الترا تونس - فريق التحرير
ضجّت منصات التواصل الاجتماعي، بصور لامتحان العربية الذي اجتازه التلاميذ، الخميس 22 جوان/ يونيو 2023، في إطار مناظرة الدخول إلى المدارس الإعدادية النموذجية، وسط شبه إجماع بصعوبة هذا الاختبار على التلاميذ، ما دفع حتى ببعض المتفقدين إلى المطالبة بمراجعة مقياس إصلاح الامتحان.
متفقدون ومعلمو لغة عربية، ينتقدون الامتحان الذي اجتازه التلاميذ في إطار مناظرة الدخول إلى المدارس الإعدادية النموذجية، وعدّوه غير ملائم للمستوى المعرفي للتلاميذ
فقد دعا المتفقد العام في مادة اللغة العربية رشيد القرقوري، عبر إذاعة "الديوان أف أم" (محلية)، وزير التربية محمد علي البوغديري إلى مراجعة مقياس إصلاح الامتحان في إطار التخفيف على التلاميذ، مستنكرًا مطالبة تلميذ في السنة السادسة من التعليم الابتدائي، بإقناع خرّيج جامعة باحترام قيمة العمل والعودة إلى شغله، قائلًا: "إذا أردت أن تطاع فاطلب المستطاع"، وفقه.
وانتقد أساتذة لغة عربية طريقة عمل لجان الامتحانات في التعليم الأساسي، وتساءلوا: "ألا يعلمون أنّ من أنواع الأدب أدب الطفل وأدب اليافعين؟".
وانتقد معلمون آخرون أن يُطلب في مناظرة السادسة من التلاميذ الذين لا تتجاوز أعمارهم 12 سنة شرح الكلمات التالية: "تتعاوره، ينوء، استجداء.." وشرحوها كما يلي: "التلميذ يستجدي من يساعده لبناء مستقبل تنوء بحمله الجبال الرواسي فما بالك بوزارة يتعاور على إدارتها الهواة"، معتبرين أنّ النص صعب لغةً ومعنى والإنتاج (يزقّق فيه العصفور أباه) تلميذ السادسة له من الحجج ما تقنع أخاه الجامعيّ ليعلّمه قيمة العمل؟!"
وتساءل آخرون: "ما الذي سيخففه هذا الصغير عن أخيه الذي لا يريد أن يعمل في غير اختصاصه؟ قيمة العمل؟ بالنسبة إلى من؟ ثم المطلوب: الإقناع بالحجج ولا بدّ من وصف وحوار؟ يعني التلميذ مطالب بتوفير الحجة ونقيضها والانتباه إلى ما طلب منه كذلك من وصف وحوار، فهل تدرب التلميذ على مثل هذا؟ هل في المسار ما يكسبه هذه المهارات مجتمعة؟ خاصة في المدرسة العمومية؟ هل راعى الممتحن الوقت المخصص لإنجاز العمل؟"
واعتبر معلم ابتدائي، درّس لمدة 17 عامًا، هذا الاختبار "غير موفق وغير ذي مصداقية اختبارية لعدة أسباب منها أنه غير ملائم للمستوى المعرفي للتلاميذ، وأنه غير دال بالنسبة لهم لأنه يقع خارج مجال اهتمام هذه الفئة العُمُرية، فضلًا عن أنه اختبار مشكوك في مصداقيته التربوية والأخلاقية، لكونه قد يحدّ من حماس المتعلمين لمواصلة الدراسة وقد يتسبب لهم في تعقيدات نفسانية تنفّرهم منها وقد يقضي على روح الأمل والطموح والحلم المشروع بمستقبل زاهر لديهم، وفق ميولاتهم ورغباتهم".
متفقد عام لغة عربية: أدعو وزير التربية إلى مراجعة مقياس إصلاح امتحان العربية في إطار التخفيف على التلاميذ
وتابع هذا المعلم: "في هذا الاختبار شبهة تسييس (تمرير سياسات) ومصادرة على المستقبل، وبالنتيجة هذا اختبار فاشل وقد يكون مسببًا للفشل العاجل والآجل" وفقه.
وكان قد صدر بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية، بتاريخ 30 ماي/ أيار 2023، قرار من وزير التربية بتاريخ 26 ماي/ أيار 2023، يتعلق بضبط طاقة الاستيعاب بالمعاهد النموذجية والمدارس الإعدادية النموذجية للسنة الدراسية 2024/2023.
وقد حددت طاقة استيعاب المدارس الإعدادية النموذجية في مفتتح السنة الدراسية 2024/2023 بـ3700 مركز.