انطلق حزب نداء تونس في الإعداد لمؤتمره الانتخابي الأول، بعد هزيمتين انتخابيتين كان لهما وقع قاس على البيت الداخلي للحزب كما على صورته كحزب فائز بالتشريعية والرئاسية وصاحب الرئاسات الثلاث. ولا تعد عملية الإعداد لهذا المؤتمر الذي يسبق الاستحقاقات الانتخابية المقبلة بالعمل الهين سيما وأن هيكلته الداخلية الحالية تشهد تناقضات وصراعات عمقت فقدان الثقة في قياداته وفي قدرتها على الإعداد السليم لمؤتمر انتخابي قد يهوي بها.
اقرأ/ي أيضًا: يوسف الشاهد يعلن "حربًا مفتوحة" ضد حافظ قايد السبسي
وتزامنًا مع حروب الروافد والأجنحة، والجهويات أيضًا، داخل النداء، انطلقت الاستعدادات لعقد مؤتمر الحزب، طوق النجاح قبل الانهيار الأخير، إذا ما لم يتدارك في الوقت بدل الضائع قبيل التشريعية والرئاسية المرتقب تنظيمها خلال سنة 2019. ويسود توافق مبدئي داخل النداء أن يتم عقد المؤتمر الانتخابي الأول قبل موفى السنة الحالية حتى يتسنى للقيادة الجديدة تحديد استراتيجيتها للاستحقاقات التشريعية والرئاسية المقبلة.
يسود توافق مبدئي داخل النداء أن يتم عقد المؤتمر الانتخابي الأول قبل موفى السنة الحالية حتى يتسنى للقيادة الجديدة تحديد استراتيجيتها للاستحقاقات التشريعية والرئاسية المقبلة
هوجم نداء تونس خلال الفترة التي تلت المؤتمر التأسيسي بتفاديه لعقد آخر مؤتمر انتخابي في الإجابة المحددة في نظامه الداخلي وضربه بذلك مصداقيته وثقة ناخبيه وقواعده فيه، كما هوجمت قياداته واتهمت بعدم الشرعية واتخاذ قرارات مخالفة لنظامه الداخلي. بيد أن مراقبين كثر اعتبروا أن التأجيل المتواصل لعقده يعود لأكثر من سبب وعلة أصابت الحزب. إذ أن اختلاف الروافد فيه وتعددها وحلم الزعامة لدى الكثيرين يشير إلى أن مؤتمرًا انتخابيًا يضحي مستحيلًا إذ سيرجح كفة على حساب البقية وهو ما سيدفعها للمغادرة ومحاربة الحزب، وللنداء سوابق في ذلك مع التكوينات السياسية التي انبثقت عنه. إضافة إلى ذلك، فإن القيادة الحالية تدفع إلى التأجيل المتواصل حتى تحافظ على سلطة يصفها المنشقون بـ"الاستبدادية" وحولت الحزب إلى صيغة عائلية تشوب علاقاتها المصلحية والمنفعة.
في المقابل يكتفي منشقون آخرون بالتعليق بأنه "لن يكلفهم المؤتمر الانتخابي أكثر ما كلّفهم الاحتراب الداخلي الذي كان ثمنه ثلثي ناخبيه".
وتتمّ الاستعدادات على نسق حثيث، إذ تم تقسيم الكتلة النيابية لنداء تونس إلى ثلاث لجان، تعنى الأولى بتقييم العمل الحكومي ولم تمرّ أشغالها في صمت بل رافقتها تصريحات وأخرى مضادة من داخل الكتلة نفسها، حول موقفها من بقاء رئيس الحكومة وعضو الهيئة السياسية للنداء يوسف الشاهد من عدمه. أما اللجنة الثانية فقد تم تكليفها بمتابعة ملف الغاضبين وإعادتهم إلى الحزب الأم في إطار جمع الشتات ابتدائيًا قبل المحطة الكبرى وتقويته، إضافة إلى أن مغادرين كثر لهم قاعدة جماهيرية تصلح للحزب مستقبلًا وخوفًا من أن يستقطبهم الشاهد ويصنع بهم حزامًا سياسيًا أو حزبًا يخوض عبره الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.
وتكون بذلك لجنة الإعداد للمؤتمر اللجنة الأخيرة وعهد إليها تقديم خارطة طريق مفصلة عن ترتيبات المؤتمر.
اقرأ/ي أيضًا: الشاهد يظفر برأس براهم.. تصعيد لمعركة كسر العظام
وأفاد عضو لجنة الإعداد للمؤتمر والقيادي بالنداء حسن العمري "الترا تونس" أن اللجنة التي انبثقت عن اجتماع الكتلة البرلمانية الشهر الماضي مكلفة بصياغة تصورات حول آليات ومراحل المؤتمر المقبل، ووضعت جملة من التصورات حول ترتيبات المؤتمر ومن بينها المرور إلى تنظيم مؤتمرات جهوية للحزب تكون فسحة للنقاش. واقترح المجتمعون في إطار لجنة إعداد التصورات أن يكون توزيع الانخراطات في الحزب منحسرًا في مدة معينة قبيل تاريخ المؤتمر، كما تم التوافق على صفة المؤتمرين وخاصة المؤتمرين المباشرين وعلى أن يمثل الجهات 217 ممثلًا سيكونون المجلس الوطني للحزب فيما بعد. أما عن شروط الترشح لرئاسة الحزب ولبقية هياكله القيادية فقد تركت للقانون الداخلي للحزب.
حسن العمري، عضو لجنة الإعداد للمؤتمر، لـ"الترا تونس": التوافق الحاصل حول تاريخ عقد المؤتمر قبل موفى السنة الحالية سيسهل عمل لجنة "استعادة الغاضبين"
وأكد العمري أن التوافق الحاصل حول تاريخ عقد المؤتمر قبل موفى السنة الحالية سيسهل عمل لجنة "استعادة الغاضبين"، قائلًا "من المؤكد أن هؤلاء ربطوا عودتهم للنداء بعقد المؤتمر وينتظرون تحديد موعدًا لذلك".
وفي انتظار تحديد موعد نهائي ورسمي لموعد انعقاد مؤتمره الانتخابي، يبقى نداء تونس يعيش تحت وطأة الصراعات الداخلية والمواقف المتباينة لقياداته التي تكاد لا تجمع على موقف موحد من مختلف القضايا الراهنة في تونس.
اقرأ/ي أيضًا:
تسريب صوتي لمحسن مرزوق يسخر فيه من نجل السبسي.. هل يُربك مخططاته؟
برهان بسيس: التوافق سينهار.. وإمكانية سحب وزراء النداء من الحكومة واردة