29-يونيو-2023
إبراهيم صوة

خط جديد للسكك الحديدية في ألمانيا يقوده ويديره مهندس تونسي من قفصة

 

ولد وتربى في شارع الكيلاني المطوي بقفصة بين الحارة وحومة الواد، وبلهجة قفصية لم تتغير، يقول المهندس الدكتور التونسي إبراهيم صوة: "درست في المدرسة العمومية التونسية وتحصلت على البكالوريا سنة 1987 ومنها غادرت باتجاه فرنسا".

 

إبراهيم صوة لـ"الترا تونس": القدرة على تسيير فريق كامل متنوع.. أعتقد أنّها الخطوة الأصعب"

 

وهناك واصل إبراهيم صوة تعليمه العالي ليتحصل على الدكتوراه من مدرسة القناطر والطرق بباريس ليلتحق سنة 1997 بالشركة الفرنسية العملاقة "ألستوم" وهي من أكبر الشركات متعددة الجنسيات في العالم والرائدة في مجال توليد الطاقة ونقلها وتأسيس البنية التحتية للسكك الحديدية.

وتعد "ألستوم" من كبار مصنعي قطارات السكك الحديدية، إذ تمكنت من تشييد أسرع قطارات وأنظمة مترو فائقة السرعة في العالم، كما تعمل في مجالات توليد الطاقة الكهربائية ونقلها، فضلًا عن جميع المعدات والخدمات المرتبطة بها، بالإضافة إلى إنشاء محطات لتوليد الطاقة تعمل بالماء أو الغاز أو الفحم أو الطاقة النووية، كما تقدم مجموعة واسعة من الحلول لنقل الطاقة الكهربائية، مع التركيز على الشبكات الذكية.

التحق إبراهيم صوة سنة 1997 بشركة فرنسية عملاقة تعدّ من أكبر الشركات متعددة الجنسيات في العالم، كما أشرف على مشاريع كبرى في كندا والهند والمكسيك

في هذا الصرح العملاق، استطاع الدكتور التونسي إبراهيم صوة أن يتميز ويلمع نجمه داخل الشركة منذ بداية مشواره، فمن سنة 1997 إلى 2000 تولى الإشراف التقني على مشروع في الولايات المتحدة الأمريكية يتعلق بقطار بين بوسطن وواشنطن وهو الأول والأسرع في أمريكا.

كما قام منذ سنة 2011 وحتى 2015 بالإشراف على مشاريع كبرى في كندا والهند والمكسيك، قبل أن يتحول إلى المغرب من سنة 2016 إلى 2018 ويرأس فرع الشركة الفرنسية العملاقة هناك ويشرف على أكبر مشروع أطلق عليه اسم "البراق"، وهو قطار يعد الأسرع في إفريقيا ويعتبر ثاني أسرع قطار في العالم (بتاريخ 2019) ويربط بين المدينتين المغربيتين الأكثر حيوية في البلاد، وهما الدار البيضاء وطنجة على مسافة 350 كلم، في ساعتين وعشر دقائق بدل أربع ساعات و45 دقيقة بسرعة تبلغ 320 كلم في الساعة.

 

 

وتستمر نجاحات المهندس التونسي القادم من قفصة، موطنه الذي ارتبط تاريخه بإنشاء أولى السكك الحديدية في البلاد التونسية سنة 1897. ومن براق المغرب إلى قطار الهيدروجين في ألمانيا، انطلق الدكتور إبراهيم صوة في تجربة أكبر من الأولى ليقود فريقًا بالآلاف من كل جنسيات العالم ويرأس مشروعًا عملاقًا في الطاقات المتجددة لدولة عملاقة هي ألمانيا.

تحول إبراهيم صوة إلى المغرب في سنة 2016 وترأس فرع الشركة الفرنسية العملاقة هناك وأشرف على أكبر مشروع وقتها وهو قطار يعد الأسرع في إفريقيا وثاني أسرع قطار في العالم

تتّجه كلّ الأنظار إلى خط جديد للسكك الحديدية في ألمانيا يعمل بالكامل بالهيدروجين، في سابقة هي الأولى عالميًا، ما يشكّل تقدمًا مهمًا نحو التوقف عن استخدام الكربون في تشغيل القطارات، و"يُجنّب إنتاج 4400 طن من ثاني أكسيد الكربون كلّ عام"، والعالم كله يسأل: من يقف وراء إنجاز المشروع ويقوده؟ أما الإجابة فهي: "إنه التونسي ابن المدرسة العمومية المثابر والطموح والمنضبط إبراهيم صوة".

 

إبراهيم صوة لـ"الترا تونس": إنشاء شبكة حديدية متطورة في تونس يحتاج لسنوات كما أن مردوديتها ونتائجها ليست آنية حينية بل تحتاج أيضًا إلى صبر

 

"المعاريف المهنية والتقنية مهمة جدًا لكن القدرة على تسيير فريق كامل متنوع أعتقد أنها الخطوة الأصعب"، يقول الدكتور التونسي ويضيف بكل تواضع: "المثابرة والنجاح والعمل الجدي هم سبب نجاحي وهي ما يجب توفره في كل من يرغب أن ينجح في مجاله فلا وجود للمستحيل".

الدكتور صوة يدعو الشباب إلى الانضباط والجدية والعمل الدؤوب من أجل تحقيق الطموحات مهما كانت تبدو صعبة في البداية لكن تحقيقها سهل بالعمل ثم العمل ثم العمل.

يشرف إبراهيم صوة على خط جديد للسكك الحديدية في ألمانيا يعمل بالكامل بالهيدروجين، في سابقة هي الأولى عالميًا، ما يشكّل تقدمًا مهمًا نحو التوقف عن استخدام الكربون في تشغيل القطارات

ويؤكد محدثنا أن تونس في حاجة لشبكة حديدية متطورة لكنها تحتاج لإرادة سياسية قوية ولتمويلات مالية ضخمة أيضًا وأن إنشاء هذه الشبكة يحتاج لسنوات كما أن مردوديتها ونتائجها ليست آنية حينية بل تحتاج أيضًا إلى صبر.

صبر وجدّ وعزم وعمل دؤوب جعل من ذلك الشاب الطموح مهندسًا عملاقًا في العالم يدير مشاريع عملاقة ينبهر بها العالم ويشيد بخبرته وحنكته.. إنه التونسي القفصي المعتز دائمًا بجذوره إبراهيم صوة.

 

يقود إبراهيم صوة فريقًا بالآلاف من كل جنسيات العالم ويرأس مشروعًا عملاقًا في الطاقات المتجددة لدولة عملاقة هي ألمانيا