الزكراوي: الرئيس اغتنم فرصة حالة الاستثناء لتمرير مشروع البناء القاعدي

23-مارس-2022

الزكراوي: "بدا واضحًا أن مسار 25 جويلية أصبح مسارًا شخصيًا للرئيس"

الترا تونس - فريق التحرير

قال أستاذ القانون الدستوري الصغير الزكراوي، 23 مارس/آذار 2022، إنه بإمكان الرئيس التشريع خلال فترة الحكم الاستثنائي عبر مراسيم، لكن يجب احترام المنطق الذي يحكم حالة الاستثناء"، متابعًا: "كل الإجراءات والمراسيم والقرارات يجب أن تهدف بالأساس إلى إزالة إعلان التدابير الاستثنائية"، حسب تقديره.

واعتبر الزكراوي، في مداخلة له على إذاعة "موزاييك أف أم"، أن "المرسومين الأخيرين المتعلقين بالشركات الأهلية وبالصلح الجزائي لا تخولهما حالة الاستثناء"، متابعًا: "بدا واضحًا أن مسار 25 جويلية/يوليو أصبح مسارًا شخصيًا للرئيس وليس مسارًا لجميع التونسيين"، وفق تصوره.

الزكراوي: بدا واضحًا أن مسار 25 جويلية أصبح مسارًا شخصيًا للرئيس وليس مسارًا لجميع التونسيين.. كان من المفروض أن يذهب إلى مشروع وطني يصب في مصالح الجميع وليس وضع اللبنات لمشروعه الخاص

وأردف: "كان من المفروض أن يذهب إلى مشروع وطني وإجراءات تصب في مصالح الجميع وليس التشريع ووضع اللبنات لمشروعه الخاص"، معقبًا: "ما فهمته أن المرسومين الأخيرين هما بداية وضع اللبنات الأولى لمشروع البناء القاعدي للرئيس"، على حد توقعاته.

وأشار أستاذ القانون الدستوري إلى أن الرئيس التونسي قيس سعيّد كان قد دخل السياسة برصيد أخلاقي، ثم استأثر بجميع الصلاحيات كما لم يستأثر بها أحد من قبل دون أي رقابة"، مستطردًا: "بما أن لدى الرئيس جميع الصلاحيات، كان من المفروض أن يذهب إلى تحقيق الصالح العام، لا أن يغتنم الفرصة لتمرير مشروعه الشخصي. من حقه أن يكون له مشروع لكن عليه أن يقدمه في إطار انتخابات لا أن يفرضه في حالة استثناء"، وفق تصريحه.

الزكراوي: سعيّد كان قد دخل السياسة برصيد أخلاقي، ثم استأثر بجميع الصلاحيات كما لم يستأثر بها أحد من قبل دون أي رقابة.. وعليه أن يستخلص العبرة من فشل الاستشارة

كما اعتبر الصغير الزكراوي أن الاستشارة الإلكترونية قد فشلت ولا يمكن اعتمادها بالمرة، رغم أن كلفتها كانت باهضة وخسرتنا 3 أشهر"، مستطردًا: "على الرئيس أن يستخلص العبرة من ذلك، لأنه في حال جاء الاستفتاء بنسبة مشاركة ضئيلة مثلما حدث في الاستشارة، هل سيعتمده أم لا؟".

وتابع: "كل هذه السيناريوهات لم يأخذها الرئيس بعين الاعتبار"، معقبًا: "كما أن ما يعاب على الرئيس هو أنه أسقط خارطة طريق تتجاوز منطق حالة الاستثناء"، حسب رأيه.