03-أكتوبر-2019

آري بن ميناشي هو ضابط سابق في الموساد وتاجر أسلحة (Getty)

 

الترا تونس - فريق التحرير

 

أثار نشر وزارة العدل الأمريكية لعقد أبرمه المرشح الرئاسي نبيل القروي، الموقوف حاليًا على ذمة قضية تهرب ضريبي، بقيمة مليون دولار مع شركة "دينكنز أند مادسون" (Dickens and Madson) الذي يديرها الإسرائيلي آري بن ماشي حالة من الجدل نظرًا للمعطيات الخطيرة الواردة وبالخصوص ما يتعلق بشبهة طلب دعم أجنبي للتدخل في شأن داخلي تونسي.

طلب المرشح الرئاسي نبيل القروي عبر شركة "دينكنز أند مادسون" المملوكة للعميل السابق في الموساد آري بن ميناشي "دعمًا ماديًا" من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الانتخابات الرئاسية التونسية

وتضمن العقد أن تعمل الشركة على توفير دعم من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة للقروي من أجل "الحصول على رئاسة الجمهورية التونسية"، كما تضمن بالخصوص طلبًا من القروي لـ"دعم مادي" من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الانتخابات التونسية.

وتعزّز الجدل على اعتبار أن الشركة التي تعامل معها نبيل القروي يديرها عميل سابق في الاستخبارات الإسرائيلية وتاجر أسلحة متهم بالعمل من أجل تبييض الجرائم عبر دعمه لشخصيات متهمة بالتورط في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.

من هو آري بن ميناشي؟

هو إسرائيلي من أصول إيرانية وُلد عام 1951 وعمل ضابطًا في "الموساد"، وقال إنه سافر في مختلف أنحاء العالم من أجل إسرائيل، وعمل أيضًا كمستشار استخبارات لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إسحاق شامير، ويُعرف أيضًا بأنه تاجر أسلحة.

وقد اعتقلته الولايات المتحدة عام 1989 بعد اتهامه بمحاولة بيع ثلاث طائرات عسكرية لإيران، ليقضي عقوبة سجنية لمدة عام في نيويورك قبل تبرئته.

وأصدر لاحقًا عام 1992 كتابًا عنوانه "أرباح الحرب: من داخل شبكات السلاح السرية الإسرائيلية الأمريكية"، لتقطع إسرائيل علاقتها معه بعد كشفه لعديد الأسرار.

تزوّج عام 1993 من مواطنة كندية ليحصل على الجنسية الكندية عام 1996، ويؤسس شركة تعمل في مجال العلاقات العامة وتعبئة الرأي العام بعنوان "ديكينز آند مادسون"، وهذه الشركة لا تزال ناشطة لليوم وهي التي تعاقد معها نبيل القروي.

"الرجل المفضل لدى أمراء الحرب"

عُرف عن آري بن ميناشي تبييضه للمجرمين، وانتهاجه أساليب ملتوية لتحقيق أغراضه عبر شركته. ويوصف بن ميناشي، وفق هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"،  بأنه "الرجل المفضل لدى أمراء الحرب في العالم لتلميع صورهم".

إذ قام عام 2002 بخداع حريفه المرشح للانتخابات في الزيمبابواي مورغان تسفانغيراي، وسجّل له شريط فيديو أظهره يتآمر لاغتيال رئيس زيمبابوي وقتها روبت موغابي، وسلّمه الشريط. ومن حينها، أصبح بن ميناشي حليفًا لموغابي ووقع معه عقدًا بقيمة مليون دولار.

وصفت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عميل الموساد السابق آري بن ميناشي بأنه"الرجل المفضل لدى أمراء الحرب في العالم لتلميع صورهم"

واعترف العميل الإسرائيلي السابق أن شركته "دينكنز أند مادسون" لديها عقد مع اللواء المتقاعد الليبي خليفة حفتر، كما تعاقد أيضًا سابقًا مع القيادي العسكري الليبي إبراهيم الجضران الذي كان يقود تحركًا انفصاليًا في شرق البلاد.

كما وقع عقدًا عام 2010 مع رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى تضمن الحصول على 12 طائرة هليكوبتر من روسيا مع الحصول على منحة بقيمة 50 مليون دولار، وهو يُعرف بذلك بأنه تاجر أسلحة عدا عن دوره في مجال جماعات الضغط.

كما اقترح بن ميناشي على رئيس كوت الديفوار السابق لوران جباجبو، المطلوب وقتها عام 2010 لمحكمة الجنايات، إنشاء حرس رئاسي تحت سيطرته من أجل قمع كل تحرك احتجاجي ضده، غير أن هذا المقترح لم يقع تنفيذه بعد إسقاط جباجبو إثر عدم اعترافه بنتائج الانتخابات وتسليمه للقضاء الدولي.

ولعلّ آخر العقود إثارة للجدل، ولقيت متابعة واسعة من وسائل الإعلام الأجنبية، هو قيام شركة بن ميناشي بداية عام 2019 بإبرام عقد بقيمة 6 مليون دولار لتسهيل حصول المجلس العسكري الانتقالي في السودان على اعتراف دبلوماسي دولي وتمويل مالي. وقد طلبت الحكومة الكندية التحقيق معه بعد إبرام هذا العقد.

 

اقرأ/ي أيضًا:

بهدف دعمه من ترامب وبوتين: نبيل القروي دفع مليون دولار لشركة يديرها إسرائيلي!

كيف تشتغل اللوبيات الفرنسية دعمًا لنبيل القروي؟