الترا تونس - فريق التحرير
تتكثّف المبادرات الخيرية التي يقودها المجتمع المدني التونسي تزامنًا مع شهر رمضان، وتختلف الفئات المنتفعة، من جمعية إلى أخرى، حيث تختار بعض الجمعيات التونسية تنظيم موائد إفطار يومية لكل العابرين فيما تتوجه جمعيات أخرى لإيصال وجبات إفطار أو مساعدات أخرى إلى بعض الفئات الهشة والفاقدة للسند أينما وجدت.
"قفة رمضان" و"موائد الإفطار" إضافة إلى إعداد وجبات السحور والإفطار لفائدة المستحقين ومبادرات أخرى تحدث عنها ممثلو عدة جمعيات تونسية لـ "الترا تونس"
وفي رصد لمختلف هذه المبادرات، تحدث "الترا تونس" مع ممثلي جمعيات مختلفة في عدة مناطق بالبلاد التونسية، ليرسم صورةً كاملة على مجهود الجمعيات في الجهات، لفائدة فئات مختلفة من المجتمع التونسي خلال الشهر الكريم.
-
وجبات إفطار يومية لمستحقيها وإعانات للأطفال الأيتام وأبناء العائلات المعوزة في صفاقس
ففي صفاقس (جنوب شرقي)، دأبت جمعية "صفاقس الخيرية" على مرافقة الأطفال الأيتام وفاقدي السند وأبناء العائلات المعوزة أيضًا، من خلال برنامج "قفة رمضان"، ويستهدف نشاط الجمعية توزيع 1800 قفة، خلال شهر رمضان 2024، سواءً عبر المساعدات العينية أو الوصولات المالية.
وقال رئيس جمعية "صفاقس الخيرية" سهيل كمون، في تصريح لـ "الترا تونس" إن "قيمة القفة تساوي تقريبًا 100 دينار، وتم منذ انطلاق الشهر الكريم توزيع حوالي 500 قفة، تحتوي على مختلف المواد الغذائية الأساسية".
رئيس جمعية "صفاقس الخيرية" لـ "الترا تونس": توزيع حوالي 500 قفة منذ انطلاق الشهر الكريم و300 وجبة إفطار يوميًا، مع برمجة ختان جماعي لفائدة 50 طفلاً من أبناء العائلات المعوزة في صفاقس
وأوضح كمون أن الجمعية تنظم أيضًا برنامج "ختان جماعي" يستهدف حوالي 50 طفلاً من أبناء العائلات المعوزة في صفاقس، وذلك بالتعاون مع الأطباء والمصحات الخاصة في الجهة.
كما أشار إلى أن جمعية "صفاقس الخيرية"، تعدّ يوميًا حوالي 300 وجبة إفطار، وتوزّعها على مستحقيها عبر شبكة متطوعين، في مختلف المناطق في صفاقس.
رئيس جمعية "صفاقس الخيرية" لـ "الترا تونس": قائمة المستحقين نعدها بالتعويل على مجهودات التحري الخاصة للمتطوعين وزيارات للتثبت من وضعية العائلات، وبالتنسيق مع السلطات المحلية والجهوية في ظل غياب قاعدة بيانات واضحة لدى هياكل الدولة
وفي إجابته على سؤال "الترا تونس"، حول كيفية إعداد قائمة المستحقين، أوضح رئيس الجمعية أنه يتم التعويل على مجهودات التحري الخاصة للمتطوعين من خلال زيارات للتثبت من وضعية العائلات، وكذلك بالتنسيق مع السلطات المحلية والجهوية، قائلاً "هناك من يستغل الأنشطة الخيرية للأسف، نظرًا لعدم وجود قاعدة بيانات واضحة، لدى هياكل الدولة".
-
موائد إفطار جماعي لكل العابرين طيلة شهر رمضان في جربة
وخلافًا لذلك اختارت جمعية "تونس الخير" في جزيرة جربة، من ولاية مدنين (أقصى الجنوب الشرقي)، تنظيم موائد إفطار جماعي، طيلة شهر رمضان، لكل العابرين من خلال مشروع "إفطار صائم".
وقال عادل جنان رئيس موائد الإفطار في جمعية "تونس الخير" بجربة ميدون في تصريح لـ "الترا تونس" "نحن لا نضع شروطًا لاستقبال المواطنين على موائد الإفطار، ولا نستهدف فئة بعينها، موائدنا مفتوحة للعموم ومجانًا، يكفي أن تسجّل اسمك لغرض تنظيمي بحت، وستكون محل ترحاب".
جمعية "تونس الخير" بجربة ميدون لـ "الترا تونس" : نوفّر 300 وجبة إفطار يوميًا ونسق الإقبال على موائد الإفطار الجماعي يكون تصاعديًا مع تقدّم الشهر الكريم ويمكن أن يصل العدد إلى 450 وجبة
وأشار إلى أن الجمعية تعد يوميًا 300 وجبة إفطار تقريبًا، وتتولى نقل وجبات الإفطار للأشخاص المسنيين أو الأشخاص الذين يتعذّر عليهم التنقل طيلة شهر رمضان وذلك من خلال شبكة المتطوعين في الجمعية.
وأفاد بأن الجمعية تتعامل مع عدد من الطباخين بمقابل لإعداد هذا الكم الهائل من الوجبات يوميًا، مشيرًا إلى أنه يمكن أن تصل عدد الوجبات اليومية إلى 450 وجبة، مضيفًا أن نسق الإقبال يكون تصاعديًا مع تقدّم الشهر الكريم.
-
وجبات إفطار وسحور للأمهات المرافقات لأبنائهن المقيمين في مستشفيات العاصمة
أما جمعية "اسمعني" بتونس العاصمة فقد وضعت برنامجًا متكاملاً أطلقت عليه اسم "رمضانيات اسمعني" في نسخته العاشرة على التوالي، تستهدف من خلاله الأطفال المقيمين في المستشفيات التونسية وأمهاتهم اللاتي يرافقنهم، وتحديدًا الأطفال المقيمين في قسم طبّ القلب للأطفال، وقسم طبّ الأطفال، وقسم الجراحة في مستشفى الرابطة، وقسم أمراض الدم في مستشفى عزيزة عثمانة بالعاصمة.
منسقة المشاريع في جمعية "اسمعني" لـ "الترا تونس": الأم التي ترافق طفلها المقيم في المستشفى، بعيدة على العائلة ولا تجد وجبة تسد جوعها، حتى الأطباق التي يقدمها المستشفى تكون موجهة للمرضى فقط وليس للمرافقين
وقالت ميساء بوتوتة منسقة المشاريع في جمعية "اسمعني"، في تصريحها لـ "الترا تونس" إن "الأم التي ترافق طفلها المقيم في المستشفى، بعيدة على العائلة ولا تجد وجبة تسد جوعها، حتى الأطباق التي يقدمها المستشفى تكون موجهة للمرضى فقط وليس للمرافقين، ولذلك اخترنا مساندة هذه الفئة، إذ أن الأم تتنقل أحيانًا من ولايات أخرى لترافق ابنها المريض في أحد مستشفيات العاصمة".
وأوضحت أن الجمعية رسمت هدفًا بتوزيع 60 وجبة إفطار وسحور يوميًا خلال شهر رمضان 2024، على الأمهات المرافقات لأبنائهن في المستشفى، ولكنها توفّر الآن أكثر من 70 وجبة إفطار وسحور للأمهات المرافقات في مستشفى الرابطة وتقريبًا 90 وجبة للأمهات المرافقات في مستشفى الرابطة وعزيزة عثمانة معًا.
وأشارت إلى أن الجمعية تنظم أيضًا سهرات الحكواتي للأطفال والأمهات المقيمين في المستشفيات، وذلك بالتنسيق التام مع إدارة المستشفى، بهدف مواساتهم والتخفيف عنهم ومرافقتهم في رحلة الشفاء.
كما تحدّثت عن مبادرة تستعد لها جمعية "اسمعني" وتستهدف توفير ألعاب وملابس العيد للأطفال المقيمين في المستشفيات، وتنظيم سهرة العيد للترفيه عنهم.
-
عائلات محدودة الدخل وعائلات مهاجرين من جنسيات إفريقية تقبل على موائد الإفطار في نابل
وفي الوطن القبلي (شمال شرقي)، تنظم جمعية المنظمة التونسية للتربية والأسرة ككل سنة ومنذ عام 2016، موائد إفطار جماعي، في الحديقة الثقافية مقابل الجرّة المنتصبة وسط مدينة نابل.
وأكد رئيس المكتب الجهوي للمنظمة أنور حلومي، في تصريح لـ "الترا تونس" أن "المنظمة تستعين ببعض النساء لطبخ وجبات الإفطار حتى يكون طعمها مشابهًا للوجبات التي تطهوها الأمهات لأفراد عائلاتهن ولا يشعر المقبلون على موائد الإفطار أنهم في مطعم بمقابل خارج منزلهم".
رئيس المكتب الجهوي للمنظمة التونسية للتربية والأسرة بنابل لـ"الترا تونس": وزعنا حوالي 300 وجبة إفطار يوميًا، منذ بداية شهر رمضان ومن المتوقع أن تصل هذه السنة إلى 400 وجبة يوميًا
وأشار إلى أن المنظمة دأبت على إعداد حوالي 300 وجبة إفطار يوميًا، ولكنه من المتوقع أن تصل هذه السنة إلى 400 وجبة يوميًا، حسب التوقعات التي رسمتها المنظمة، بالنظر للوضع الحالي.
وأفاد بأن معظم المقبلين على الموائد، يكونون من ذوي الدخل المحدود الذين تعوزهم الوسيلة على توفير وجبات إفطار متكاملة لعائلاتهم على امتداد الشهر الكريم.
رئيس المكتب الجهوي للمنظمة التونسية للتربية والأسرة بنابل لـ"الترا تونس": بعض عائلات المهاجرين في دول إفريقيا جنوب الصحراء أقبلت هذه السنة على موائد الإفطار الجماعي
أوضح أن بعض عائلات المهاجرين في دول إفريقيا جنوب الصحراء أقبلت أيضًا هذه السنة على موائد الإفطار.
كما تحدث عن مرافقة المنظمة التونسية للتربية والأسرة فرع نابل لأكثر من 30 مسنا فاقدًا للسند في بيئتهم الطبيعية، من خلال توفير وجبات إفطار لفائدتهم، يتم إيصالها لهم أينما كانوا.
-
تجميع مساعدات غذائية ومالية في سوسة لـ 300 طفل يتيم
أما جمعية "أفق الخيرية لكفالة الأيتام" بحمام سوسة (ساحل شرقي) فقد توجّهت نحو تجميع المساعدات العينية وخاصة منها المواد الغذائية إضافة إلى المساعدات المالية من المواطنين، لتتولى فيما بعد فرزها، وتوزيعها.
مسؤولة بجمعية "أفق الخيرية لكفالة الأيتام" لـ "الترا تونس": نوجه التبرعات المجمعة إلى عائلات 300 طفل يتيم تكفلهم الجمعية وتتولى متابعة وضعيتهم ووضعية أسرهم في مختلف جهات الجمهورية
وأشارت المكلفة بالإعلام صلب الجمعية، أمة الله الغربي في تصريح لـ "الترا تونس"، إلى أن التبرعات يتم توجيهها، إلى عائلات 300 طفل يتيم تتولى الجمعية متابعة وضعيتهم ووضعية أسرهم في مختلف جهات الجمهورية.
ولئن تعددت هذه المبادرات واختلفت برامجها، إلا أنها تبقى رغم بساطتها من حيث القيمة المادية، طوق نجاة لعديد الفئات الهشة صلب المجتمع التونسي، من أطفال ومسنيين ونساء فاقدين للسند أو عائلات محدودة الدخل، تعاني الأمرين أمام الارتفاع الجنوني لأسعار المواد الغذائية.