04-فبراير-2022

أعلنت وزارة البيئة إعادة مجسم "لبيب" الذي يعود اختياره كرمز للبيئة في تونس إلى سنة 1992

الترا تونس - فريق التحرير

 

أعلنت وزارة البيئة، الجمعة 4 فيفري/شباط 2022، أن "مجسم البيئة لبيب، الذي يمثل رمز التحسيس والتوعية والمحافظة على المحيط منذ سنة 1992، سيعود من جديد كجزء من برنامج واستراتيجية الوزارة في مجال التوعية والتحسيس للمحافظة على البيئة"، وهو ما أثار موجة جدل وسخرية واسعة على منصات التواصل الاجتماعي. 

وزارة البيئة: مجسم البيئة "لبيب" يعود بحلّة جديدة وبتصوّر مبتكر  كجزء من برنامج واستراتيجية في مجال التوعية والتحسيس للمحافظة على البيئة

وجاء في بلاغ لوزارة البيئة، نشرته تحت عنوان "بحلّة جديدة وبتصوّر مبتكر يعود لبيب من جديد"، أنه "تم إطلاق مسابقة بالمدارس الابتدائية والإعدادية، بالشراكة مع وزارة التربية، حول رسم مجسم للبيئة لبيب وتصوّر إنتاخ كتابي لاختفائه خلال السنوات الأخيرة"، مؤكدة أن "لبيب برز سابقًا ناشرًا للوعي البيئي ولعب دور المرشد والصديق ومثّل رمزًا لحملات التوعية والتحسيس للكف عن إيذاء الطبيعة"، وفق تعبيرها.

وذكرت الوزارة بأنه "قد تم اختيار مجسم لبيب كرمز للحفاظ على البيئة في تونس نظرًا لكونه يجسّد حيوانًا صحراويًا نادرًا من الثدييات بتونس وهو الفنك، وهو حيوان قادر على المحافظة على نظافة الوسط الطبيعي الذي يعيش فيه والتأقلم مع التغيرات المناخية، إذ له القدرة على التخلص من الفائض الحراري بواسطة أذنيه الطويلتين القادرتين على التقاط حركات الحشرات والسحالي والقوارض"، حسب ما أوردته وزارة البيئة في بلاغها.

وكانت الإدارة العامة للمرحلة الابتدائية بوزارة التربية قد وجهت، الخميس 3 فيفري/شباط 2022، منشورًا إلى المندوبين الجهويين للتربية، تدعوهم فيه إلى تنظيم مسابقة بالمدارس الابتدائية حول رسم مجسم لبيب، وفق ما نقلته وكالة تونس إفريقيا للأنباء (الوكالة الرسمية).

تراوحت تفاعلات النشطاء بين السخرية مما اعتبروه غياب الخلق والابتكار على مستوى الوزارات في تنظيم حملات توعوية وغيرها، وانتقاد هذه البادرة التي اعتبروها لا تغير من الواقع البيئي المتردي في عديد الجهات شيئًا

وأثار ذلك جدلًا واسعًا على شبكات السوشال ميديا، وتراوحت تفاعلات النشطاء بين السخرية مما اعتبروه غياب الخلق والابتكار على مستوى الوزارات في تنظيم حملات توعوية وغيرها، وانتقاد هذه البادرة التي اعتبروها لا تغير من الواقع البيئي المتردي في عديد الجهات شيئًا، حسب تقديرهم.

وأعاد العضو بمنظمة "أنا يقظ" مهاب القروي نشر بلاغ وزارة البيئة، على صفحته بموقع التواصل فيسبوك، أرفقه بتعليق "الكثير من التجديد والإبداع صراحةً!"، متهكمًا على عنوان البلاغ "بحلّة جديدة وبتصوّر مبتكر يعود لبيب من جديد".

 

 


 

كما سخر عديد النشطاء من المبادة، التي اعتبروها بمثابة العودة إلى الوراء من خلال إعادة إحياء مبادرات العهد السابق، وتساءل بعضهم "والآن بعد أن أعدتُم لبيب، لا تنقصنا سوى عودة صندوق 26-26 وتكتمل الصورة"، في إشارة إلى الصندوق الوطني للتضامن سابقًا، وهو مؤسسة حكومية لجمع الأموال والتبرعات النقدية لفائدة الدولة.

ودوّن أحد النشطاء على فيسبوك: "المنظومة القديمة حريصة على عودة كاملة، بأدقّ أدقّ التفاصيل، عودة لا بالمضمون فحسب، بل بالرّموز أيضًا"، متابعًا: مجسّم لبيب الذي هو أحد الرموز الثقافية البارزة في فترة بن علي، لذلك تمت إزالته من طرف الشعب والإدارات من الساحات العامة إثر الثورة في 2011، وهاهي وزارة البيئة تعلن عن إعادته في إطار استراتيجيتها للتوعية والتحسيس بضرورة الحفاظ على البيئة".

اعتبر نشطاء أن هذه المبادرة بمثابة العودة إلى الوراء من خلال إعادة إحياء مبادرات العهد السابق على اعتبار أن  مجسّم لبيب هو أحد الرموز الثقافية البارزة في فترة بن علي

وتساءل: "هل مات العقل الإبداعي لدى التونسيين وخاصة الشباب، فعجزوا عن ابتكار مجسّم جديد للبيئة غير مجسّمات العهد البائد؟ إنه الحرص على استدعاء رموز العهد المنقضي، هي استراتيجيا الترويض والتطبيع والتعايش الثقافي، لتسهيل التعايش السياسي والإداري والأمني مع الماضي الذي ثار ضده التونسيون ذات شتاء من سنة 2011"

ودوّن آخر: "أَلَم أقُل لكم إنهم سيعيدوننا إلى ماوراء الوراء؟"، مستطردًا: إلى حد هذه اللحظة، وراء الوراء وصل إلى"لبيب للبيئة صديق"، وفق تعبيره.

 

 



في المقابل، أثارت مبادرة إعادة إحياء مجسم "لبيب" غضب نشطاء آخرين، واعتبروا أنها بمثابة "ذر الرماد على العيون" ولن تحلّ المشاكل البيئية التي تعاني منها تونس، مذكرين بما تعانيه جهة صفاقس، على سبيل الذكر، مدونين: "صفاقس تستغيث، والنفايات فيها منتشرة، وفي المقابل، وزيرة البيئة منشغلة بتصميم "لوك" جديد للبيب"، وفق ما تم تناقله. 

 يرى نشطاء آخرون أن هذه المبادرة ليست إلا وسيلة أخرى للتمعش من أموال الدولة، ودون أحدهم: "تفتقت قريحة وزارة البيئة في العهد السعيد على إعادة مجسم لبيب مع ما ينجر عنه من مصاريف الدولة في غنى عنها يتمعش منها البعض"

فيما رأى آخرون أن هذه المبادرة ليست إلا وسيلة أخرى للتمعش من أموال الدولة، ودون ناشط على فيسبوك: "تفتقت قريحة وزارة البيئة في العهد السعيد على إعادة مجسم لبيب مع ما ينجر عنه من مصاريف الدولة في غنى عنها يتمعش منها البعض"، معقبًا: "بعد الاستشارة الإلكترونية لا ينقصنا سوى لبيب!".


و"لبيب" هو شخصية وهمية ويعتبر الممثل الرسمي للبيئة في تونس في الفترة ما بين 1992 حتى 13 أفريل/نيسان 2012، عندما أعلنت وزيرة البيئة، مامية البنا، نهاية استخدامه. واتخذ قرار إنشاء "لبيب" في عام 1992 من قبل وزير البيئة  آنذاك محمد مهدي مليك كجزء من برنامج التعليم والإعلام والتوعية في مجال حماية البيئة. وقد صممت من قبل الشاذلي بالخماص، في شكل ثعلب الفنك وهو حيوان يعيش في جنوب تونس.


 

اقرأ/ي أيضًا:

سخرية من حملة وزارة البيئة لمقاومة التلوث بالشراكة مع "طوطال" النفطية

تواصل تراكم النفايات في شوارع صفاقس وتخوّف من الانعكاسات.. أين الحل؟