22-مايو-2018

عادة موروثة تلاشت في مدن وبقيت في أخرى

الترا تونس - فريق التحرير

 

لم يكن يعرف عديد التونسيين طيلة قرون بلوغ موعد الإفطار في شهر رمضان إلا عبر المدفع الذي كان ينتشر بأغلب المدن التونسية خاصة العتيقة منها، ولكن تراجع استعماله طيلة عقود ماضية، لتأتي في السنوات الأخيرة مبادرات لإعادة استغلاله حفاظًا على عادة رمضانية ضاربة في القدم، ولخصوصية عتيقة لطالما توارثها الأجداد.

مدفع رمضان هو عادة رمضانية موروثة في عديد المدن التونسية تلاشت في بعضها ولا تزال صامدة في البعض الآخر

وحافظت مدينة القيروان رغم بعض الانقطاع على عادة استعمال مدفعها الشهير الذي يعود للعهد العثماني، إذ تنفجر كبسولة من المدفع في السماء وقت الإفطار أو الإمساك، يمكن مشاهدة دخانها على بعد يصل إلى 30 كيلومترًا. وجرت العادة أن يقع إطلاق ثلاث كبسولات حين حلول شهر رمضان أو حين رؤية هلال العيد.

مدفع رمضان في القيروان

وقد سجل رمضان الحالي عودة مدفع مدينة الكاف وذلك بعد غياب لمدة 22 سنة منذ 1996، لتعود معه نفحات من الذاكرة الجماعية لسكان المدينة في شهر رمضان. وكان قد عاد أيضًا مدفع المنستير سنة 2012.

في المقابل، لا تزال الدعوات في صفاقس لإعادة مدفع المدينة الذي لم تُسمع طلقاته منذ سنوات عديدة، وكان قد تقرر سنة 2010 ترميم المدفع التاريخي الذي يعود للعصر العثماني، ولكن أدى حين استعماله لأول مرة لوفاة المهندس المدني للبلدية الذي كان يشرف على تشغيله، ليستمر غياب المدفع.

يقع استعمال المدفع للإعلان عن حلول موعد الإفطار أو الإمساك في رمضان

كما يطالب المواطنون في بنزرت بإعادة مدفع رمضان الذي تم إيقاف العمل به منذ الثورة، وقد أصبح المدفع من حينها معروضًا للزينة، وقد كان سابقًا يُسمع دويّ طلقاته، ومعه يصرخ الأطفال "المدفع ضرب، المدفع ضرب".

ويظل إجمالًا مدفع رمضان عادة موروثة في عديد المدن التونسية إذ وإن تلاشت في بعضها فهي لا تزال صامدة في البعض الآخر، وذلك مع استمرار دعوات استرجاعها حفاظًا على جزء من الذاكرة الشعبية التونسية.

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

مدفع رمضان.. دوي بطعم الحنين

هل تعتبر الإفطار علانية في نهار رمضان حرية شخصية؟