14-أبريل-2019

خرج حزب نداء تونس بعد المؤتمر منقسمًا بين مجموعتين متصارعتين (ياسين القايدي/وكالة الأناضول)

 

الترا تونس - فريق التحرير

 

يبدو أن حركة نداء تونس خرجت، إثر مؤتمرها الأخير بالمنستير، منقسمة أكثر مما كانت عليه سابقًا في الوقت الذي كانت تسعى عبر هذا المؤتمر لإعادة توحيد صفوفها وتطعيمها بشخصيات من خارج الحزب استعدادًا للانتخابات المقبلة.

اجتماعان موازيان للمجلس المركزي

آخر جولات الصراع بين ما بات يُعرف بشق حافظ قايد السبسي من جهة، وشق سفيان طوبال من جهة أخرى، هو مبادرة كل فريق لعقد اجتماع للمجلس المركزي السبت 13 أفريل/نيسان 2019 في مدينتين مختلفتين، الأول في مدينة المنستير والثاني في مدينة الحمامات. ويصف كل فريق الاجتماع الآخر بأنه "موازي" وغير قانوني.

اجتماع المجلس المركزي في المنستير ينتخب حافظ قايد السبسي رئيسًا له واجتماع المجلس في الحمامات ينتخب سفيان طوبال لنفس الخطة

وانتهى اجتماع المنستير لانتخاب حافظ قايد السبسي رئيسًا للمجلس المركزي بـ83 صوتًا، وقاسم مخلوف نائبًا أولًا للرئيس و مروان بويدة نائبًا ثانيًا بنفس عدد الأصوات وذلك من جملة 85 صوتًا مصرّحًا به.

في المقابل وفي نفس اليوم، انتهى الاجتماع الآخر في الحمامات لانتخاب سفيان طوبال رئيسًا لهذا الهيكل بـ115 صوتًا مع صوت وحيد لحافظ قايد السبسي الذي قيل إنه قدّم ترشحه في وقت سابق، وذلك من جملة 118 صوتًا مصرحًا به.

يُذكر أن المجلس المركزي للحزب المنتخب في المؤتمر يضم 217 عضوًا.

مكتبان سياسيان للحزب

بدأ التصدّع بين الفريقين مع تأكيد رئيسة مؤتمر الحزب سميرة بن قدور بالقاضي على سقوط جميع الطعون المقدّمة في انتخابات المكتب السياسي الذي يضم 32 عضوًا الذي أكدت تركيبته، وفق مراقبين، على هزيمة مجموعة حافظ قايد السبسي.

لكن في المقابل، أعلن بقية أعضاء مكتب المؤتمر على لسان عيسى الحيدوسي عن إلغاء نتائج انتخابات المكتب السياسي، وإعادة فتح باب الترشحات من جديد وهو ما رفضته مجموعة سفيان طوبال مدعومة برئيسة المؤتمر.

وعليه إضافة لمجلس مركزي واحد برئيسين اثنين، أصبح للحزب أيضًا مكتبان سياسيان يدّعي كل منهما أنه المكتب السياسي الشرعي.

أصبحت حركة نداء تونس تضم مكتبين سياسيين يدّعي كل منهما أنه صاحب الشرعية القانونية

المكتب السياسي الأول هو المكتب المنتخب في آخر أشغال المؤتمر، الذي صادقت على نتائجه رئيسة المؤتمر، وضمّ 32 نائبًا من بينهم حافظ قايد السبسي.

وقد صادق اجتماع المجلس المركزي بالحمامات على تركيبة هذا المكتب ووزّع، الأحد 14 أفريل/نيسان 2019، المسؤوليات داخله بتعيين كاتب الدولة للنقل عادل الجربوعي رئيسًا للمكتب وأنيس الرياحي نائبًا له، وتعيين عبد العزيز القطي أمينًا عامًا للحزب.

كما صادق على تعيين سفيان طوبال كممثل قانوني للحزب، وتعيين أنس الحطاب ناطقًا رسميًا ورئيسة للمجلس الوطني فيما توزعت بقية المسؤوليات على بقية أعضاء المكتب السياسي وأغلبهم من نواب الحزب في البرلمان.

في المقابل وعلى خلاف المعلن سابقًا، أعلن أعضاء المجلس المركزي المجتمعين في المنستير، أي مجموعة السبسي الابن، تقديم انتخابات المكتب السياسي إلى الأحد عوض نهاية الشهر الجاري وفق المعلن عنه سابقًا وذلك لفرض الأمر الواقع على المجموعة المنافسة.

وتضمن المكتب السياسي المعلن عنه في ساعة متأخرة من يوم الأحد قيادات بارزة أهمها حافظ قائد السبسي، وناجي جلول، ورضوان عيارة، وحاتم الفرجاني وخالد شوكات. كما تمت المصادقة على القائمة المقترحة للمكتب السياسي من قبل الباجي قائد السبسي والتي تضم 12 شخصية أهمها الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية لزهر القروي الشابي، ومستشاره السياسي نورالدين بن تيشة، والوزيرة السابقة مجدولين الشارني ونائب رئيس مؤتمر الحزب عيسى الحيدوسي إضافة للقياديتين سماح دمق وفاطمة المسدي اللتين انهزمتا عن دائرتي صفاقس في انتخابات المجلس المركزي أمام القائمتين المدعومتين من عادل الجربوعي، رئيس المكتب السياسي في المجموعة المقابلة.

اقرأ/ي أيضًا: مؤتمر حركة نداء تونس.. رحلة البحث عن الحكم مجددًا؟

من هم أعضاء كل مجموعة؟

أعادت التطورات الأخيرة في حركة نداء تونس خلط الأوراق في تحديد الاصطفافات بين مجموعة السبسي الابن ومجموعة سفيان طوبال.

تضمّ حاليًا مجموعة حافظ قايد السبسي، أي التي حضرت اجتماع المنستير، بالخصوص كاتب الدولة للديبلوماسية الاقتصادية حاتم الفرجاني، والوزير لدى رئيس الحكومة المكلف بالهجرة رضوان عيارة، والناطق الرسمي السابق باسم الحزب منجي الحرباوي، والوزير السابق خالد شوكات، ورجل الأعمال رؤوف الخماسي وبعض النواب على غرار وفاء مخلوف ولمياء المليح. كما تضم مستشارين في رئاسة الجمهورية وهم محمد لزهر القروي الشابي ونورالدين بن تيشة وربيعة النجلاوي.

في المقابل، تضم مجموعة سفيان طوبال كل من كاتب الدولة للنقل عادل الجربوعي وأغلب نواب الحزب في البرلمان وتحديدًا أنس الحطاب وعبد العزيز القطي ومحمد رمزي خميس الذي بات مكلفًا بالهياكل.

وقد تغيّب، في الأثناء، عن الاجتماعين الموازيين للمجلس المركزي القياديان البارزان في الحزب مديرة الديوان الرئاسي سلمى اللومي ومدير عام المعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية ناجي جلول، وهما من المقرّبين من رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي.

وقالت اللومي، في نشرية على حسابها على فيسبوك، إنها رفضت الحضور في الاجتماعين كي لا تكون مساهمة في مزيد الانقسام وتشتت الحزب وفق قولها، داعية الجميع لتحكيم العقل معتبرة أن "مزيد تشتت العائلة الوسطية التقدمية في هذا التوقيت بالذات لن يخدم مصلحة تونس". 

هل يتدخل رئيس الجمهورية للحسم؟

حافظ قائد السبسي، قال في تصريح إعلامي بعد انتخابه رئيسًا للمجلس المركزي في اجتماع المنستير، إنه سينظر في المستقبل في كيفية إلحاق الشق الآخر من جديد.

من جهتها، عبرت أنس الحطاب، الناطق الرسمي باسم الحزب التابعة لمجموعة طوبال، عن الاستعداد لمواصلة النقاش مع المختلفين معهم حول توزيع المسؤوليات وذلك في انتظار ما قد يقترحه الرئيس المؤسس للحزب الباجي قائد السبسي، حسب قولها.

من المرجح أن يتدخل رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي لحلّ الأزمة الأخيرة في حركة نداء تونس إما عبر تسوية ترضي الجميع أو تغليب مجموعة على حساب أخرى

في نفس السياق، أكدت رئيسة مؤتمر الحزب سميرة بن قدور أنها كانت على اتصال دائم مع رئيس الجمهورية طيلة أشغال المؤتمر لأخذ نصائح في مسائل معينة، وفق تعبيرها، نافية وجود ضغوطات من جهته في علاقة بالصراع بين مجموعة ابنه ومجموعة طوبال.

ويمثل غياب سلمى اللومي وناجي جلول، في الأثناء، عن اجتماعيْ المنستير والحمامات رغبة منهما في النأي بنفسهما عن الصراع الحالي بين المجموعتين المتصارعتين باسم الشرعية وذلك وسط ترجيح أن يتدخل رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي إما باتجاه تسوية ترضي الجميع أو باتجاه تغليب مجموعة على حساب أخرى في نهاية المطاف.

 

اقرأ/ي أيضًا:

حالة الطوارئ مجددًا في تونس.. حذر داخلي وتخوف من التطورات الليبية

الخلافات داخل الجبهة الشعبية.. مؤشرات وتساؤلات