الترا تونس - فريق التحرير
أعلنت منظمة الصحة العالمية، الأربعاء 14 أوت/أغسطس 2024، حالة طوارئ صحية على الصعيد الدولي، وذلك إثر تفشي فيروس جدري القرود "مبوكس" بشكل واسع في جمهورية الكونغو الديمقراطية وانتشاره في دول مجاورة لها.
-
أكثر من 14 ألف إصابة و524 حالة وفاة هذا العام
وقالت منظمة الصحة العالمية، في بيان لها، إنه "قد تم الإبلاغ عن جدري القرود في جمهورية الكونغو الديمقراطية منذ أكثر من عقد من الزمن، وقد زاد عدد الحالات المبلغ عنها كل عام بشكل مطرد خلال تلك الفترة".
وأضافت أنه "زادت الحالات المبلغ عنها بشكل كبير، وقد تجاوز عدد الحالات المبلغ عنها حتى الآن هذا العام أكثر من 14 ألف حالة و524 حالة وفاة بسبب جدري القرود".
منظمة الصحة العالمية: جاوز عدد الحالات المبلغ عنها حتى الآن هذا العام أكثر من 14 ألف حالة و524 حالة وفاة بسبب جدري القرود
وأكدت أنّ "عدد الحالات المبلغ عنها في الأشهر الستة الأولى من هذا العام يطابق عدد الحالات المبلغ عنها في العام الماضي برمته بعد أن انتشر الفيروس في مقاطعات لم تكن متأثرة به سابقاً".
كما أضافت المنظمة العالمية أنّه قد أُبلغ في الشهر الماضي عن حوالي 50 حالة مؤكدة وعن عدد أكبر من الحالات المُشتبه فيها بأربعة بلدان مجاورة لجمهورية الكونغو الديمقراطية لم تبلغ سابقاً عن حالات المرض، وهي: بوروندي وكينيا ورواندا وأوغندا".
-
أيّ تفرعات للفيروس منتشرة أكثر؟
وقالت منظمة الصحة العالمية إنّ "الفرع الحيوي 1 من الفيروس يواصل دورانه في جمهورية الكونغو الديمقراطية منذ سنوات، بينما تسبب الفرع الحيوي 2 منه في اندلاع وباء عالمي من المرض في عام 2022".
أمّا الوباء المتفشي حالياً في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية فسببه فرع جانبي جديد من الفرع الحيوي 1، يسمى الفرع الحيوي 1 ب المسبب لمرض أوخم من ذاك الذي يسببه الفرع الحيوي 2. وقد تأكد وجود الفرع الحيوي 1 ب في كل من كينيا ورواندا وأوغندا، بينما يتواصل تحليل الفرع الحيوي في بوروندي، وفق الصحة العالمية.
-
ليبيا تعلن حالة طوارئ صحية
ومن اللافت أنّ ليبيا، التي تحدّ تونس جنوبًا، قد أقرّت حالة طوارئ صحية لمجابهة جدري القردة بعد تزايد حالات الإصابة به في القارة الإفريقية، وبالتزامن مع إعلان منظمة الصحة العالمية وباء جدري القردة حالة طوارئ صحية.
ليبيا تعلن حالة طوارئ صحية لمجابهة جدري القردة بعد تزايد حالات الإصابة به في القارة الإفريقية، وتتخذ جملة من الإجراءات على غرار تفعيل مكاتب الرقابة الصحية الدولية في جميع المنافذ البرية والبحرية والجوية
وأكد المركز الوطني لمكافحة الأمراض في ليبيا، في بلاغ له، أنه اتخذ حزمة من الإجراءات العاجلة، بما في ذلك تفعيل مكاتب الرقابة الصحية الدولية في جميع المنافذ البرية والبحرية والجوية ورفع حالة التأهب لشبكة الرصد والاستجابة السريعة في جميع أنحاء البلاد.
وأشار، في المقابل، إلى أنه لم تسجل حتى الآن أي حالة إصابة بجدري القرود في ليبيا، مشددًا على جاهزية الإدارات المختصة لاتخاذ كافة التدابير اللازمة لضمان سلامة المواطنين والمقيمين.
-
ماذا تعرف عن جدري القرود؟
جدري القرود، ويُعرف اختصاراً باسم إمبوكس (Mpox)، هو عدوى فيروسية يمكن أن تنتشر بين الناس وأحياناً من البيئة إلى الناس عبر الأشياء والأسطح التي يلمسها شخص مصاب بجدري القرود. وفي الأماكن التي يوجد فيها فيروس جدري القرود بين بعض الحيوانات البرية، يمكن أيضاً أن ينتقل من الحيوانات المصابة إلى الأشخاص المخالطين لها.
-
أعراضه
يمكن أن تسبب جدري القرود مجموعة من العلامات والأعراض. وفي حين يعاني بعض الأشخاص من أعراض أقل حدة، فقد يصاب البعض الآخر بمرض أشد خطورة ويحتاجون إلى الرعاية في مرفق صحي. ويشمل الأشخاص الأكثر عرضة في العادة للإصابة بأعراض أكثر حدة الحوامل والأطفال والأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة، بمن فيهم الأشخاص المصابون بعدوى غير معالجة بفيروس الإيدز في مراحله المتقدّمة.
يمكن أن يكون جدري القرود، لدى بعض الناس، شديداً أو يؤدي إلى مضاعفات وحتى إلى الوفاة وقد يكون حديثو الولادة والأطفال والحوامل والأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة الأساسي أشد عرضة للإصابة به
وتشمل الأعراض الشائعة لجدري القرود ظهور طفح جلدي قد يستمر لمدة 2-4 أسابيع. وقد يبدأ ذلك بالحمى والصداع وآلام العضلات وآلام الظهر والوهن وتورم الغدد (الغدد الليمفاوية) أو يليها.
ويبدو الطفح الجلدي مثل البثور أو القروح، وقد يؤثر على الوجه وراحة اليدين وباطن القدمين والأُرْبِيَّة والمناطق التناسلية. ويمكن أن تظهر هذه الآفات أيضاً في الفم أو الحلق أو الشرج أو المستقيم أو المهبل أو في العينين. وقد يتراوح عدد القروح من قرحة واحدة إلى عدة آلاف.
ويصاب بعض الأشخاص بالتهاب داخل المستقيم (التهاب المستقيم) قد يسبب ألماً شديداً، بالإضافة إلى التهاب الأعضاء التناسلية الذي قد يسبب صعوبات في التبول.
وفي معظم الحالات، تختفي أعراض جدري القرود من تلقاء نفسها في غضون أسابيع قليلة من خلال الرعاية الداعمة، مثل الأدوية المخففة للألم أو الحمى. ومع ذلك، يمكن أن يكون المرض، لدى بعض الناس، شديداً أو يؤدي إلى مضاعفات وحتى إلى الوفاة. وقد يكون حديثو الولادة والأطفال والحوامل والأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة الأساسي أشد عرضة للإصابة بمرض جدري القردة الأكثر خطورة وللوفاة.
-
كيف تنتقل العدوى؟
يتعرض لخطر الإصابة بالعدوى المخالطون المقربون (بما في ذلك عن طريق الاتصال الجنسي) لشخص مصاب بجدري القردة. وقد تعني المخالطة الوثيقة الاتصال وجهاً لوجه (مثل التحدث)، أو التلامس الجلدي (مثل اللمس أو ممارسة الجنس الإيلاجي)، أو ملامسة الفم للفم (مثل التقبيل)، أو ملامسة الفم للجلد. والأشخاص الذين يلمسون الملابس وأغطية الأسرّة والمناشف والأشياء والإلكترونيات والأسطح الأخرى التي لمسها شخص مصاب بجدري القردة معرضون أيضاً لخطر الإصابة بالعدوى.