12-سبتمبر-2023
الإعصار دانيال

مختص في الشأن المناخي يوضح أن تونس غير معنية بالإعصار دانيال (صورة من مخلفات الإعصار دانيال في ليبيا/ أ.ف.ب)

الترا تونس - فريق التحرير

 

أفاد المهندس البيئي والمختص في الشأن المناخي حمدي حشاد، الثلاثاء 12 سبتمبر/أيلول 2023، بأنّ تونس غير معنية بالإعصار دانيال وبالعاصفة التي شهدتها ليبيا والتي تسببت في سيول وفيضانات مدمرة أسفرت عن آلاف الضحايا.

مختص في الشأن المناخي: تونس غير معنية بالإعصار دانيال وبالعاصفة التي شهدتها ليبيا.. لكنها سبق لها أن شهدت عاصفة من نفس عائلة "الميديكان" سنة 2018 بنابل

وأضاف، في تصريح لـ"الترا تونس"، أنّه سبق أن شهدت تونس حادثة مماثلة سنة 2018 في ولاية نابل وتسببت في 6 وفيات وفي خسائر مادية بقيمة 150 مليون دينار، مشيرًا إلى أنّ كليهما تنتميان لعائلة العواصف المتوسطية التي تسمى بـ"الميديكان".

 

  • ما هو "الميديكان"؟

وأوضح حشاد أنّ الميديكان هي عاصفة مدارية أو استوائية ذات خصائص متوسطية، تنشأ في خليج التوسكان في الجنوب الفرنسي والشمال الغربي لإيطاليا، وتأخذ مسارها عبر سردينيا، الشمال التونسي، الوطن القبلي لتونس، صقلية، ومن هناك تنقسم إلى مسارين؛ مسار يأخذ اتجاه سواحل البلقان (ألبانيا واليونان)، ويتضرر منه بالخصوص اليونان وإيطاليا، ومسار يأخذ اتجاه سرت في سواحل ليبيا.

مختص في الشأن المناخي لـ"الترا تونس": العواصف المتوسطية التي تسمى بـ"الميديكان" تنشأ في خليج التوسكان ومسارها ينقسم إلى اتجاهين كلاهما يمرّان عبر تونس عمومًا وبالتالي فإن فرضية تأثّر تونس بها كبيرة جدًا

وتابع المختص في الشأن المناخي أنّ "كليْ المسارين يمران عبر تونس عمومًا، وبالتالي فإن فرضية تأثّر تونس بها كبيرة جدًا لأنّ العواصف والأعاصير تكون قوية عندما تكون درجة مياه البحر مرتفعة، موضحًا أنه "عندما تكون درجة مياه البحر بين 24 و28 درجة تكون قوية ومدمرة جدًا". 

 

صورة
من مخلفات الفيضانات المدمرة في شرق ليبيا (أ.ف.ب)

 

ولفت، في سياق متّصل، إلى أنّ ما حصل في ليبيا عاصفة وليست إعصارًا، لأنه عندما تكون سرعة الرياح بين 60 و117 كلم في الساعة تسمى عاصفة، أما إذا تجاوزت سرعة الرياح 117 كلم في الساعة يكون حينئذ الحديث عن إعصار.

مختص في الشأن المناخي لـ"الترا تونس": هذه العاصفة تعدّ حدثًا مناخيًا مفاجئًا، وحتى لو كانت البنية التحتية قوية فإنها تتسبب في أضرار وخسائر وهذا ما حصل في اليونان وإيطاليا، لكنّ الدمار الكبير الذي شهدته ليبيا هو ضريبة غياب السياسة التنموية في البنية التحتية

ويرى محدث "الترا تونس" أنّ "هذه العاصفة تعدّ حدثًا مناخيًا مفاجئًا، وحتى لو كانت البنية التحتية قوية فإنها تتسبب في أضرار وخسائر مادية، وهذا ما حصل في اليونان وإيطاليا".

واستدرك القول: "لكن الدمار الكبير الحاصل في ليبيا ضريبة غياب السياسة التنموية في البنية التحتية التي تأخذ بعين الاعتبار أنّ هناك متغيرات مناخية قد تحصل"، لافتًا إلى أنّ هناك عديد التجاوزات في ليبيا في علاقة بالبناء، إذ هناك عديد المباني بالقرب من الأودية ومصبات الأودية، وبالتالي تسببت الكميات الكبيرة من الأمطار في هذا الحجم الكبير من الخسائر والأضرار والضحايا".

 

صورة
من مخلفات الفيضانات المدمرة في شرق ليبيا (أ.ف.ب)

 

وقد تسببت عاصفة دانيال بفيضانات هائلة خلّفت خسائر بشرية فادحة في البلاد؛ إذ تشير التقديرات الحالية إلى دفن قرابة 4000 جثة في مدينة درنة، منها 3650 في مقابر جماعية، جراء الفيضانات الواقعة في دلتا وادي درنة الصغير على الساحل الشرقي لليبيا. وتبين الصور والفيديوهات الواردة من درنة حجم الدمار الذي لحق بالمدينة ومنشآتها؛ فقد انهارت أربعة جسور ومبنيان وسدّان ضمن المدينة، وغرقت الشوارع بالمياه الموحلة إثر الفيضانات.