الترا تونس - فريق التحرير
لا يشذ موقف التونسيين عن بقية المواطنين العرب من تنظيم "داعش" الإرهابي، إذ أكد 94 في المائة من التونسيين أنهم يحملون موقفًا سلبيًا من هذا التنظيم الذي يقف وراء عديد العمليات الإرهابية التي عرفتها تونس في السنوات الأخيرة والمنطقة بشكل عام، غير أن للتونسيين إجابات "مميزّة" في هذا الملف تختلف بعض الشيء عن المزاج العربي.
إذ يعتبر التونسيون، وفق ما تكشفه نتائج المؤشر العربي 2018/2017 الذي أصدره مؤخرًا المركز العربي للأبحاث ودراسات السياسات، أن أهم سبب يدفع العرب للانضمام لهذا التنظيم في بؤر التوتر هي أسباب اقتصادية تتعلق بالفقر في بلدانهم وذلك بنسبة 40 في المائة، فيما يقول 17 في المائة أن السبب يعود للدعاية الداعشية وغسيل الدماغ، وبنفس النسبة يرجعون الانضمام للتنظيم الإرهابي لأسباب دينية.
المؤشر العربي 2018/2017: 94 في المائة من التونسيين يحملون موقفًا سلبيًا من تنظيم "داعش" الإرهابي
وبذلك، يكون التونسيون أكثر المواطنين العرب الذين يعتقدون أن الأسباب الاقتصادية هي السبب في انضمام البعض لتنظيم "داعش"، وهو ما يتأكد أيضًا بمناسبة الإجابة حول سؤال أهم إجراء يجب اتخاذه للقضاء على الإرهاب وتنظيم "داعش". إذ يقدّر 26 في المائة من التونسيين أن حل المشاكل الاقتصادية كفيل بالقضاء على الإرهاب بدرجة أولى، وهي أعلى نسبة مسجلّة عربيًا. إذ يعتبر مثلًا أغلب مواطني مصر والعراق أن الإجراء الأول هو تكثيف الجهود في الحرب ضد التنظيمات الإرهابية، والحال أن هذا الإجراء يأتي في الترتيب الثاني لدى التونسيين بنسبة 23 في المائة.
إقرأ/ي أيضًا: حوار في السياسة الاتصالية لـ"داعش" مع محمد المعمري مؤلف "في كلّ بيت داعشي"
وفي سياق متصل، يعتبر 79 في المائة من التونسيين أن تنظيم "داعش" هو صناعة خارجية، في حين يعتبر 10 في المائة فقط أنه نتاج المنطقة ومجتمعاتها وصراعاتها. وتمثل نسبة 79 في المائة المُشار إليها ثاني أعلى نسبة عربيًا في اعتقاد "داعش" صناعة خارجية وذلك بعد الأردن (85 في المائة).
المؤشر العربي 2018/2017: 79 في المائة من التونسيين يعتبرون "داعش" صناعة غربية مقابل 10 في المائة فقط يعتبرونه نتاج المنطقة وصراعاتها
وفي نفس الإطار ولكن في سؤال مغاير، يقدّر نحو نصف التونسيين (49 في المائة) وهي أعلى نسبة عربيًا أيضًا بالشراكة مع فلسطين، أن تنظيم "داعش" هو نتاج سياسات الأنظمة العربية، في حين يعتبر 32 في المائة بأنه نتاج وجود التطرف والتعصب الديني في مجتمعات المنطقة.
وما تجدر ملاحظته في هذا الجانب هو أن الموقف كان مغايرًا في مؤشر 2015، حينما أقر التونسيون التطرف والتعصب كسبب رئيسي في نشأة "داعش" بنسبة 49 في المائة، في حين كانوا يحمّلون المسؤولية لسياسات الأنظمة العربية بدرجة ثانية بنسبة 37 في المائة.
إقرأ/ي أيضًا:
عودة المقاتلين إلى تونس.. الإطار والسيناريوهات
مانيفاستو حساء الخضار: الإرهاب لا يضحك !