقدمة داعيًا إلى تخصيص وزارة للشؤون الإفريقية.

وعبر رئيس حركة النهضة عن تضامنه مع "كل ثورة سلمية من أجل الحرية ضد الطغيان"، متحدثًا عن تعرض تجارب التحول الديمقراطي الناشئة في العالم العربي للتآمر والقمع.

وكان قد دعا الغنوشي في كلمته لسن قانون للعفو عام عن انتهاكات حقوق الإنسان.

اقرأ/ي أيضًا:

راشد الغنوشي يدعو لسنّ قانون عفو عام عن انتهاكات حقوق الإنسان

الغنوشي: اغتيال خاشقجي أحدث سياقًا عربيًا يشبه ما أفرزه إحراق البوعزيزي لنفسه