الترا تونس - فريق التحرير
أكد رئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين محمد ياسين الجلاصي، الثلاثاء 2 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، أن حالات الاعتداء على الصحفيين ترتفع سنة بعد أخرى بسبب سياسة الإفلات من العقاب، مشيرًا إلى أنه في سنة 2021 بلغت نسبة الاعتداءات 224 اعتداءً على الصحفيين بعد أن كانت في 2017 في حدود 183 اعتداءً وفقه.
رئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين: يقع حفظ القضايا دون الحكم فيها أو وضعها في أدراج المحاكم إلى أن تسقط بالتقادم وهو ما شجع سياسة الإفلات من العقاب
وتابع الجلاصي خلال ملتقى انتظم بمناسبة إحياء اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب في الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، أنّ نسبة الاعتداءات بلغت خلال الفترة من نوفمبر/ تشرين الثاني 2020 إلى أكتوبر/ تشرين الأول 2021، ذروتها منذ خمس سنوات، قائلًا: "ممارسة مهنة الصحافة في تونس وخاصة العمل الميداني أصبح غير متاح كالعادة، والبيئة أصبحت غير آمنة لعمل الصحافة والصحفيين".
واستنكر الجلاصي أن تم فقط في قضية واحدة الحكم بإدانة المعتدي من جملة أكثر من 300 قضية تم رفعها خلال السنوات الخمس الماضية، وقال: "بقية القضايا إما يقع حفظها أو وضعها في أدراج المحاكم إلى أن تسقط بالتقادم، وهو ما شجع سياسة الإفلات من العقاب" على حد تعبيره.
رئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين: الأطراف الأكثر اعتداءً على الصحفيين بعد 25 جويلية تحولت من أجهزة الدولة الرسمية إلى المواطنين وخاصة المتظاهرين سواء من أنصار الرئيس أو معارضيه
وقال الجلاصي إنه من غير الممكن إنهاء حالة الإفلات من العقاب والتقليص من الاعتداءات على الصحفيين دون أن تكون هناك علاقة متواصلة ومفتوحة مع أجهزة الدولة وعلى رأسها وزارة الداخلية، معتبرًا أنّ أجهزة الدولة كانت مساهمة بطريقة مباشرة وفعالة في تكريس حالة الإفلات من العقاب، وأضاف: "الأطراف الأكثر اعتداءً على الصحفيين بعد 25 جويلية/ يوليو تحولت من أجهزة الدولة الرسمية إلى المواطنين وخاصة المتظاهرين سواء من أنصار الرئيس أو معارضيه".
وتساءل نقيب الصحفيين: "السؤال الذي نطرحه دائمًا هو لماذا لا تتحرك النيابة العمومية من تلقاء نفسها؟ لماذا يتعرض الصحفي للتحريض والخطر والهرسلة والسحل الإلكتروني؟ هذا له غطاء سياسي واضح" وفقه.
وتم خلال الملتقى تقديم التقرير السنوي حول سلامة الصحفيين الذي تعده وحدة رصد الانتهاكات التابعة للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، حيث أشارت منسقة وحدة الرصد خولة شبح إلى أن سلامة الصحفيين تأثرت بارتفاع عدد الاحتجاجات الاجتماعية خلال بداية 2021 وإثر إعلان الإجراءات الاستثنائية في 25 جويلية/ يوليو.
وقد بلغ عدد الاعتداءات على الصحفيين الميدانيين 174 مقابل 50 اعتداء في الفضاء الافتراضي، وتصدر الأمنيون والنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي قائمة المعتدين سواء عن طريق المضايقة أو الاعتداءات اللفظية او الجسدية، فيما بلغ عدد حالات التحريض ضد الصحفيين خلال الأربعة أشهر الأخيرة، 26 حالة إلى جانب حالات التهديد بالعنف أو بالقتل التي بلغت 10 حالات.
اقرأ/ي أيضًا:
نقابة الصحفيين التونسيين: إطلاق مشروع "دور الإعلام في إصلاح قطاع الأمن"
وقفة احتجاجية للصحفيين التونسيين تنديدًا بالاعتداءات المادية والمعنوية ضدهم