الترا تونس - فريق التحرير
وجد حوالي 40 مهاجرًا وطالب لجوء من دول إفريقيا جنوب الصحراء أنفسهم في وضع حرج بعد التخلي عنهم بالقرب من الحدود التونسية الجزائرية، علمًا وأنّ من بينهم أطفال ونساء حوامل، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس" عن منظمات حقوقية غير حكومية.
رمضان بن عمر: مجموعة متكونة من 42 شخصًا، تضم مهاجرين ولاجئين وطالبي لجوء، طردوا من صفاقس وتم نقلهم إلى الحدود الجزائرية
وقال الناطق باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، رمضان بن عمر، في تصريح لوكالة "فرانس برس"، إنّ مجموعة متكونة من 42 شخصًا، تضم مهاجرين ولاجئين وطالبي لجوء، طردوا من صفاقس، وتم نقلهم إلى الحدود الجزائرية، بالقرب من مدينة أم العرايس في ولاية قفصة.
وأضاف الناشط الحقوقي: "لقد تابعناهم لمدة ثلاثة أيام، لكننا فقدنا الاتصال بهم، علمًا وأنهم ليس لديهم ماء أو أي طعام يسدون به رمقهم وهم في منطقة معزولة للغاية"، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية.
رمضان بن عمر: "تابعنا هؤلاء المهاجرين لمدة ثلاثة أيام، لكننا فقدنا الاتصال بهم، علمًا وأنهم ليس لديهم ماء أو أي طعام يسدون به رمقهم وهم في منطقة معزولة للغاية"
كما نقلت الوكالة ذاتها عن منظمة حقوقية أخرى، قالت إنها طلبت عدم كشف هويتها، أنه تم "ترحيل مجموعة مؤلفة من نحو أربعين مهاجرًا إلى الحدود الجزائرية"، وفقها.
وبالتزامن مع ذلك، نشرت صفحة "لاجؤون في ليبيا"، الأربعاء 28 أوت/أغسطس 2024، مقاطع فيديو تظهر أشخاصًا في وضع حرج، مستلقين على الأرض في مكانٍ ناءٍ، من بينهم نساء حوامل وأطفال.
وقالت "لاجئون في ليبيا": "مرة أخرى، تشن السلطات التونسية حملة واسعة ضد المهاجرين، وبدأ الترحيل منذ أربعة أيام بعد أن تم القبض على عشرات الأشخاص، وجميعهم يحملون وثائق طلب اللجوء"، مضيفة: "15 مهاجرًا بينهم 8 نساء حوامل و4 أطفال من جنسيات مختلفة تم إحضارهم إلى مناطق صحراوية لا يوجد فيها ماء ولا طعام وحسب شهود عيان فإن الرحلة إلى الصحراء بين الحدود الجزائرية التونسية استغرقت 6 ساعات، وخلال رحلتهم الشاقة مات شخصان"، على حد روايتها.
يأتي ذلك في سياق عام متوتر في علاقة بملف المهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء المتواجدين في تونس، الذي ما انفكّ يعود إلى تصدّر الواجهة من حين إلى آخر، مع مباشرة السلطات التونسية في فترات متواترة حملات إخلاء مبانٍ وحدائق عمومية ومزارع حيث تتجمع مجموعات من المهاجرين.
وما انفكت منظمات حقوقية غير حكومية تندد بما اعتبرتها ممارسات غير إنسانية في حق المهاجرين غير النظاميين في تونس، وتدين ما اعتبرته تحويل تونس إلى "مصيدة" للمهاجرين من قبل الاتحاد الأوروبي.
وفي هذا السياق، أعلنت الداخلية الإيطالية أنه تم تسليم 3 زوارق دورية للسلطات التونسية للمساهمة "في تعزيز أنشطة الإنقاذ البحري وإجراءات مكافحة تهريب البشر"، وفق ما نقلته وكالة "نوفا" للأنباء الإيطالية.
ويندرج ذلك في إطار اتفاق تونسي إيطالي، تم إمضاؤه في ديسمبر/كانون الأول 2023، يقضي بإعادة تأهيل 5 زوارق بحرية بقيمة 4,8 يورو وتسليمها لتونس، إضافة إلى تمويل تزويد هذه الزوارق بالمحروقات بقيمة 4,5 مليون يورو عام 2024.