12-مايو-2017

احمل دراجتك وغير حياتك، مبادرة شبابية لتغيير عادات التنقل في تونس (فيسبوك)

لا يتم استعمال الدراجات الهوائية إلا بشكل محدود في تونس، وهو استعمال على سبيل الترفيه وليس بغاية التنقل عمومًا وذلك مقارنة باستعمال السيارات، على خلاف عديد البلدان ومنها هولندا التي ينتشر فيها استعمال الدراجات حيث يتجاوز عددها مجموع سكانها. ومن أجل تشجيع استعمال الدراجات الهوائية في تونس، تكونت جمعية "ثورة الدراجات"، التي تعتبر "الدراجة هي الحل لمشاكل التنقل لدى التونسي"، حيث أطلقت للغرض تظاهرات على مواقع التواصل الاجتماعي لمواكب سير جماعي باستعمال الدراجات من أجل تحسيس المواطنين وتشجيعهم.

لا يتم استعمال الدراجات الهوائية إلا بشكل محدود في تونس، وهو استعمال على سبيل الترفيه وليس بغاية التنقل عمومًا

وتأتي هذه المبادرة، التي اتخذت شعار "احمل دراجتك وغير حياتك"، في الوقت الذي تعرف فيه العاصمة تونس ومدنها الكبرى اكتظاظًا مع ارتفاع استعمال السيارات الفردية، خاصة في ظل تدهور قطاع النقل العمومي الجماعي، حتى باتت السيارة من ضروريات العائلة التونسية في تنقلها.

اقرأ/ي أيضًا: الدراجات الهوائية في بغداد.. للنساء أيضًا

في حواره مع "الترا صوت"، يقول وليد بن عمران، وهو أحد أصحاب المبادرة، إن جمعية "ثورة الدراجات" تعمل على "تشجيع استعمال الدراجات خاصة بالنظر لمساهمتها في التخفيض في كلفة التنقل السنوية للفرد إلى حدود الثلثين، والتخفيض في نسبة التلوث، وذلك بالإضافة لفوائدها الصحية".

وإن كان استعمال الدراجات محدودًا في العاصمة والمدن الكبرى، فهو يشهد إقبالاً نوعًا ما في المدن الداخلية والأرياف خاصة لدى فئة الكهول، حيث يستعملون الدراجات في تنقلاتهم خاصة لقصر المسافة عادة بين المنزل ومقر العمل أو المسجد أو السوق. غير أن ثقافة استعمال الدراجات تظل دون المأمول بصفة عامة في تونس رغم أنها من أكبر المصدرين للدراجات في العالم. ويقول وليد بن عمران، في هذا السياق، إن الدراجة يقابلها مجتمع الاستهلاك حيث إن "حلم المستهلك التونسي الناجح هو تملك سيارة"، وهو ما قد يفسر محدودية استعمال الدراجات خاصة في العاصمة والمدن الكبرى.

تعمل جمعية ثورة الدراجات على تشجيع استعمال الدراجات بالنظر لمساهمتها في التخفيض في كلفة التنقل وفي التلوث وفوائدها الصحية

وفي هذا الجانب، تدعو جمعية "ثورة الدراجات" لانخراط التونسيين في استعمال الدراجات خاصة في هذه المدن الكبرى لتقليل الاكتظاظ، حيث كشف بن عمران، في هذا الجانب، أن "نفس الطريق الذي يمكن من تنقل 2000 شخص بالسيارات في الساعة الواحدة يمكن 14000 شخص من التنقل بالدراجات في نفس الوقت"، مشيرًا إلى توفر أرقام عن تخفيض الدراجات الهوائية في نسب الحوادث.

كما قد يساهم استعمال الدراجات، من جانب آخر، في "الاستقلال من التبعية الطاقية"، وفق ما أكد بن عمران، خاصة بالنظر للكلفة الطاقية لاستعمال السيارات في تونس بالنظر لعجزها الطاقي وارتفاع قيمة الدعم الحكومي للمحروقات.

ويظل السؤال، هل ستنجح "ثورة الدراجات" في الترويج لثورتها بين التونسيين؟. هو مسار لا يزال طويلاً من أجل التوعية بثقافة استعمال الدراجات وبتطلب تحسيسًا للمواطنين وكذلك حثًا لأجهزة الدولة للانخراط في هذا المجهود وتشجيعه. وفي هذا الجانب، يشير صاحب المبادرة لـ"الترا صوت" إلى سعي الجمعية مع قرب تنظيم الانتخابات البلدية نهاية السنة الجارية لـ"إرساء قوة ضغط على مجلس المدينة لتمكين الدراجيين من طريق مميز داخل العاصمة".

 

اقرأ/ي أيضًا:

مشروع دراجات هوائية في بيروت.. احتكار العاصمة؟

النقل المدرسي في الجزائر... همّ الطلاب قبل الدرس