27-سبتمبر-2015

من العروض المشاركة مسرحية سوني كونغو (الكونغو)

لا صوت في تونس يعلو هذه الأيام على صوت أبي الفنون، فله الكلمة الأقوى واليد الطولى، إذ أنه وبعد أسابيع قليلة (بين 16 و24 تشرين الأول/أكتوبر)، سيكون الموعد مع الدورة السابعة عشرة من أيام قرطاج المسرحية، إحدى أكبر التظاهرات الثقافية في تونس والتي تحظى بإشعاع محلي وإقليمي، لما توفره من فرصة التقاء بين المبدعين، خاصة من أفريقيا والعالم العربي، ولما تضخه من دماء ثقافية في عروق مريدي الثقافة بوجه عام، إذ تعرف العاصمة تونس أجواء احتفالية وحركية كبيرة على امتداد الأيام.

سيكون هناك قطع، في "أيام قرطاج المسرحية"، مع سياسة المركزية الثقافية التي تجعل العاصمة محورًا ومنطلقًا في كل شيء

سبعة وستون عملًا تونسيًا، تسعة وعشرون عملًا عربيًا وثمانية عشرة عملًا أوروبيًا، ومن بلدان أخرى، ستؤثث الدورة الحالية من الأيام. هذه الدورة ووفقًا لما صرح به مديرها السيد الأسعد الجمّوسي ستكون استثنائية في عديد النقاط، إذ سيتم تقديم عروض في كامل جهات البلد ولن تكون فقط العاصمة والمدن الكبيرة محتكرة للمسرح، إذ سيتم التنسيق مع وزارة التعليم على توجيه عروض لفائدة التلاميذ واستقطابهم، في سياسة أطلق عليها الجمّوسي اسم تشبيب الجمهور، وخلق جمهور مستقبلي للمسرح عبر استهداف الجمهور التلمذي، إضافة إلى تنوير العقول الصغيرة وتحصينها بالثقافة أمام بعض الأفكار المتشددة.

كما قال الجمّوسي إن انطلاقة هذه التظاهرة سيكون من الجهات نحو العاصمة بين يومي 9 و16 من ذات الشهر، أي أن المناطق الداخلية سيكون لها السبق في مشاهدة عدد من المسرحيات التي ستشارك في هذه الدورة، وبالتالي سيكون هناك قطع مع سياسة المركزية الثقافية التي تجعل العاصمة محورًا ومنطلقًا في كل شيء.

ومن بين النقاط التي سيتم التركيز عليها في الدورة الحالية وضعية الفنان الاقتصادية والاجتماعية، والتعريف بتجارب دول أخرى في هذا المجال استئناسًا بها، كما سيتم طرح مسألة حقوق التأليف وإعلان قرطاج الذي يطالب فيه موقعوه بحماية الفنانين سيما في أوقات النزاع، وسيحمل هذا الطلب عن طريق وزارة الثقافة التونسية إلى الأمم المتحدة لتتبناه.

ومن بين النقاط الجديدة في هذه الدورة سوق الإبداعات العربية والإفريقية التي سيلتقي فيها مروّجون ومبدعون للنظر في إمكانية الترويج لهذه الأعمال عبر العالم، لتتحول الأيام إلى ملتقى سنوي للانتشار، عوضًا عن تجربة المسابقة التي قال عنها مدير الدورة إنها قد تكون غير عادلة، فالمسرح اليوم مسارح يجمع أنماطا مختلفة، فكيف يمكن المقارنة بين هذا الاختلاف ومنح جائزة على وسط هذا التنوع الكبير.

كما أشار الأسعد الجموسي إلى أربع إنتاجات مشتركة بين أيام قرطاج المسرحية وعدد من المؤسسات التابعة لدول أخرى من الجزائر وفرنسا وإيطاليا وبلجيكا، ستعرض في تونس وعدد من البلدان الأخرى.