دأب مهرجان "أيام القصيد الذهبي" المقام في مدينة صفاقس التونسية، بإشراف من "الجمعية الدولية للقصيد الذهبي وتنمية الفنون"، على استضافة نخبة من الشعراء العرب، خاصّة المشتغلين على اللغة المحكية، مطلع كلّ خريف، "لنقول إن القصيدة الجميلة هي البناء البديل لكلّ الخرابات، التي يشهدها عالمنا العربي، وإن إيماننا بالشّعر، رغم أنه يبدو رومانسية مريضة، في هذا السياق، أقرب إلى روح الإنسان، من إيمان غيرنا بالحروب والقتل والرصاص". تقول الشاعرة سميرة الشّمتوري مديرة مهرجان "أيام القصيد الذهبي".
ليس هناك بديل لصوت الرّصاص إلا صوت الموسيقى، ولضيق الواقع إلا اتساع القصيدة
تقول محدّثة "الترا صوت" سميرة الشمتوري "لقد باشر العرب ثورات عبّرت عن أشواقهم للحرية والانطلاق والعيش الكريم، وهذا إنجاز مهمّ في سياقه. لكنه سيصبح بلا معنى إذا لم يعملوا على الاستثمار في الذوق الإنساني، من خلال الاحتفاء بالفنون"، وتضيف "ليس هناك بديل لصوت الرّصاص إلا صوت الموسيقى، ولضيق الواقع إلا اتساع القصيدة، وللمنطق الطائفي في التعاملات، إلا رحابة المواطنة المفتوحة على القيم الإنسانية المشتركة".
اقرأ/ي أيضًا: المسارح الجزائرية.. من البحبوحة إلى الصّوت المبحوح
تضيف سميرة الشمتوري: "لقد زاد إيماني بهذه القناعة، وأنا أسمع الشاعرين سالم العالم ومعاوية الصّويعي القادمين من المشهد الليبي الغارق في حروبه وفوضاه. ورولاء أشتيا جميل القادمة من المشهد الفلسطيني الغارق في الاحتلال، حيث تجعلك نصوصهم المسكونة بروح الحياة تنتبه إلى أن الشعر هو الصوت الحقيقي للإنسان، وإلى أن وجود فنان واحد في بقعة متحاربة دليل على أن جرعة الأمل فيها أكبر من جرعات اليأس".
نعمل في مهرجان "أيام القصيد الذهبي"، تقول سميرة الشمتوري، على أن يتوجّه الاهتمام إلى القصيدة الملقاة، لا إلى الشاعر الذي كتبها، إلا بصفته ضيفًا جديرًا بالاعتناء به، فنمنح الذهب للقصيدة لا للشاعر. من هذه الفلسفة كان اسم المهرجان أصلًا".
من جهته، قال الشاعر ورئيس "الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي" توفيق ومان لـ"الترا صوت" إنه لا يكفي أن يجتمع الشعراء في مدينة ما، ليلقوا نصوصهم ويجولوا في شوارعها، بل عليهم أن يعملوا على بثّ روح الشعر في النفوس والأمكنة، ويعزّزوا مواقع الجمال فيها، "وهذا من بين ما تتميّز به أيّام القصيد الذهبي في صفاقس".
اقرأ/ي أيضًا: