21-مايو-2022
مخبر

يتتالى مؤخرًا تسجيل إصابات بجدري القردة في دول مختلفة من العالم (Getty)

الترا تونس - فريق التحرير

 

أكد الأخصائي في علم الفيروسات محجوب العوني، الجمعة 20 ماي/أيار 2022، خلو تونس من فيروس "جدري القردة" الذي تم تسجيله في بريطانيا وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا وكندا.

الأخصائي في علم الفيروسات محجوب العوني يؤكد خلوّ تونس من فيروس "جدري القردة"

وأوضح، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (الوكالة الرسمية)، أن هذا الفيروس الذي استوطن في البداية منذ سبعينات القرن الماضي في إفريقيا الوسطى والغربية ينتقل من الحيوان إلى الإنسان ومن الإنسان إلى الإنسان، مشيرًا إلى أن الفيروس ظهر، مؤخرًا، في بريطانيا عن طريق حالة وافدة من إفريقيا وتم إثرها انتقال العدوى بين الأشخاص، على حد قوله.

وأفاد بأن "تسمية الفيروس بجدري القردة جاء نسبة إلى اكتشافه أول مرة لدى قرد في سنة 1958 ويوجد لدى القوارض وينتقل منها إلى الإنسان وتكون العدوى من الإنسان إلى الإنسان عبر التنفس والرذاذ والسوائل البيولوجية (اللعاب والمني وغيرها)".

العوني: تظهر على المصاب علامات دالة على أوجاع الرأس وارتفاع درجات الحرارة والالتهاب الجلدي، وتكون مدة احتضان الفيروس في الجسم من أسبوع إلى أسبوعين

وبخصوص أعراض الإصابة بالفيروس، قال الأخصائي في علم الفيروسات محجوب العوني: "تظهر على المصاب علامات دالة على أوجاع الرأس وارتفاع درجات الحرارة والالتهاب الجلدي، وتكون مدة احتضان الفيروس في الجسم من أسبوع إلى أسبوعين وعند ظهور الأعراض تكون العدوى شديدة ويتماثل المريض للشفاء بعد مضي 3 أو 4 أسابيع ولا يؤدي إلى الوفاة، وفقه.

  • ما هو جدري القردة؟

ووفق منظمة الصحة العالمية، جدري القردة هو مرض فيروسي نادر وحيواني المنشأ (يُنقل فيروسه من الحيوان إلى الإنسان) وتماثل أعراض إصابته للإنسان تلك التي كان يشهدها في الماضي المرضى المصابون بالجدري، ولكنه أقل شدّة. ومع أن الجدري كان قد استُؤصِل في عام 1980 فإن جدري القردة لا يزال يظهر بشكل متفرق في بعض أجزاء إفريقيا. 

  • كيف تنتقل العدوى؟

تنجم العدوى بالمرض من الحالات الدالة عن مخالطة مباشرة لدماء الحيوانات المصابة بعدواه أو لسوائل أجسامها أو آفاتها الجلدية أو سوائلها المخاطية. ومن المُحتمل أن يكون تناول اللحوم غير المطهية جيداً من الحيوانات المصابة بعدوى المرض عامل خطر يرتبط بالإصابة به، وفق ما تذكره منظمة الصحة العالمية.

منظمة الصحة العالمية: يمكن أن تنتقل العدوى من إنسان إلى آخر عبر المخالطة الحميمة عبر انتقال إفرازات السبيل التنفسي لشخص مصاب بعدوى المرض أو لآفاته الجلدية أو عند ملامسة أشياء لُوِّثت مؤخراً بسوائل المريض

ويمكن أن ينجم انتقال المرض على المستوى الثانوي أو من إنسان إلى آخر عن المخالطة الحميمة لإفرازات السبيل التنفسي لشخص مصاب بعدوى المرض أو لآفاته الجلدية أو عند ملامسة أشياء لُوِّثت مؤخراً بسوائل المريض. وينتقل المرض في المقام الأول عن طريق جزيئات الجهاز التنفسي التي تتخذ شكل قطيرات تستدعي عادةً فترات طويلة من التواصل وجهاً لوجه، مما يعرّض أفراد الأسرة من الحالات النشطة لخطر الإصابة بعدوى المرض بشكل كبير. كما يمكن أن ينتقل المرض عن طريق التلقيح أو عبر المشيمة (جدري القردة الخلقي)، حسب بيانات منظمة الصحة العالمية.

  • ما هي أعراضه؟

تقول منظمة الصحة العالمية إن فترة حضانة جدري القردة (وهي الفترة الفاصلة بين مرحلة الإصابة بعدواه ومرحلة ظهور أعراضها) تتراوح بين 6 أيام و16 يوماً، بيد أنها يمكن أن تتراوح بين 5 أيام و21 يوماً.

ويمكن تقسيم مرحلة العدوى إلى فترتين كالتالي:

  • فترة الغزو (صفر يوم و5 أيام)، ومن سماتها الإصابة بحمى وصداع مبرح وتضخّم العقد اللمفاوية والشعور بآلام في الظهر وفي العضلات ووهن شديد (فقدان الطاقة)؛
  • فترة ظهور الطفح الجلدي (في غضون مدة تتراوح بين يوم واحد و3 أيام عقب الإصابة بالحمى) والتي تتبلور فيها مختلف مراحل ظهور الطفح الذي يبدأ على الوجه في أغلب الأحيان ومن ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. ويكون وقع الطفح أشدّ ما يكون على الوجه (في 95% من الحالات) وعلى راحتي اليدين وأخمصي القدمين (75%).  ويتطوّر الطفح في حوالي 10 أيام من حطاطات بقعية (آفات ذات قواعد مسطّحة) إلى حويصلات (نفاطات صغيرة مملوءة بسائل) وبثرات تليها جلبات قد يلزمها ثلاثة أسابيع لكي تختفي تماماً.

 

  • العلاج والوقاية

لا توجد أيّة أدوية أو لقاحات مُحدّدة متاحة لمكافحة عدوى جدري القردة، ولكن يمكن مكافحة فاشياته. وقد ثبت في الماضي أن التطعيم ضد الجدري ناجع بنسبة 85% في الوقاية من جدري القردة، غير أن هذا اللقاح لم يعد متاحاً لعامة الجمهور بعد أن أُوقِف التطعيم به في أعقاب استئصال الجدري من العالم. ورغم ذلك فإن من المُرجّح أن يفضي التطعيم المسبق ضد الجدري إلى أن يتخذ المرض مساراً أخف وطأة، وفق منظمة الصحة العالمية.

كما أنه ثمة خطوات بسيطة يمكن للشخص اتباعها كمحاولة لوقف انتشار المرض، مثل التطعيم بالغلوبولين المناعي ومضاد سيدوفوفير.