18-نوفمبر-2023
صحفيون ينسحبون من مشروع لأكاديمية دويتشه فيله

رفضًا لازدواجية المعايير وتناقض القول والممارسة في علاقة بالعدوان الإسرائيلي على غزة (ياسين القايدي/ الأناضول)

الترا تونس - فريق التحرير

 

أعلنت مجموعة من الصحفيين والمصورين و الممثلين لوسائل إعلام من تونس والجزائر وموريتانيا، السبت 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، عن انسحابهم من مشروع "تكلّم بيئة" لأكاديمية "دويتشه فيله"، وذلك "التزامًا بأخلاقيات المهنة واحتجاجًا على تغطية قناة دويتشه فيله المتحيزة إلى صف إسرائيل، ورفضًا لازدواجية المعايير وتناقض القول والممارسة، وإيمانًا راسخًا بحق أهل غزة وعموم فلسطين في الحياة وتحقيق المصير".

صحفيون ومصورون من تونس والجزائر وموريتانيا ينسحبون من مشروع "تكلّم بيئة" لأكاديمية "دويتشه فيله" احتجاجًا على تغطية القناة المنحازة إلى صف الاحتلال ورفضًا لازدواجية المعايير وتناقض القول والممارسة

وذكر الصحفيون والمصورون، في بيان مشترك لهم، أنهم لاحظوا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول المنقضي وجود إخلال من قبل وسائل الإعلام الغربية بالأخلاقيات المهنية في تغطيتها لمجريات الأحداث في فلسطين المحتلة، ومنها قناة دويتشه فيله، وتحيزها إلى الجانب الإسرائيلي وروايته للأحداث، واصطفافها مع هذا النظام الاستعماري رغم ما يمارسه علنًا من إبادة جماعية وتطهير عرقي وتصفية وتنكيل، وتضييق". 


صورة

واعتبر الموقعون على نصّ البيان أنّ "هذه التغطية الداعمة لإسرائيل إذ تتجاهل ما جاء في المواثيق الدولية فيما يخص القضية الفلسطينية وتقارير المنظمات الإنسانية فيما يخص الانتهاكات والمجازر الموثقة لجيش الاحتلال، فهي تزيد من غطرسة دولة الاحتلال وتخدم أهدافها التوسعية الإبادية وتضفي شرعية على ممارساتها الوحشية بحق الفلسطينيين في غزة وكل الأراضي المحتلة".

صحفيون ومصورون من تونس والجزائر وموريتانيا: تغطية "دوتشه فيله" الداعمة لإسرائيل تزيد من غطرستها وتخدم أهدافها التوسعية الإبادية وتضفي شرعية على ممارساتها الوحشية بحق الفلسطينيين

كما لفتوا إلى أنّهم عاينوا "ازدواجية صارخة في المعايير لدى وسائل الإعلام الغربية، ومنها دويتشه فيله بمقارنة تغطية الحرب على أوكرانيا والحرب على غزة"، مؤكدين أنّ "ذلك إن دلّ على شيء فهو تأكيد تجذّر الفوقية الأوروبية البيضاء، ومزيد تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم".

كما أكدوا أنهم لمسوا تناقضًا بين ما ترفعه أكاديمية دويتشه فيله من شعارات "إعلام حر، رأي حر، أناس أحرار"، وما تضعه لمشاريعها من أهداف "تعمل مشاريعنا على تعزيز الحق الإنساني في حرية التعبير والوصول إلى المعلومات دون عوائق" من جهة، والممارسة الفعلية لقناة دويتشه فيله في تغطيتها لمجريات الحرب على غزة، معتبرين أنّ ذلك "يثير التساؤل عن معنى ما تقدّمه الأكاديمية من تدريبات وما تنقله من معرفة في مجال صحفي بعينه، إذا كانت المؤسسة الأم تتركه جانبًا في مجال آخر".

 

 

وفي حادثة مماثلة، كان مراسل هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" في شمال إفريقيا بسام بونني قد أعلن تقديمه استقالته، في 18 أكتوبر/تشرين الأول 2023، "لما يحتمه الضمير المهني"، وفق تعبيره. وورد في تدوينة لبونني على صفحته بفيسبوك التالي "تقدمت صباح اليوم باستقالتي من هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي لما يحتمه عليّ الضمير المهني". 

وتوجه عدة انتقادات لعديد وسائل إعلام غربية على خلفية تغطيتها المنحازة إلى صف الاحتلال الإسرائيلي رغم الجرائم التي يقترفها علنًا وفي خرق مكشوف للمواثيق الدوالية في قطاع غزة وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة.